
دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: الدكتور برقوق والدكتور بطيخ وتصفير العقل العربي!!
دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: الدكتور برقوق والدكتور بطيخ وتصفير العقل العربي!!
منذ أعلن الدكتور بطيخ قبل سبعة أعوام عن اكتشافه العبقري المذهل، أن المسلمين الشيعة يعتقدون أن جبريل عليه السلام سلم الوحي خطأ للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بدلا من علي بن أبي طالب، إلا أن شيئا لم يحدث ولم ينقلب الكون رأسا على عقب!!.
قبل ذلك بسنوات كان للأستاذ (الحاج متولي) اكتشاف آخر لا يقل أهمية عن اكتشاف الدكتور بطيخ، وهو أن (المدرسة الجعفرية) التي كان يدرس فيها في الكويت: تنسب لأبي جعفر المنصور الذي قتل علي ابن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين!!.
الدكتور برقوق (المحلَلْ) السياسي المخضرم أعلن بدوره هذه الأيام عن اكتشاف عبقري لا يقل أهمية عن اكتشافات الثنائي بطيخ ومتولي الذي حل محل (شفيقة ومتولي) أسماه (صفقة القرن الحقيقية) ومفاده (أن إيران صاحبة النفوذ فى اليمن ستمكن تركيا من الدخول مقابل قيامها بإدخالها طرابلس. السيناريو هو أعطيك جزءاً من صنعاء مقابل أن تعطينى جزءاً من طرابلس)!!.
لسنا هنا في وارد الدفاع عن إيران ومن باب أولى الدفاع عن أردوجان بل للتنبيه من خطورة وكارثية هذا النوع من التحليلات الكفتجية التي يقود مجرد الاستماع لها لغثيان وقيء متواصل وفقدان للتوازن الدولي والإقليمي ونحن قطعا في غنى عن ذلك.
تقولون أن إيران أصبحت صاحبة النفوذ في اليمن من خلال تحالفها مع (أنصار الله) بينما تعيث تركيا أردوجان في الأرض فسادا من خلال جماعة الإخوان اليمنية (حزب الإصلاح) الذي هو أيضا مدعوم بقوة من أصدقائكم السعوديين وتعرفون أيضا أن المعارك بين الطرفين قد وصلت إلى نقطة اللاعودة بعد استعادة أنصار الله للجوف وهم الآن في طريقهم لاستعادة مأرب المعقل الأساسي لإخوان اليمن التابعين للسعودية أو لأردوجان لا أحد يعرف على وجه الدقة!!!.
الإخوان المسلمون في اليمن وصلوا إلى خط النهاية وتآكل نفوذهم ولن يبقى لهم بعد هزيمتهم في مأرب إلا التشتت والزوال.
أما في ليبيا فالصراع يجري ضمن الناتو حول الغاز والنفط بين إيطاليا من جهة وفرنسا من جهة أخرى والأخ أردوجان عضو الناتو يأكل خبزهم ويحمل سلاحهم ويتمتع بدعمهم ولا بأس أن يشاغب عليهم فهو منهم وإليهم وهو ذلك الفرفور صاحب الذنب المغفور!!.
الذي يأبى الدكتور برقوق أن يفهمه أو يعجز عنه أن الحرب السعودية على اليمن هي محاولة لاستعادة هيمنتها المطلقة على هذا البلد وهي امتداد لصراع طويل وممتد عمره من عمر الدولة السعودية الراهنة أي منذ أكثر من مائة عام وأن اليمني الذي صمد حتى الآن ستة أعوام لن يرضى باستبدال السيد السعودي بآخر إيراني أو العودة إلى كنف السيد التركي وأن الصفقات المزعومة لا وجود لها إلا في مخيلة أمثال برقوق وبطيخ والحاج متولي وأن المعضلة الحقيقية والخطر الزاحف خطوة تلو أخرى يتمثل في الأغا التركي عصا الحلف الأطلسي الغليظة!!.
الذي فات على عبقرية الدكتور برقوق أن (الدخول التركي المفترض) إلى اليمن قد جرى بالفعل مع بداية العدوان السعودي عبر جماعة الإخوان (جدي الأمة اليتيم) الذي ما زال يرضع من الثدي السعودي والقطري والأردوجاني وينفذ الأوامر الصادرة إليه من هؤلاء وهؤلاء وأن الحديث عن هكذا صفقة لا تعدو كونها مزحة تضحك الموتى الذين لم يعد لديهم قدرة على إدراك ما يجري حولهم!!.
ما زال الدكتور برقوق يسعى لتصفير العقل العربي الذي جرى تصفيره بالفعل ولم يعد هناك حاجة لمسح الممسوح ولا كنس المكنوس!!.
دكتور أحمد راسم النفيس
29/06/2020