مقالات النفيس

الدكتور أحمد راسم النفيس يكتب: هل صعد السعوديون إلى القمر؟!

الدكتور أحمد راسم النفيس يكتب: هل صعد السعوديون إلى القمر؟!

ليس هذا خطأ مطبعيا, وليس بسبب الكتابة بعد منتصف الليل!, فالسؤال الأصلي هو: هل صعد الأمريكيون إلى القمر؟!، حيث تبين بعد متابعة برنامج (رحلة في الذاكرة) الذي يقدمه الصحفي السوري خالد الرشد على قناة روسيا اليوم والذي استضاف فيه الدكتور ألكسندر بوبوف أن الأمر كان خدعة كبرى جرى ترويجها وأن هناك الكثير من الأدلة العلمية التي تفند هذا الزعم وأن الأمر كله جرى ابتلاعه والتواطؤ على كتمانه بين القوتين العظميين آنئذ أمريكا والاتحاد السوفييتي مقابل منافع اقتصادية قبل بها السوفييت مما أسهم على المدى البعيد في سقوط تلك الدولة العظمى!!.

يؤكد الدكتور بوبوف أن الكبسولة الفضائية التي حملت رواد الفضاء إلى القمر –حسب زعمهم- التقطها السوفييت من المحيط الأطلسي وأنها كانت مجرد مجسم فارغ قبل أن يجري الطمطمة على الفضيحة مقابل ثمن اقتصادي قبل به الروس!!.

هنا نفهم العنوان السؤال الذي طرحته باعتبار أن السعوديين عاشوا أطول من اللازم على وهم أنهم وأمريكا واحد وأن صعود الأمريكي للقمر يعني صعودهم هم بينما يقول الواقع أنهم وغيرهم ممن يعولون على الأمريكي ليسوا واحدا بل واحدا وربع أو واحدا وكسرا من الألف!!.

روج الأمريكيون أنهم نجحوا في إنزال رواد فضاء على القمر ليربحوا معركة الدعاية للحلم الأمريكي الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وقبل السوفييت بالصمت وعدم طرح الأدلة الدامغة التي امتلكوها والتي تفند هذا الزعم القائل بقدرتهم على إرسال بشر إلى القمر وإعادتهم في أكمل صحة وأتم عافية وأوفر لياقة بينما يعرف علماء الفيزياء أن بقاء الإنسان لمدة أسبوع واحد خارج الجاذبية الأرضية تقوده نحو حافة الموت لدى هبوطه إلى الأرض.

الشاهد أن القوة الأمريكية التي يجري تقديمها للعالم كقوة لا تقهر ولا يمكن مجاراتها ليست كذلك بل هي حصيلة المزج بين القوة والدعاية!!.

الأمر الآخر المرتبط بقبول المساومة مع الأمريكي الخبيث وتبادل المنافع الآنية هو أن الاتحاد السوفييتي خسر أهم حلفائه في العالم وبقي وحيدا مما سهل على الأمريكي الإجهاز عليه بعد عقدين من الزمان.

لم يكن السباق العلمي بين القوتين الأعظم آنئذ مجرد استعراض للقوة بل صراعا علميا تمتد آثاره لبقية الساحات ويكفي أن السوفييت وفي إطار مساعيهم لتحسين العلاقات مع الأمريكي قاموا بتفكيك المنظومات البحثية التي كانت تدير برامج الفضاء وأنهوا هذه البرامج عل الأمريكي يرضى ومع ذلك لم يرض الذئب الأمريكي بأقل من القضاء على النظام المنافس ليتفرد بالبقاء على قمة العالم.

لا تصالح وإن منحوك الذهب!!

الأمر ذاته ينطبق الآن على الإيرانيين الذين تحاصرهم أمريكا اقتصاديا وتشترط عليهم التخلي عن إخوانهم وحلفائهم فضلا عن إيقاف مسيرهم العلمي وهذا وذاك أغلى من الذهب.

بعد أن استمعت إلى كلام البروفيسور بوبوف فهمت لماذا يتعين على إيران ان ترفض التفاوض مع الذئب الأمريكي الذي يقدم نفسه كحمل وديع ليحتضن الفريسة قبل أن ينقض عليها بأنيابه الحادة.

فهمت أيضا مدى التعاسة التي يعيشها الحملان العرب الراقدون في أحضان الذئب ريثما يأتي أوان افتراسهم!!.

هم والأمريكان واحد بعد أن يجري افتراسهم ليصبحوا مجرد أشلاء في معدة الذئب أو فضلات يجري إخراجها أي لا شيء.

ما الإنسان سوى هوية وكرامة وقيمة معنوية يحفظها فيصبح رقما صحيحا أو يتخلى عنها فيصبح هباء تذروه الرياح وكان الله على كل شيء مقتدرا.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏30‏/09‏/2019

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى