مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: أم حرام و(أمير المؤمنين يزيد فاتح القسطنطينية)!!

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: أم حرام و(أمير المؤمنين يزيد فاتح القسطنطينية)!!

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ ويَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وإِيَّاكُمْ والْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، ومَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ ويَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا.

الذي رأيناه طيلة عمرنا في عالمنا (الإسلامي) أن البضاعة الأكثر رواجا هي الكذب ثم الكذب الذي يهدي إلى الفجور ثم إلى النار وبئس المصير!!.

آخر هذه الأكاذيب هو ما أطلقه أحد الكذابين العرب أن الإمام الحسين كانت انتفاضته ضد الظلم والطغيان الأموي سببا في انشغال الفاتح العظيم (أمير المؤمنين يزيد عن فتح القسطنطينية) ولا ننسى الحديث الشريف في صحيح البخاري: أول جيش يغزو القسطنطينية مغفور له ” ولا ننسى أن أول جيش غزاها كان أمير المؤمنين يزيد بن معاوية ..

هههههههههههههههه

لنبدأ بالبخاري!!

تقول رواية البخاري: عن أنس بن مالك: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت أم حرام تحت عبادة بن الصامت، فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطعمته، وجعلت تفلي رأسه، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك، قالت: فقلت: وما يضحكك يا رسول الله؟ قال: (ناس من أمتي، عرضوا علي غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة، أو: مثل الملوك على الأسرة)، قالت: فقلت: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم وضع رأسه ثم استيقظ وهو يضحك، فقلت: وما يضحكك يا رسول الله؟ قال: (ناس من أمتي، عرضوا علي غزاة في سبيل الله). كما قال في الأول، قالت: فقلت يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، قال: (أنت من الأولين). فركبت البحر في زمان معاوية بن أبي سفيان، فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر، فهلكت. !!!

من هي أم حرام بنت ملحان هذه التي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقيل عندها!! وكانت تطعمه وينام في حجرها والأغرب من هذا أنها كانت تفلي رأسه لتنتزع منه (….) أما الأسوأ من هذا وذاك أنها كانت امرأة أجنبية شابة لم تتزوج آنئذ حيث تزوجت بعد ذلك من عبادة بن الصامت؟؟!!.

هل كان رسول الله صلى الله عليه وآله بحاجة إلى من يقوم بتفلية شعره!!؟؟.

حسب هذه الرواية وغيرها فقد ركبت البحر زمن ولاية معاوية للشام في عهد عثمان بن عفان عام 27 أو 29 للهجرة على هامش غزو جزيرة قبرص فأين كان (أمير المؤمنين يزيد) وقتها؟!.

لا يزيد ولا قسطنطينية ولا مغفور لهم!!.

أما عن (بطولات أمير المؤمنين يزيد الجهادية) فدونك هذه الفضيحة!.

معلوم أن الإمبراطورية الرومانية كانت تسيطر على أجزاء واسعة من العالم وممن ضمنها الشام ومصر وشمال أفريقيا.

ومن المعلوم أيضا أن استيلاء المسلمين على الشام وهي الأقرب لقلب الدولة البيزنطية (تركيا الآن) كان على حساب انحسار نفوذ إمبراطورية الروم.

ولكن هل كان بوسع الجيوش الإسلامية آنئذ منازلة هذه الدولة في عقر دارها والاستيلاء على عاصمتها القسطنطينية؟!.

قطعا لا!!، إلا أن الاشتباك بين الدولة (الإسلامية) الناشئة وبين البيزنطيين كان في الشمال الأفريقي وعلى أطراف بلاد الأناضول.

الحديث إذا عن (غزو القسطنطينية) آنئذ هو ضرب من الخيال.

المهم أن معاوية وفي سنة خمسين سير جيشا كثيفا إلي بلاد الروم للغزاة وجعل عليهم سفيان بن عوف وأمر ابنه يزيد بالخروج معهم فتثاقل واعتل فأمسك عنه أبوه فأصاب الناس في غزاتهم جوع ومرض شديد.

والعهدة على ابن الأثير في تاريخه (الكامل) ج4:

فأنشأ (البطل الصنديد) يزيد يقول:

ما أن أبالي بما لاقت جموعهم * بالفرقدونة من حمى ومن موم

إذا اتكأت علي الأنماط مرتفقا *بدير مران عندي أم كلثوم

وأم كلثوم امرأته وهي ابنة عبد الله بن مروان فبلغ معاوية شعره فأقسم عليه ليلحقن بسفيان في أرض الروم ليصيبه ما أصاب الناس فسار ومعه جمع كثير أضافهم إليه أبوه فأوغلوا في بلاد الروم حتى بلغوا القسطنطينية فاقتتل المسلمون والروم في بعض الأيام واشتدت الحرب بينهم  ثم رجع يزيد والجيش إلي الشام.

  • الموم هو نوع من الوباء!!.

والمعنى أن (أمير المؤمنين البطل الصنديد يزيد) كان مقيما في حضن امرأته لا يكترث بما يلحق بالمسلمين من وباء وبلاء وهذا هو رجل المرحلة الأموية، الذي لم يكن يرغب أصلا في المشاركة في الغزو، فكيف يقال أنه كان قائدا للجيش؟؟!!.

تعازينا في جهلنا وغبائنا وكذبنا فينا منا وإلينا!!
دكتور أحمد راسم النفيس

‏09‏/08‏/2022

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى