الأخ الرفيق الدكتور محمد عمارة يرد على كتاب بيت العنكبوت
الأخ الرفيق الدكتور
محمد عمارة يرد على كتاب بيت العنكبوت
في خطوة وصفها البعض بالمتهورة قامت مجلة الأزهر الصادرة أول ذي الحجة 1431 هـ بتوزيع كتيب من (تأليف) الأخ الرفيق الدكتور محمد عمارة ردا على كتاب بيت العنكبوت تهجم فيه على الدكتور أحمد راسم النفيس واصفا إياه بالمُفرز (من الإفراز) أجلكم الله من كل أذى وسوء.
يقول الدكتور عمارة:
وفي كتاب يحمل هذا العنوان (بيت العنكبوت) رأيت الذي (أفرز) هذا البيت قد جعل 90% من صفحاته نقولا عن كتب متداولة ومشهورة بين الجمهور عن (نهج البلاغة)وعن معاجم اللغة وكتب التاريخ وكتب الجرح والتعديل المشهورة في علم الحديث.. أي أن بيت العنكبوت هذا هو حشو في معظمه فلا علاقة له ولا لصاحبه بالفكر ولا بالإبداع. ص4
ومع ذلك فمفرز بيت العنكبوت هذا هو (المتحدث الرسمي) باسم الشيعة الإمامية في مصر كنانة الله في أرضه وحارسة القرآن وعلومه وحامية السنة النبوية المطهرة وبلد الأزهر الشريف التي استعصت عقيدتها السنية على التشيع على امتداد ما يقرب من ثلاثة قرون (297هـ – 567هـ) ويومها كان الشعب السني يغيظ الحكام الشيعة فيهتف لمعاوية بن أبي سفيان خال المؤمنين الذي يكفره الشيعة!!. ص4
ولقد ظل شعب مصر منذ ذلك التاريخ وحتى الآن يعبر عن رفضه للتشيع بجعل الرفض والرافضة سبة يرمى بها من يكره فيقول يا ابن الرفضي!!. ص5.
ولقد علق خادم القرآن والسنة محمد فؤاد عبد الباقي على ما كتبه بروكلمان عن البخاري بدائرة المعارف الإسلامية فذكر إضافات منها (كان البخاري نحيفا وكان قد ذهبت عيناه في صغره فرأت أمه إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام في المنام فقال لها (قد رد الله على ابنك بصره بكثرة دعائك له) فأصبح وقد رد الله عليه بصره. ص9.
ولقد حدث البخاري عن نفسه فقال (ألهمت الحديث في المكتب ولي عشر سنين أو أقل) ص10.
وقد روى عنه من وجهين ثابتين أنه قال (أخرجت هذا الكتاب من نحو ستمائة ألأف حديث وصنفته في ست عشرة سنة وجعلته حجة بيني وبين ربي وما وضعت فيه حديثا إلآ اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين). ص15.
لقد بنى مفرز بيت العنكبوت بيته على عمود أساسي هو العمود الفقري لهذا الكتاب وهو:
أن كتب الحديث عند أهل السنة إنما مثلت دين بني أمية وليس دين الإسلام وعبرت عن (الرواية الأموية) التي مثلت انقلابا على الإسلام ولم تمثل حقيقة الإسلام. ص21
وعن هذه الدعوى يقول مفرز بيت العنكبوت إن ما قدمته هذه الكتب كان يمثل الرواية الأموية للدين
لقد انحاز البخاري لبني أمية ولم يرو شيئا عن معركة كربلاء ولا روى حرفا عن الحسن والحسين. 21-22
ولقد أثبتنا بالدليل القاطع أن أغلب هذه الكتب جاء ممثلا للرؤية الأموية وإن صحيح البخاري ومسلم قد جاء كل منهما في إطار خطة أموية هدفها إقصاء أئمة أهل البيت).
فهل هذا الكلام الذي ثبت بالدليل القاطع عند مفرز بيت العنكبوت صحيح؟ أو له ظل من الكلام الصحيح؟؟
لقد ولد الإمام البخاري ومسلم بعد زوال الدولة الأموية فكيف تكون الصحاح التي جمعاها وصححاها جزءا من خطة أموية هدفها إقصاء أئمة أهل البيت. 22
ثم كيف تكون رسالة الصحاح هكذا وليس في الصحاح أي حديث ينال من أئمة أهل البيت؟؟
ثم إن عصر البخاري ومسلم العصر العباسي المعادي لبني أمية كان هو العصر الذي ذهب فيه أغلب الأئمة الإثنى عشرية إلى رحاب الله فغيبة الإمام الثاني عشر على افتراض وجوده أصلا كانت في عام وفاة البخاري سنة 256 هـ الأمر الذي ينفي وجود مشكلة بين البخاري ومسلم وبين أئمة أهل البيت.
وإمعانا في الوهم الذي أفرزه صاحب بيت العنكبوت مضى فقال
هكذا عندما وصلنا إلى مرحلة التدوين للسنة لم يكن أمام المدونين مثل البخاري ومسلم إلا خيارات محدودة للغاية أولها مسايرة المناخ الفكري السائد وانتقاء الروايات التي تتوافق مع الممارسات الدينية وفقا للرؤية الأموية للإسلام؟؟.
فهل هذا صحيح 23
وإذا كان صحيحا ما ينقله (مفرز) بيت العنكبوت عن ابن شهاب الزهري: (أمرنا عمر بن عبد العزيز بجمع السنن فكتبناه دفترا دفترا فبعث إلى كل أرض له عليها سلطان دفترا).
فإن هذا التدوين للسنة على عهد عمر بن عبد العزيز لا يمكن أن يقال بوجود علاقة له بما سماه مفرز بيت العنكبوت بالصياغة الأموية للإسلام لأن عمر بن عبد العزيز الذي رضي عنه الشيعة هو الذي عاداه أمراء بني أمية بعد أن صادر أموالهم وأملاكهم وردها كمظالم إلى بيت مال الأمة. ص26.
فأين هي مدونات الحديث التي عبرت عن الصياغة الأموية للإسلام وقد ثبت أن ما دون منها في العصر الأموي على عهد عمر بن عبد العزيز قد قام به خصوم بني أمية وما دون منها في العصر العباسي قد تم بعد زوال الدولة الأموية بعقود متطاولة وفي مناخ فكري كان العهد الأموي فيه مرفوضا. ص 26.
ويمض مفرز بيت العنكبوت ليتسول ما يشهد لدعواه فيقول:
إن كتب الحديث السنية لم ترو خبر واقعة كربلاء وينسى أو يتناسى أن وقعة كربلاء هي واقعة تاريخية وليست من السنة النبوية وموضعها هو كتب التاريخ. ص 37.
يذهب مفرز بيت العنكبوت إلى الادعاء بأن كتب الحديث عند أهل السنة لا مكانة لها في تأسيس المذاهب الفقهية فهذه المذاهب قد تأسست قبل ظهور الصحاح ومن ثم فلم تكن لها فوائد فقهية وظلت مقاصدها بزعمه تقديم الرواية الأموية للإسلام والرؤية المعادية لأهل البيت. ص 31.
فهل هذا الكلام صحيح؟!. ص 32.
ثم إن مؤسسي هذه المذاهب الفقهية الذين سبقوا البخاري ومسلم قد اعتمدوا في تأسيس مذاهبهم على مدونات السنة التي دخلت بعد ذلك في البخاري ومسلم وغيرها من مدونات الحديث. ص 33.
06/12/2010
30 ذو الحجة، 1431