مقالات النفيس
أخر الأخبار

الدكتور أحمد راسم النفيس يكتب: هل تنهار ممالك النفط أم فقط سعر النفط؟!

مقال يعود إلى يناير 2015 مع تحديث يتعلق بتوقف تصدير النفط السعودي

هل تنهار ممالك النفط أم فقط سعر النفط؟!

كتب هذا المقال كما هو مؤرخ في يناير 2015 قبل أقل من شهرين من إقدام مملكة النفط الوهابية على خطوتها الانتحارية الثانية بشن الحرب على اليمن.

أول أمس 14-9-2019 تعرضت معامل التكرير الرئيسية في المملكة لضربة من الطيران اليمني المسير أدت لتوقفها عن ضخ النفط وخروج 7 ملايين برميل بترول من السوق العالمي فكان الأمر تماما كما قال سبحانه (ولا يليق المكر السيء إلا بأهله) وكما قال الإمام علي ع (من حفر حفرة لأخيه سقط فيها ومن سل سيف البغي قطع به)!!!.

بعد ستة أعوام من الحرب خسر فيها آل سعود أموالا هائلة وعجزوا عن تحقيق أي انتصار يحفظ ماء وجوههم السوداء إذا بهم يتعرضون لهذه الكارثة فكان كما ذكرنا وأرخنا أن هذا العمل الأخرق هو بداية انهيار ممالك النفط الكرتونية.

(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ * إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ).

وعلى الباغي تدور الدوائر

دكتور أحمد راسم النفيس

‏16‏/09‏/2019

تصريح خطير أدلى به الوليد بن طلال آل سعود تعليقا على هبوط سعر برميل النفط في تداولات الاثنين إلى ما دون الـ46 دولارا للبرميل وذلك في حادثة هي الأولى من نوعها منذ مارس/ آذار العام 2009.  حيث قال لصحيفة USA Today بأنه واثق من عدم رؤية سعر برميل النفط بـ100 دولار مجددا، وأضاف ابن طلال  “هناك طلب أقل وعرض كبير وكلا الأمرين وصفة مناسبة لإنهيار سعر النفط وهذا ما يجري حاليا.

اليوم قال الرئيس الإيراني تعليقا على هذا التطور (الذين خططوا لخفض اسعار النفط ضد بعض الدول سيندمون على فعلتهم. وتابع قائلا، ان هذا الطريق لا يمكنهم الاستمرار فيه، فلو تضررت ايران من انخفاض اسعار النفط فاعلموا بان الدول المنتجة الاخرى مثل السعودية والكويت ستتضرر اكثر من ايران. وقال الرئيس روحاني، ان الاحصائيات تشير الى ان 80 بالمائة من المزانية العامة للسعودية معتمدة على بيع النفط وان 90 بالمائة من صادرات السعودية معتمدة ايضا على بيع النفط الخام. وتابع الرئيس الايراني، ان 95 بالمائة من ميزانية الكويت معتمدة على النفط كما ان النفط الخام يشكل نحو 95 بالمائة من صادراتها في حين ان ايران تعتمد على النفط في ميزانيتها بنسبة 33 بالمائة في العام الجاري، فضلا عن اننا اتخذنا التدابير اللازمة لمعالجة هذا الانخفاض).

أصبح واضحا وبعد مرور أكثر من ستة أشهر من بدء تراجع أسعار النفط أن السبب هو قيام السعودية بإغراق السوق العالمي بكميات تفيض عن حاجته ورفضها تخفيض المعروض بدعوى كف يد الولايات المتحدة عن مواصلة إنتاج النفط الصخري.

الولايات المتحدة ومنذ العام 2009 انخفض ما تستورده من النفط بنسبة 70% عن العقود الماضية بفضل إنتاجها المتزايد من النفط الصخري مما يعني أن الخطة السعودية جاءت متأخرة خمس سنوات، هذا إذا صدقنا هذا التبرير.

السبب الحقيقي كشفه جون ماكين حيث نقلت عنه شبكة CNN الأمريكية الأحد 21 ديسمبر/كانون الأول عن ماكين، قوله: “علينا تقديم الشكر للسعودية التي سمحت لسعر برميل النفط بالهبوط لدرجة تؤثر بصورة كبيرة على اقتصاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.

الخطوة الانتحارية التي أقدم عليها السعوديون عمل سياسي لا تخطئه عين والهدف هو ضرب الاقتصاد الروسي والإيراني وليس وقف إنتاج النفط الصخري الذي لا يتكلف في مرحلة الإنتاج الوفير أكثر من ثلاثين دولارا للبرميل، أما في مراحله الأولى التي بدأت منذ أعوام فيتكلف ما يقارب السبعين دولارا.

ووفقا لتصريحات الوليد بن طلال فالخطوة التي أقدمت عليها المملكة الوهابية ستتسبب في انخفاض طويل الأجل في أسعار الذهب الأسود وهو لن يرتفع في زمن منظور لعتبة المائة دولار حتى لو خفضت المملكة كمية إنتاجها.

لا شك أن الانتشار الوهابي في العقود الثلاثة الأخيرة كان ثمرة الوفرة المالية التي حققتها المملكة في أعقاب حرب أكتوبر 1973 ولولا ذلك لما كان لهذه الدولة القدرة على تحريك هذه الجماعات ودفعها لقتال خصومها من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب.

كيف يمكن لهذه الدولة أن تحافظ على نفوذ سياسي لم يكن ليتحقق لولا هذا الكم الهائل من المدفوعات لأفراد وجماعات وحكومات؟!.

أما عن التأثير المدمر الذي سيسببه انهيار أسعار النفط في الدول الحليفة للمملكة ومن ضمنها الكويت وكيف يمكن لهذه الدول أن تحافظ على مستوى مداخيلها إذا تواصل انخفاض أسعار النفط بسبب العناد السعودي الذي يصر على مواصلة هذا العرض حتى لو وصل سعر النفط إلى أقل من 20 دولارا.

اسئلة كثيرة لا تجد جوابا شافيا عن سر هذه الحرب المجنونة على طريقة (علي وعلى أعدائي وعلى أصدقائي يا رب)، فكيف إذا كان رب هؤلاء هو الدرهم والدينار!!.

يبدو أن هؤلاء يحضرون لحرب نهاية الكون!!.

د أحمد راسم النفيس

‏13‏/01‏/2015

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى