مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: عن نسب السلطان قلاووز والحاكم بأمر الله!!

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: عن نسب السلطان قلاووز والحاكم بأمر الله!!

يقول تعالى (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ * لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ).

يمتاز (العقل العربي) القديم والمعاصر بقدرة خارقة على التهييس وإحداث الضجيج وافتعال الغضب والانفعال وإشغال الطرف المستهدف بقضايا فارغة والمهم أن يبقى هؤلاء في حالة دفاع دائم عن النفس وحبذا لو اعتراهم اليأس ولزموا الصمت وتركوا الساحة بقضها وقضيضها لغربان الخراب الذين لن يتوقفوا عن النعيق والزعيق!!.

عندما تسمعهم وهم ينعقون ضد الفاطميين ويزعمون أنهم أبناء ديصان الثنوي أو ميمون القداح اليهودي يمكن أن تتصور أنهم عريقوا الحسب والنسب وأن غضبتهم هي لله لا للمال ولا للجاه!!، أما إذا التفت يمنة أو يسرة فستتأكد على الفور أنهم يغضبون لابن هند وابن النابغة وابن مرجانة (أبناء الحسب والنسب)!!.

هل حقق القوم في نسب الصهيوني يوسف ابن أيوب بن شاذي، ثم لا شيء قبله؟!.

الرجل كما قيل كان كرديا وهو عندي أمر مشكوك فيه ولو كان كرديا لعلم نسبه وليراجع (أفذاذهم) نسب سيدهم في كتبهم!!.

هذا هو نسبهم حصريا … نقطة ومن أول السطر!!.

السلالة الأيوبية المشبوهة حكمت قرابة ثمانين عاما ثم زالت دولتهم وجاء من بعدهم العبيد المماليك وليت أحدهم يخبرنا بشجرة نسب هؤلاء المجلوبين من اصقاع الأرض أو مؤهلاتهم الأخلاقية التي أهلتهم لحكم العالم الإسلامي ستة قرون من بينها أربعة قرون من باطن السلاجقة الذين لا يعرف لهم أحد اصلا ولا فصلا وهم الآن يطالبون باستعادة الملك القديم!!.

يصف المقريزي المماليك –أصحاب الحسب والنسب-: إنما هم الرجال الذين كانوا في بلادهم ما بين ملاح سفينة ووقاد في تنور خباز ومحول ماء في غيط أشجار ونحو ذلك واستقر رأي الناصر على أن تسلم المماليك للفقيه يتلفهم بل ويتركون وشؤونهم فبدلت الأرض غير الأرض وصارت المماليك السلطانية أرذل الناس وأدناهم وأخسهم قدرا وأشحهم نفسا وأجهلهم بأمر الدنيا وأكثرهم إعراضا عن الدين ما فيهم إلا من هو أزنى من قرد وألص من فأرة وأفسد من ذئب!!!…

يصف المقريزي أحد هؤلاء القردة المدعو الظاهر برقوق الذي حكم مصر أواخر القرن الثامن الهجري فقال: (وكان حازماً مهاباً محباً لأهل الخير والعلم إذا أتاه أحد منهم قام إليه و لم يعرف قبله أحد من ملوك الترك يقوم لفقيه!! إلا أنه كان محباً لجمع المال‏ وحدث في أيامه تجاهر الناس بالبراطيل (الرشاوى) فلا يكاد أن يلي أحد وظيفة ولا عملاً إلا بمال فترقى للأعمال الجليلة والرتب السنية الأراذل وفسد بذلك كثير من الأحوال‏ وكان مولعاً بتقديم الأسافل وحط ذوي البيوتات وغيَّر ما كان للناس من الترتيب وعادى أكابر التركمان والعربان ببلاد الشام ومصر والحجاز‏.‏ واشتهر في أيامه ثلاثة أشياء قبيحة (فقط لا غير!!)‏:‏ إتيان الذكران حتى تشبه البغايا لبوارهن بالغلمان لينفق سوق فسوقهن وذلك لاشتهاره بتقريب المماليك الحسان وتهمته (..) وتهمة أمرائه بعمل الفاحشة فيهم‏ والتظاهر بالبراطيل التي يستأديها واقتدى الولاة به في ذلك حتى صار عرفاً غير منكر البتة‏.‏ وكساد الأسواق وقلة المكاسب لشحه وقلة عطائه‏ وبالجملة فمساوئه أضعاف حسناته‏ ولقد بعث العبد الصالح جمال الدين عبد الله السَكسيوي المغربي يخبر أبي – رحمهما اللّه – أنه رأى في منامه أن قرداً صعد منبر الجامع الحاكمي وخطب ثم نزل ودخل المحراب ليصلي بالناس الجمعة فثار الناس عليه في أثناء صلاته بهم وأخرجوه من المحراب‏ وكانت هذه الرؤيا في أخريات سلطة الملك الأشرف شعبان ابن حسين وفي سنة ثمان وسبعين وسبعمائة‏ فكان تقدمه على الناس وسلطنته تأويل هذه الرؤيا فإنه كان متخلقاً بكثير من أخلاق القردة شحاً وطمعاً وفساداً ورذالة ولكن اللّه يفعل ما يريد)‏.

ليت القردة الناطقين الذين عجت بهم الساحة آخر الزمان يقدم لنا شرحا وافيا ليس للطريقة التي حكم بها هؤلاء بل لسبب صمت هؤلاء القردة وشيوخهم من فصيلة الغوريلا عن بيان نسبهم خاصة فضيلة السلطان قلاووز!!.

اللقطاء والعبيد حكموا العالم الإسلامي بينما نحن مشغولون بإثبات نسب الخلفاء الفاطميين!!.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏15‏/05‏/2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى