
دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: صفقة القرن نزع السلاح وغسل الأدمغة!! لم يبق إلا نزع الثياب!!
دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: صفقة القرن نزع السلاح وغسل الأدمغة!! لم يبق إلا نزع الثياب!!
قلنا سابقا أن القوة الدافعة وراء الحراك الصهيوني هو اعتقاد اليهود بأرض الميعاد وأن مصطلح (الصهيونية) لا يعدو كونه تعبيرا سياسيا عن هذا المشروع.
البعض وجد في هذا الفصل المزعوم مخرجا من تهمة معاداة السامية رغم أن المسلمين لا يرفضون موسى عليه السلام ولا ينكرون نبوته مثلما يفعل اليهود (قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ).
المسلمون لا ينكرون نبوة موسى وعيسى إلا أنهم يعتقدون جازمين أن الرسالة الإسلامية هي الرسالة الخاتمة والمهيمنة على ما سبقها من نبوات (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ).
أن يكون الإسلام خاتم الرسالات فهذا يعني أيضا أن وعد الآخرة هو لهذه الأمة وقطعا ليس لأمة الوهابيين والدواعش والإخوان بل لأمة يقودها أئمة الحق من آل محمد وخاتمهم المهدي المنتظر الثاني عشر من أئمة أهل بيت النبوة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
هناك من بين اليهود من يرى أنهم فقدوا استحقاقهم السابق بسبب ما ارتكبوا من جرائم وآثام كما ورد في سفر أرميا الأصحاح الثاني (2 :26 كخزي السارق اذا وجد هكذا خزي بيت اسرائيل هم وملوكهم ورؤساؤهم وكهنتهم و انبياؤهم. 2 :27 قائلين للعود انت ابي و للحجر انت ولدتني لانهم حولوا نحوي القفا لا الوجه و في وقت بليتهم يقولون قم وخلصنا 2 :28 فاين الهتك التي صنعت لنفسك فليقوموا ان كانوا يخلصونك في وقت بليتك لانه على عدد مدنك صارت الهتك يا يهوذا. 2 :29 لماذا تخاصمونني كلكم عصيتموني يقول الرب. 2 :30 لباطل ضربت بنيكم لم يقبلوا تاديبا اكل سيفكم انبياءكم كاسد مهلك.
لاحظ أن النص يتحدث عن قتل الأنبياء كأسد مهلك!!.
إنه نفس المعنى الوارد في القرآن الكريم: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا).
وقوله تعالى: (فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا * وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا).
ينقسم اليهود المعتقدون بأن الوعد الإلهي ما زال لهم وأن نبي الله المسيح عيسى هو دجال استحق العقوبة التي لحقت به ومن الطبيعي أنهم ينكرون نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم جملة وتفصيلا، إلى قسمين.
الأول هم الصهاينة الذين نجحوا في زرع فكرتهم والترويج لمشروعهم الذي انطلق من مصر على يد الحاخام الصهيوني الأكبر موسى بن ميمون بعد الانقلاب الأيوبي على الدولة الفاطمية وبدء الاستيطان اليهودي في فلسطين ثم انقلاب اليهود على الكنيسة الكاثوليكية وتأسيس المسيحية الصهيونية وصولا إلى وعد بلفور وما نحن فيه الآن وهو ما فصلناه في كتابنا (صلاح الدين الأيوبي وصفقة القرن).
الفريق الثاني (جماعة الناظوري كارتا) أو نواطير المعبد الذين يعتقدون أن (الماشيح) المنتظر أو المسيا هو وحده القادر على إعادة اليهود إلى أرض إسرائيل وحين يعودون سيؤسسون مملكة الكهنة والقديسين وأن ما قام به اليهود سنة 1948 وإقامة دولة إسرائيل باستخدام السلاح وهو نتيجة الفكر الصهيوني العلماني دون انتظار مشيئة الله ولذا فدولة إسرائيل هي ثمرة الغطرسة الآثمة لأنها قامت على يد نفر من الكفرة الآثمين الذين تمردوا على مشيئة الرب.
صفقة القرن وإدانة الإسلام والمسلمين
تقول النصوص الواردة في الصفقة:
(تنصّ هذه الرؤية على قيام دولة إسرائيل بنقل مساحة كبيرة ــــ هي الأرض التي أكدت إسرائيل صدقية الادعاءات القانونية والتاريخية عليها، والتي تشكل جزءاً من أرض الأجداد للشعب اليهودي ــــ ويجب اعتبارها تنازلاً مهماً.)
(بعد حرب الأيام الستة عام 1967، عندما سيطرت إسرائيل على القدس بأكملها، تحمّلت مسؤولية حماية جميع الأماكن المقدسة في المدينة. على عكس عدد من القوى السابقة التي حكمت القدس، ودمّرت الأماكن المقدّسة للأديان الأخرى، فإن دولة إسرائيل جديرة بالثناء لقيامها بحماية المواقع الدينية للجميع والحفاظ على الوضع الديني القائم. بالنظر إلى هذا السجل الجدير بالثناء لأكثر من نصف قرن، فضلاً عن الحساسية الشديدة في ما يتعلق ببعض الأماكن المقدسة، نعتقد بأن هذه الممارسة يجب أن تبقى، وأنّ جميع الأماكن المقدّسة في القدس يجب أن تخضع لأنظمة الحكم الموجودة اليوم. يجب خصوصاً أن يستمر الوضع الراهن في جبل الهيكل/ الحرم الشريف دون انقطاع).
السؤال الأول: من الذي أكد صدق الادعاءات (القانونية والتاريخية) للكيان الصهيوني؟!.
السؤال الثاني: من الذي دمر (الأماكن المقدسة للأديان الأخرى)؟!.
هل كان هناك ذاك المكان المسمى بهيكل سليمان؟!، أم أنها كذبة كبرى فشل اليهود في إثباتها رغم حيازتهم لهذا المكان منذ أكثر من خمسين عاما وقيامهم بالتنقيب عن الهيكل المزعوم ولو كانوا يبحثون عن إبرة في كومة قش لعثروا عليها!!.
الصراع الملتهب الآن بأبعاده التاريخية والدينية والفكرية والسياسية أصبح في ذروته ويبقى أن المسلمين هم الطرف الأضعف في هذا الصراع.
انشغل الرأي العام المصري بالاشتباك الكلامي بين الخشت وشيخ الأزهر الذي هب مدافعا عن (الأشعري) ربما لأنه يعتقد بالجبر السياسي وان كل هذا البلاء والازدراء الموجه إلينا مكتوب علينا وليس من المكتوب مهروب!!.
أما عبوسي الشهير بأبو مازن فأعلن بلا حياء ولا خجل أنه يرفض حمل السلاح في مواجهة المحتل الغاصب الذي أقام دولته على أنقاض ديننا وعقيدتنا وأنه سيوقف التعاون الأمني مع الكيان ويقطع حبال الود معهم وكأن أجهزته القمعية تعمل لحسابه وليس لحساب الصهاينة!!.
السؤال هو: هل الوعد الإلهي بظهور المهدي المنتظر ليعلي كلمة الإسلام على الدين كله ولو كره الكافرون لنا أم لغيرنا؟!.
السؤال الثاني: على يد من سيظهر ديننا على الدين كله؟!، على يد داعش أم على يدي مبس ومبز؟!.
موضوع مناظرة مقترح على الأخوين الخشت والطيب إذ ربما يضيف شيئا ما لوعي الأمة المخرب والمغيب!!.
دكتور أحمد راسم النفيس
02/02/2020