مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: ابن تيميه حاضنة كورونا العقل العربي!!

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: ابن تيميه حاضنة كورونا العقل العربي!!

نجم قرن الشيطان ابن تيميه في العصر المملوكي (661 – 728 هـ) فكان بمثابة حاضنة فيروس الوهابية اليهودية الفتاك الذي انتقل إليه من ابن ميمون والذي ظل كامنا إلى أن سنحت الفرصة التاريخية لانتشاره وبائيا على يد محمد بن عبد الوهاب(1115-  1206هـ) (1703م1791م) بدعم مباشر من المشغل الإنجليزي.

أتمنى على المتنطعين المعاصرين الذين انتابتهم حمى الدفاع عن هذا الكائن أن يدلونا عن المشايخ الذين درسوه هذه الأفكار التي أضحت الآن وباءا والتي طبقها أفراخه بالسلاح والمفخخات والعبوات وعلاقة هذه الخزعبلات بمشاريع محاربة التتار التي يدعي هؤلاء الحمقى أن فتاواه كانت موجهة ضدهم!!!.

يزعم الخفافيش الصغار ناقلو وباء كورونا التكفيري الوهابي أنهم سلفيون ونحن نعطيهم فرصة لإثبات هذا الادعاء لو أخبرونا من يكون سلف ابن تيميه الذين أفتوا بهدم أضرحة الأنبياء ومساجدهم، فإن لم يفعلوا هذا فسيتعين عليهم الإقرار بأن هذا الرجل ضال منحرف ومبتدع وأن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار!!.

الأغرب من هذا أن الأسلاف الذين سبقوا ابن تيميه ورووا تلك الرواية الموضوعة (لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) يعرفون يقينا أن إسماعيل عليه السلام مدفون في الحرم المكي وهو ما ذكره صاحب (تحفة الأحوذي في شرح الترمذي): أن من (اتخذ مسجدا في جوار صالح أو صلى في مقبرة قاصدا به الاستظهار بروحه أو وصول أثر من آثار عبادته إليه لا التوجه نحوه والتعظيم له فلا حرج فيه ألا يرى أن مرقد إسماعيل في الحجر في المسجد الحرام والصلاة فيه أفضل)!!.

يعتقد المسلمون كافة أن الأئمة والشهداء والأنبياء أحياء عند ربهم يرزقون بينما يزعم اليهودي ابن ميمون أن أضرحتهم الطاهرة هي بيوت للموتى!!.

يقول ابن ميمون (تجد ذلك منصوصا في كتبهم التي أنبهك عليها وهؤلاء كانوا أنبياء البعل وأنبياء العشتروات المذكورين عندنا الذين تمكنت عندهم هذه الآراء حتى تركوا الرب ونادوا أيها البعل أجبنا كل هذه لشهرة تلك الآراء وفشاء الجهل وكثر هذيان العالم حينئذ في هذا النوع من الخيالات فنشأت فيها آراء وصار منهم مشعبذ ومتفائل وساحر ومن يرقى رقية ومن يسأل جانا أو تابعه ومن يستشير الموتى).

ليس كل اليهود يؤمنون بالمعاد الجسماني الأخروي ومن ضمنهم هذا الحاخام الصهيوني ولذا فهو يسميهم بالموتى، أما ابن تيميه فكان أكثر جرأة ووقاحة من أستاذه حي قال (فإذا كان السفر إلى بيت من بيوت الله غير المساجد الثلاثة لا يجوز مع أن قصده لأهل مصره يجب تارة ويستحب أخرى وقد جاء في قصد المساجد من الفضل مالا يحصى فالسفر إلى بيوت الموتى من عباده أولى أن لا يجوز)!!.

تبلغ وقاحة ابن تيميه حاخام الأمة الإسلامية أقصاها عندما يدعو لهدم قبر النبي الأكرم صلى الله عليه وآله قائلا (فهذه المساجد مبنية على قبور الأنبياء والصالحين والملوك وغيرهم يتعين إزالتها بهدم أو بغيره هذا مما لا أعلم فيه خلافا بين العلماء المعروفين وتكره الصلاة فيها من غير خلاف أعلمه ولا تصح عندنا في ظاهر المذهب لأجل النهي واللعن الوارد في ذلك).

والنقل عن كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم….).

كان الرجل واضحا عند إعلانه قرار الإزالة (بهدم أو غيره) وربما قصد أو (بعبوة ناسفة)!!.

نحن هنا لا نرد على المانيفستو الوهابي تفصيلا فقد سبق لنا القيام بهذه المهمة في كتابنا (نقض الوهابية) وغايتنا في هذا المقال إبراز حالة الانفصام التي تعاني منها أمتنا التي اعتادت أكل النفايات والتلذذ بالعيش بين البرك والمستنقعات وإعلان الحرب على الإسرائيليات في كتب التفسير واستلهامها في العقائد فكانوا بحق كما وصفهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام (فَيَا عَجَباً وَمَا لِيَ لَا أَعْجَبُ مِنْ خَطَإِ هَذِهِ الْفِرَقِ عَلَى اخْتِلَافِ حُجَجِهَا فِي دِينِهَا لَا يَقْتَصُّونَ أَثَرَ نَبِيٍّ وَلَا يَقْتَدُونَ بِعَمَلِ وَصِيٍّ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِغَيْبٍ وَلَا يَعِفُّونَ عَنْ عَيْبٍ يَعْمَلُونَ فِي الشُّبُهَاتِ وَيَسِيرُونَ فِي الشَّهَوَاتِ الْمَعْرُوفُ فِيهِمْ مَا عَرَفُوا وَالْمُنْكَرُ عِنْدَهُمْ مَا أَنْكَرُوا مَفْزَعُهُمْ فِي الْمُعْضِلَاتِ إِلَى أَنْفُسِهِمْ وَتَعْوِيلُهُمْ فِي الْمُهِمَّاتِ عَلَى آرَائِهِمْ كَأَنَّ كُلَّ امْرِئٍ مِنْهُمْ إِمَامُ نَفْسِهِ قَدْ أَخَذَ مِنْهَا فِيمَا يَرَى بِعُرًى ثِقَاتٍ وَ أَسْبَابٍ مُحْكَمَاتٍ).

لا نرى أن ما نعانيه من بلاء ووباء محصور في ابن تيميه بل في اللاعقل واللا فكر الذي سول لهؤلاء اعتبار هذا (المسيخ الدجال) مرجعا وقائدا وإماما لملايين المغيبين ممن (قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ).

أولئك الذين بدلوا نعمة الله كفرا فغيبوا أئمة الحق من آل محمد واستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير سيرا على نهج بني إسرائيل (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آَلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ * إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

متى يخرج المسلمون من هذا التيه؟؟!!.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏17‏/05‏/2020

24 رمضان 1442هـ.

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى