مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: رسالة إلى السيد حسن نصر الله …. جهاد التبيين وجهاد التأبين!!!

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: رسالة إلى السيد حسن نصر الله

جهاد التبيين وجهاد التأبين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ).

أعتقد جازما أن أهم حدث فكري وثقافي شهده القرن العشرين هو انتصار الثورة الإسلامية في إيران ثم بزوغ فجر المقاومة الإسلامية في لبنان التي أثبتت للعالم بأسره أن أمتنا قادرة على النهوض ومواجهة التحدي بعد أن روج دعاة التبعية والاستسلام للغرب أننا لا نملك مقومات الاستقلال الحضاري والفكري والأخلاقي.

الأمل الوحيد الذي يرجوه من هو مثلي أن يظفر بحفل تأبين ملائم حيث أن لدينا وفرة في  (الندابين)…. وحتى هذه أشك فيها!!.

في خطابكم الأخير بتاريخ 4-8-2022 تحدثتم عن جهاد التبيين وقلتم: “نحن الآن، علينا أن نتعاطى على اعتبار أنّ جهاد التبيين هو مسؤولية الجميع، علماء، وخطباء، وأساتذة، وفنانين، وشعراء، وكتاب، ورجال، ونساء، والزوج، والزوجة، والولد، كل من لديه قدرة تبيين يجب عليه أن يقوم بهذا الواجب”.

والواقع أنني كأي مسلم معني بهذه القضية التي لا يحويها بعد جغرافي أو مذهبي وهي تتجاوز بمراحل المواجهة المسلحة التي أبلى فيها المجاهدون بلاء حسنا وضحوا بأرواحهم ولم يمنوا على الله بعطائهم.

كلنا معنيون بهذا ولا مجال للتعلل على طريقة (لا أجد ما أحملكم عليه) فالفضائيات كثيرة ومتعددة، لكن ليس هناك من يهتم بملء الفراغ.

أما من الناحية الفكرية والثقافية فأرى بعيني أن أغلب المستحوذين على المؤسسات الإعلامية ليسوا في وارد التعاطي الإيجابي مع هذه الدعوة لأسباب أهمها التزامهم شعار (ليس في الإمكان أعظم ولا أروع مما كان).

كامل مقاعد صالة العرض محجوزة لكن لا أحد يشغلها ولا أحد يهتم بملء الفراغات الفكرية ولا بمتابعة أي انتاج فكري جديد فهناك من كرس ما لديه من إمكانات لغسيل سمعة بعض التيارات البائدة أو الترويج لإحياء خرافاتها وكراماتها وكأنه كتب علينا جمع نفايات المدارس الفكرية الأخرى وغسيلها وإعادة تدويرها وتقديمها للناس كأنها الحل!!.

لا أتحدث من فراغ، ولا أرغب في تشعيب النقاش، فقط أذكر أنني في أعقاب صدور آخر كتابين لي في بيروت (المهدي المنتظر وفلسفة التاريخ) وكتاب (على خطى الإمام الحسن ع) في مارس الماضي حاولت إيجاد ولو ثقب لطرح النقاش حول الكتابين فلم أفلح في ذلك.

المواجهة مع الصهاينة أسهل بكثير من مواجهة هؤلاء المتكلسين رافعي شعار (ليس في الإمكان أبدع مما كان).

أعانكم الله!!

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

دكتور أحمد راسم النفيس

‏07‏/08‏/2022‏

الأحد‏، 10‏ محرم‏، 1444

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى