دراسات النفيس

دولة العدل الإلهي في مواجهة الإرهاب….. دكتور أحمد راسم النفيس

 

دولة العدل الإلهي في مواجهة الإرهاب

دكتور أحمد راسم النفيس

من نافلة القول أن ليس ثمة تعريفا متفقا عليه في ساحة السياسة  الدولية للإرهاب رغم التوافق العام على إدانته وضرورة محاربته.

في مقاله المنشور في جريدة (الجارديان) البريطانية في 7 مايو 2001 ناقش الكاتب برايان ويتكر هذه الإشكالية قائلا (يرتبط تعريف الإرهاب ارتباطا وثيقا بالدوافع الذاتية وليس هناك اتفاق عام على تعريف واحد ومحدد لهذا المصطلح).

من وجهة نظر الإدارة الأمريكية، يقول ويتكر (الإرهاب هو عنف مخطط يمارس ضد أناس غير محاربين من قبل مجموعات لا تمثل دولا أو من قبل جماعات سرية منظمة بهدف التأثير السياسي على الجمهور).

(أما الإرهاب الدولي فيمارس ضد مواطنين من عدة دول أو داخل حدود عدة دول).

يطرح الكاتب بعض الأسئلة المتعلقة بالتعريف من بينها من هو غير المقاتل (noncombatant) وهل يشمل هذا المقاتلين أثناء فترة إجازاتهم وهو حال الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في ملهى برلين عام 1986؟!.

يتساءل الكاتب أيضا عن سبب إدراج الهجوم على البارجة USS cole في عدن في لائحة الإرهاب رغم كونه عملا موجها ضد سفينة حربية تحمل مقاتلين وليسوا سياحا؟!.

كما يتساءل عن مغزى تلك الفقرة من تعريف الإرهاب التي تقول (يعتبر الهجوم على أي منشأة أو مجموعة عسكرية عملا إرهابيا عندما لا تكون العمليات الحربية قائمة أو معلنة) في حين أن التعريف منذ البدء يقصر الإرهاب على الأعمال القتالية الموجهة ضد الأهداف غير المحاربة ولماذا تدخل الهجمات على المستوطنين المسلحين الصهاينة في إطار هذا التعريف؟!.

لماذا – حسب رأي الكاتب- يعتبر أي هجوم على المستوطنين عملا إرهابيا ولا ينظر إلى الهجمات الإسرائيلية المضادة بنفس الطريقة؟!.

لماذا أيضا يجري إدراج أسلوب التعاطي الإسرائيلي الوحشي مع الفلسطينيين ضمن ملف حقوق الإنسان وليس ضمن ملف الإرهاب رغم التشابه الواضح بين ما ترتكبه هذه الجماعات وما تمارسه إسرائيل من جرائم وأفعال؟!.

ثم يحدد الكاتب رؤيته للتغاضي الأمريكي عن إرهاب الدولة ووضع العبء كاملا على تلك الجماعات قائلا: أن هذا التعريف هو قلب أو عكس لأصل التعريف الوارد في معجم أوكسفورد اللغوي (الإرهاب هو الحكم عبر العدوان) في حين يبقى (العدوان من أجل استمرار الحكم) مشروعا ومقننا.

ثم يبلور الكاتب رؤيته في نهاية المقال وهي (أن الإرهاب الذي يتحدثون عنه هو العنف الذي يمارسه من لا نرضى عنهم)!!.

أم نحن فنقول أن التعريف الأمريكي للإرهاب هو (أي عنف يمارسه من لا ترضى عنهم هذه الإدارة حقا كان أو باطلا).

تعريف الإرهاب:

من وجهة نظرنا فالإرهاب هو عدوان ذو طابع خاص….

إنه ليس عدوانا نظاميا يشنه بلد على بلد أو قبيلة على قبيلة وفي كل هذه الأحوال يكون للبلد أو القبيلة فرصة الدفاع عن النفس وتكون هناك قوانين دولية أو إنسانية وضوابط وأعراف تضبط استخدام القوة وتنظم حقوق الأسرى وتمنع استهداف غير المقاتلين وتقلل بشكل أو بآخر حجم الضرر الواقع على مجموع الحياة الإنسانية وتحافظ على التراث الإنساني وتلزم الدول المتحاربة بتعهداتها قبل وبعد وقوع القتال.

أما تعريف العدوان فهو كل تصرف أو استخدام للقوة يهدف لانتزاع حقوق الآخرين أو لمنعهم من المطالبة بحقوقهم المغتصبة إما عن طريق القوة أو عن طريق الغش والخداع  (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إنه لا يحب المعتدين).

وفي هذه الحالة يمكن إدراج أعمال الغدر التي تشنها بعض الدول أو أجهزة مخابراتها خارج إطار القانون الدولي مثل حادث إسقاط الطائرة الإيرانية المدنية بواسطة البحرية الأمريكية المتواجدة في مياه الخليج وهي الحادثة التي جاءت في أعقاب مقتل أكثر من أربعمائة حاج إيراني حيث أقدمت سفينة”فينسن” الحربية الأمريكية على إطلاق صاروخين “بحر ـ جو” باتجاه طائرة نقل مدنية إيرانية تنقل 290 راكبا معظمهم من النساء والأطفال في شهر تموز عام 1988ميلادي لتسقط قطع هذه الطائرة وتتناثر مع أجساد المسافرين فوق مياه الخليج كما أقدمت قوى الأمن السعودية على قتل حجاج بيت الله الحرام داخل الحرم المكي يوم الجمعة السادس من شهر ذي الحجة الحرام عام 1407هـ 1987م عندما كان أكثر من مائة وخمسين ألف حاج يطوفون في شوارع مكة المكرمة في مسيرة البراءة مرددين شعارات الوحدة الإسلامية حيث سدت قوى الأمن السعودية الطريق الأساسي أمام المسيرة، ثم بدأت هجوما وحشيا بالأسلحة النارية والحجارة والعصي فقتل أكثر من أربعمائة حاج من إيران ولبنان وفلسطين وباكستان والعراق ومن دول أخرى وجرح ما يقارب الخمسة آلاف حاج آخر فيما اعتقل مئات الجرحى كانوا من النساء والشيوخ الذين عجزوا عن الفرار.

إذا فالإرهاب هو استثناء من كل القيم والمعايير وهو نموذج للغدر والخيانة من حيث استهدافه لغير المقاتلين وتسلله إلى حيث يوجد الآمنون غير المتأهبين للدفاع عن أنفسهم ولكنه في النهاية عدوان له عنوان حتى ولو كان هذا العنوان مجهولا ومازال البحث يجري عن الفاعلين ولكن حتى حين.

إنه عدوان على الشرعية المجتمعية الأخلاقية المتوافق عليها كما قد يمتد إلى العدوان على الشرعية الدولية المتمثلة في القانون الدولي الإنساني.

أما عن السبب في تصاعد الحديث عن الإرهاب وليس تصاعد الإرهاب ذاته الذي هو قديم قدم التاريخ فيرتبط برغبة الغرب في حشد الدنيا خلفه في مواجهة من يصفهم بالقوى المارقة أو قوى المقاومة التي تسعى للتفلت من الحصار السياسي والعسكري الذي يفرضه على هذه القوى عبر وصفها بالإرهاب كي يتمكن من ضربها والقضاء عليها.

المفاهيم بين التوافق والفرض

ذكرنا في بداية هذا العرض أن تعريف الإرهاب يخضع لاعتبارات تنفرد بتقريرها مجموعة الدول الأقوى في العالم والتي يمكنها أن تجمع ما يكفي من الأصوات داخل مجلس الأمن وتقرر شن الحرب على هذا البلد أو ذاك بدعوى امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل أو علاقته المفترضة مع الإرهاب وهو ما تجلى بوضوح خلال العقود القليلة الماضية.

ورغم أن القانون الدولي واضح في تأكيده على حق الشعوب التي احتلت أرضها في مقاومة المحتل وإرغامه على الرحيل فإن هذه الدول يمكنها أن تعاند وتزعم بأن هذا الاحتلال هو تنفيذ لقرار دولي كما هو الحال مع احتلال العراق أو تدعي أن المقاومة الفلسطينية هي منظمات إرهابية رغم أن هذه الدول لم تقر حتى هذه اللحظة بحق الصهاينة في الاستحواذ على الضفة الغربية وقطاع غزة.

القانون الدولي إذا هو قانون حمال أوجه في نصوصه وتفسيره وحمال لعشرات الأوجه في تطبيقه خاصة وأن آليات التطبيق تكاد أن تكون مملوكة بالكامل للدول الكبرى التي تدير النظام العالمي وهي الخصم والحكم وهي الشرطة التي تنفذ الأحكام التي تصدرها على من لا تحب وترفعها عمن تهوى وتحب!!.

ولأن فرض المفاهيم عبر تعميمها أصبح جزءا لا يتجزأ من آليات السياسة الدولية بات من الضروري لقادة العالم الإسلامي أن يساهموا في صياغة المفاهيم المتداولة من خلال المشاركة في النقاشات الدائرة حولها والإصرار على استخدام المصطلحات الصحيحة والصائبة مثل (المقاومة) و(حركات التحرر) وعدم القبول بمحاولات الغرب فرض رؤيته وإرادته علينا.

أيضا فإن إيماننا بدولة العدل الإلهية الآتية من دون أدنى شك والتي تحمل وعد تقدم الأمة الإسلامية الحتمي إلى موقع الصدارة والريادة في قيادة العالم يحتم علينا ترسيخ مفاهيم العدالة الحقيقية التي تعيد إلى الشعوب المستضعفة حقوقها ومكانتها المستحقة.

لقد استفاضت الروايات والأخبار الواردة عن الإمام المهدي وعصر الظهور في التأكيد على أنه (سيملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا) وهي إشارة واضحة لا لبس فيها لعالمية هذا العدل وأن الأمر لن يبقى قاصرا على إقليم واحد من أقاليم الأرض في مقابل عولمة القهر والاحتكار والظلم التي هي سمة من سمات النظام العالمي الذي تتسيده قوى الاستكبار العالمي.

الآن أصبح واضحا أن العالم يتلهف شوقا إلى قيادة عالمية جديدة رشيدة تقيم موازين العدالة بين الشعوب ولا تكيل بمكيالين بعد أن تأكد أن القيادة العالمية الراهنة قد زادت أوضاع العلاقات بين الدول والشعوب سوءا عبر إصرارها على منح المعتدين حصانة من أي محاسبة وهو ما أبرزته فضيحة تقرير جولدستون الذي أدان الصهاينة بارتكاب جرئم ضد الإنسانية والاستخدام المفرط للقوة في حين تصر هذه القوى على ملاحقة معارضيها عبر المحاكم الدولية ومن بينها محاكمة قتلة رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري.

تتغاضى قيادة النظام العالمي الذي يوشك أن يصبح قديما ليحل محله قيادة نظام العدالة الإلهي عن جرائم الإبادة الجماعية التي يمارسها أصدقاؤها حرصا على مصالحها النفطية رغم إدانتهم في حوادث الإرهاب المتعددة ومن أهمها واقعة الحادي عشر من سبتمبر في نفس الوقت الذي تستنفر العالم من أجل محاسبة من تتهمهم زورا باغتيال رفيق الحريري لا لشيء إلا لأنهم يعارضون الاحتلال الصهيوني والهيمنة الأمريكية على العالم العربي والإسلامي.

المهدوية ونقض الإرهاب

المنهج المهدوي الرسالي هو منهج أئمة أهل البيت عليهم السلام وطريقتهم في فهم الإسلام والتعاطي مع الآخر حتى ولو كان هذا الآخر عدوا محاربا.

الإرهاب كما أسلفنا يجمع بين خصلتين ذميمتين: الأولى هي الغدر والاستهانة بالعهود والمواثيق والثانية هي استباحة الدم الحرام بأوهى الشبهات.

لا شك أن النهج المهدوي أو منهج أهل بيت النبوة عليهم السلام يؤكد على احترام العهود والمواثيق عملا بقوله تعالى: (وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) الأنعام 152-153.

(وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) يونس.

يقول الإمام علي بن أبي طالب ع مؤكدا لهذا المعنى:

(وَإِنْ عَقَدْتَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ عَدُوّ لَكَ عُقْدَةً، أَوْ أَلْبَسْتَهُ مِنْكَ ذِمَّةً، فَحُطْ عَهْدَكَ بِالْوَفَاءِ، وَارْعَ ذِمَّتَكَ بِالاَْمَانَةِ، وَاجْعَلْ نَفْسَكَ جُنَّةً دُونَ مَا
أَعْطَيْتَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ فَرَائِضِ اللهِ عزوجلّ شَيْءٌ النَّاسُ أَشدُّ عَلَيْهِ اجْتَِماعاً، مَعَ تَفْرِيقِ أَهْوَائِهِمْ، وَتَشْتِيتِ آرَائِهِمْ، مِنَ تَعْظيمِ الْوَفَاءِ بِالْعُهُودِ وَقَدْ لَزِمَ ذلِكَ الْمُشْرِكُونَ فِيَما بَيْنَهُمْ دُونَ الْمُسْلِمِينَ لِمَا اسْتَوْبَلُوا مِنْ عَوَاقِبِ الْغَدْرِ، فَلاَ تَغْدِرَنَّ بِذِمَّتِكَ، وَلاَ تَخِيسَنَّ بَعَهْدِكَ، وَلاَ تَخْتِلَنَّ عَدُوَّكَ، فَإِنَّهُ لاَ يَجْتَرِىءُ عَلَى اللهِ إِلاَّ جَاهِلٌ شَقِيٌّ. وَقَدْ جَعَلَ اللهُ عَهْدَهُ وَذِمَّتَهُ أَمْناً أَفْضَاهُ بَيْنَ الْعِبَادِ بِرَحْمَتِهِ، وَحَرِيماً يَسْكُنُونَ إِلَى مَنَعَتِهِ، يَسْتَفِيضُونَ إِلَى جِوَارِهِ). عهد الأشتر.

أما الخصلة الذميمة الثانية فهي استباحة الدماء بغير حل ولا مبرر شرعي أو أخلاقي مراغمة لقوله تعالى (وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا) الإسراء 33.

يقول الإمام علي بن أبي طالب: (إِيَّاكَ وَالدَّمَاءَ وَسَفْكَهَا بِغَيْرِ حِلِّهَا، فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَدْعَى لِنِقْمَة، وَلاَ أَعْظَمَ لِتَبِعَة، وَلاَ أَحْرَى بِزَوَالِ نِعْمَة، وَانْقِطَاعِ مُدَّة، مِنْ سَفْكِ الدِّمَاءِ بِغَيْرِ حَقِّهَا، وَاللهُ سُبْحَانَهُ مُبْتَدِىءٌ بِالْحُكْمِ بَيْنَ الْعِبَادِ، فِيَما تَسَافَكُوا مِنَ الدِّمَاءِ يَوْمَ الْقِيَامةِ، فَلاَ تُقَوِّيَنَّ سُلْطَانَكَ بِسَفْكِ دَم حَرَام، فَإِنَّ ذلِكَ مِمَّا يُضْعِفُهُ وَيُوهِنُهُ، بَلْ يُزيِلُهُ وَيَنْقُلُهُ).

الإسلام الذي نؤمن به ونعتقده يمنع من ارتكاب جريمة الإرهاب الجامعة بين السوءتين: الغدر واستباحة الدماء بغير حق وهو المنهج الذي فصله وبينه لنا أئمة أهل البيت عليهم السلام.

إنه الإسلام المغيب من قبل التحالف الغربي الوهابي والذي يريد البعض أن يبقيه محجوبا خدمة لمصالحهم وأهدافهم السياسية المتلونة التي لا تستقر ولا تركن لمبدأ اخلاقي سوى مبدأ المنفعة الانتهازية اللحظية.

نجزم أن السائرين على نهج الأئمة الأطهار وفهمهم المعصوم للمنهج القرآني هم الآن في صعود متواصل وأن الأرض التي ضاقت عليهم بما رحبت أغلب فترات التاريخ أصبحت الآن تشتاق لمقدمهم وانتصارهم التاريخ الحاسم.

(قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ * قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ) سبأ 47-49.
(وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ * وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ) الصافات 171-173.

دكتور أحمد راسم النفيس

المنصورة مصر

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى