مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يعلق على قرار حجب موقع النفيس: حجب موقع النفيس…. حجب يحجب حجابا.. حجب الموقع الفكري!!

دكتور أحمد راسم النفيس يعلق على قرار حجب موقع النفيس: حجب موقع النفيس…. حجب يحجب حجابا.. حجب الموقع الفكري!!

اخيرا صدر قرار (حجب موقع النفيس) فاهتز له الوهابيون طربا بعد طول انتظار، منعا (للفتنة) وحفاظا على (الفتة)، ألا في الفتنة سقطوا!!.

منذ بضعة أشهر كنت على وشك إغلاق الموقع ليس إرضاء لمن لن ولا يرضيهم ويملأ جوفهم إلا التراب، وإنما لأني سئمت من تحمل عبء المواصلة لكني تريثت قليلا قبل أن يأتي هذا القرار ليثبت لي للمرة الألف أني لا أملك بمفردي حق المغادرة مهما كان قدر الوجع وحجم التعب!!!.

منذأكثر من عقدين وهم يعرقلون توزيع كتبي في المكتبات والمعارض دون إصدار قرار من أي نوع تجنبا لإحداث ضجة أو تسليط الضوء على ما يتعين التعتيم عليه، أما الآن فيبدو أن البعض فقد صبره ولم يعد قادرا على احتمال تلك النافذة الضيقة التي يتيحها لي مجرد موقع إلكتروني!!.

لم يصدر من قبل أي قرار بمنع أو مصادرة كتبي اكتفاء بالضغط المباشر على دور التوزيع والمكتبات ولا من رأى ولا من سمع!!.

إنه إذا عودة إلى زمن قديم واستخدام أساليب تظهر غضبا وانفعالا وهو ما كان البعض سابقا يتجنبه فلا داعي لهذه الأساليب التي تسبب شوشرة تصيب الجميع برذاذها!!.

من وجهة نظري ليس هناك ما يستدعي أي نوع من الغضب!!.

حجب الموقع الالكتروني أم الفكري؟!

حاول أصحاب القرار تعويمه وتعميمه اعتمادا على أن المحامي المذكور طلب في دعواه إصدار حكم قضائي بإغلاق ووقف بث جميع المواقع الشيعية بصفة عامة، وبينها موقع “النفيس”!!.

فمن تكون تلك المواقع يا ترى؟!.

وإذا كان الأمر متعلقا بمواقع وليس بموقع بعينه فكيف سيتسنى للجهة المعنية تصنيفها والقيام بهذه المهمة الصعبة والعسيرة؟!.

من البديهي أن هكذا قرار يحمل في طياته نية سيئة تجاه حرية المعتقد والرأي إلا أنه في الأساس يشكل استهدافا لموقع فكري لكاتب ومفكر يزعم بعضهم أنه مجرد جامع قصاصات أكثر من كونه استهدافا لموقع إلكتروني يمكن تأسيس غيره بسهولة ويسر!!.

استمرار سياسة التحجيم والاحتواء؟!

منذ لحظات كنت أستمع لكلمات تلك المرأة البائسة في آخر أيامها وهي تعلن أنها أضاعت عمرها وراء (وهم العلمانية)!!.

وقبلها ذلك الكاتب الأعجوبة صديق العالمة باشا الذي أعلن مؤخرا نفس الكشف ونسبه لنفسه والذي يرى أنه وإن كان الأخير زمانه لآت بما لم يأت به الأوائل وهو المشهور بسرقاته الأدبية والفكرية!!.

ويبقى أن ذلك (الكشف) هو ثمرة جهد وجرأة كاتب هذه السطور وقدرته على صوغ هذه الأفكار ونشرها من خلال إمكاناتي البسيطة المتاحة ومن لا يصدق فليقرأ كتابي (الداعشية الجزئية والشاملة)!!.

يحتاجون إليك، أما أنت فلا تحتاج إليهم ولا إلى إمكاناتهم التي يجري إهدارها وتبذيرها حصرا على السفهاء، سراق الأفكار نجوم هذا الزمان!!.

هذا الموقع الفكري لا تشتريه أموال الدنيا كما أن عطائي الفكري طيلة العقود الماضية لا يمكن إلغائه عبر ذلك القرار ولا غيره ولا حتى عبر الموت الذي أصبح أمنية عزيزة وسط عالم الخراب الذي نعيش فيه.

ما بقي من عمر مهما طال هو أقل بكثير مما مضى ونتاجي الفكري سيستمر في العطاء الذاتي وإن وضعت في وجهي كل السدود والحجب فيما بقي لي من عمر!!.

وإذا كان الحجب (ممكنا) لما هو آت فماذا عما نشر من قبل وأصبح عهدة آلاف البشر.

أما عن الجديد فلا أحد يضمن طول العمر وربما لا يرغب فيه بعد أن تدرب على الزهد فيما هو حق طبيعي لم نتمكن يوما من الحصول عليه إلا بشق الأنفس وتلك الأيام نداولها بين الناس (وَإِنَّمَا هِيَ نَفْسِي أَرُوضُهَا بِالتَّقْوَى لِتَأْتِيَ آمِنَةً يَوْمَ الْخَوْفِ الْأَكْبَرِ وتَثْبُتَ عَلَى جَوَانِبِ الْمَزْلَقِ).

(يَا كُمَيْلُ الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ الْعِلْمُ يَحْرُسُكَ وَأَنْتَ تَحْرُسُ الْمَالَ وَالْمَالُ تَنْقُصُهُ النَّفَقَةُ وَالْعِلْمُ يَزْكُوا عَلَى الْإِنْفَاقِ وَصَنِيعُ الْمَالِ يَزُولُ بِزَوَالِهِ يَا كُمَيْلَ بْنَ زِيَادٍ: مَعْرِفَةُ الْعِلْمِ دِينٌ يُدَانُ بِهِ، بِهِ يَكْسِبُ الْإِنْسَانُ الطَّاعَةَ فِي حَيَاتِهِ وَجَمِيلَ الْأُحْدُوثَةِ بَعْدَ وَفَاتِهِ وَالْعِلْمُ حَاكِمٌ وَالْمَالُ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ يَا كُمَيْلُ هَلَكَ خُزَّانُ الْأَمْوَالِ وَهُمْ أَحْيَاءٌ وَالْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ وَأَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ). الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام.

شكرا لكم على مكافأة الإحسان بشتى صنوف الإساءة ليس لي ولكن لأنفسكم!!.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏25‏/02‏/2020

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى