دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: هل يقف محور المقاومة على أعتاب نصر كبير وحاسم؟… استفيقوا يرحمكم الله!!
هل يقف محور المقاومة على أعتاب نصر كبير وحاسم؟… استفيقوا يرحمكم الله!!
يا أبا ذر (لَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ كَانَتَا عَلَى عَبْدٍ رَتْقاً ثُمَّ اتَّقَى اللَّهَ لَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْهُمَا مَخْرَجاً) الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.
رغم أن العناصر الفاعلة الآن على الساحة اللبنانية ما تزال هي هي منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 1975 إلا أن الفرق يبدو واضحا فما أفسده الدهر والهزائم المتلاحقة لن يصلحه المال السعودي الذي شح ولم يعد قادرا على إصلاح ما أفسده الدهر أو إعادة ضخ الدم في عروق متصلبة وقلب لم يعد قادرا على الخفقان!!.
الطرف المشغل لجماعة 14 آذار وداعموها العرب ليس قادرا على تجديد الفريق ولا تغيير أسلوب الأداء الذي ما زال هو هو، كارثة عفوية أو مدبرة ثم تظاهرات تخريب مدفوعة الأجر وسيل من التطبيل والصراخ ودعوة للتدخل الدولي (الحقونا يا هو هو هو)!!.
ما زال السفاح جعجع يتصدر المشهد رغم أن قدراته على الذبح لم تعد كما كانت قبل أربعين عاما ونيف.
أما أبناء الحريري سواء كان الصبي بهاء أو الصبي سعد فيطالبون بملك أبيهم ولا نظن أن مصيرهم سيكون أفضل حالا من أبناء فهد الذين تواروا في الظل (يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ * وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ).
الملعب اللبناني على قلة مساحته نموذج مصغر للصراع على الإقليم كله ومن يحسم نتائج المعركة هناك هو من سيحسمها في الإقليم كله وربما في العالم.
أَما أن تقاتل قوة عقائدية فتية قادرة على تجديد نفسها مضحية ومرحبة بالشهادة بشتات الروبابيكيا ومساطيل البارات فهذا هو الخسران المبين!!.
نحن ممن لا يعتمدون في رؤيتهم وتحليلاتهم على التسريبات التي يزعم أصحابها أنهم عالمون ببواطن الأمور فلدينا واقع يشهد بما يسعى البعض لإخفائه مثل (تأخير إعلان نبأ وفاة المرحوم) رغم أنه مات وشبع موتا!!.
كما أن بدء مسار لا يعني الوصول إلى نهايته فورا فهناك مسارات متعددة ومتشابكة لا تقل أهمية عن الملف اللبناني تتجه الآن بدورها نحو النهايات.
اليوم أدلى وزير الخارجية بومبيو بتصريح قال فيه (إن دخول الصين إلى إيران سيدمر الاستقرار بالشرق الأوسط، موضحا أن امتلاك طهران الفرصة للحصول على الأسلحة والأموال من الحزب الشيوعي الصيني سوف يعرض المنطقة للخطر).
متأخرا للغاية أدركت الإدارة الأمريكية أنها ارتكبت حماقة مدمرة عندما استجابت للتحريض السعودي وانسحبت من اتفاق 5+1 وأن خروجها من الاتفاق كان يعني بداية تراجع مكانتها في الإقليم والعالم كله!!.
أما الولد بهاء الحريري فوجه (استغاثة) للإدارة الأمريكية قائلا: كنا قريبين من نقل لبنان من بلد إلى أمة.. وأين نحن اليوم؟”، هذا ما أجاب به، ابن رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري، عندما سألته مذيعة CNN، بيكي أندرسون. ماذا في الأفق بالنسبة إلى لبنان، مشيراً إلى أنه “لا يمكننا اليوم العيش في ظل وضع نكون فيه تحت سيطرة حزب الله”.
معضلة هؤلاء الصبية أنهم يتصورون أن أمريكا ما تزال نفسها تلك العظمى التي تسنم في ظلها الأب المغدور رفيق الحريري الملك بتكليف وتمويل سعودي وأنها استنفذت قواها في مشاريع فاشلة اقترحها جيل الآباء أو أكثر فشلا حاولت فرضها على الدنيا بأسرها والنتيجة الآن يراها الجميع (فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ).
ماذا عساه يصنع الأمريكي لإنقاذكم أو لإنقاذ الإسرائيلي وكيف يمكنه التستر على جرائم ابن سلمان التي يصر على مواصلتها؟!.
الواضح أن تحولات الساحة الدولية تزامنا مع تحولات الساحة الإقليمية المضطربة التي زادها مبس ومبز تفككا وانهيارا توشك أن تفتح المسار أمام نظام دولي جديد نأمل أن يكون لصالح المستضعفين وليس لصالح الاستكبار والمستكبرين.
وإلا فلماذا يطلق بومبيو تلك الصرخة البائسة؟!.
دكتور أحمد راسم النفيس
09/08/2020