
دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: العقيدة والفراغ!!
(شيء يشبه ما جرى من قبل يجري الآن في المنطقة)؟؟!!.
دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: العقيدة والفراغ!!
(شيء يشبه ما جرى من قبل يجري الآن في المنطقة).
بديهية يعرفها الجميع أن أي معتقد يتكون من نفي وإثبات.
(فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
يختلف أصحاب الأديان عمن يكون (الطاغوت) إلا أن الخلاصة تقول أنه (ضد الإله) وطبعا كلٌ له إله (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه)!!.
تستخدم كلمة العقيدة أيضا كمصطلح سياسي فيقال عقيدة الجيش أو عقيدة السياسة والشاهد دوما أن المقاتلين العقائديين هم أشد بأسا وأثقل وطأة من غيرهم من المقاتلين.
لدينا نماذج متعددة من المقاتلين العقائديين: أنصار الله في اليمن وحزب الله في لبنان وقد تمكنوا من الصمود في مواجهة قوى عظمى تملك أسلحة وتفوقا علميا وتحقيق الانتصار عليها.
لا يفوتنا أن الحركة الوهابية التي حملت آل سعود إلى الملك كانت تيارا عقائديا قاتل تحت راية المعتقد الوهابي وتمكن من الانتصار والتفوق على القوى التقليدية الحاكمة آنئذ في الحجاز رغم انتسابهم للهاشميين ورغم عمالتهم كلهم للبريطانيين، ومع ذلك لم يتمكنوا من الصمود في مواجهة الهجمة الوهابية الضارية.
طبعا ليس هناك (حركة عقائدية) خالصة فمن الضروري المزج بين العقائدي والقبلي كما هو حال الحركة الوهابية التي ارتكزت على الولاء لآل سعود قبل أن تقضي نفس الأسرة على (الإخوان العقائديين) وتنهي نفوذهم ووجودهم قبل إعادة إنتاجهم بعد عقود بأسماء مغايرة مثل القاعدة وداعش ووو.
من المفيد أن ننبه أن كلمة عقائدي قد تعني تلك التركيبة التي تؤمن أو تردد عدة مقولات بعضها صحيح والبعض الآخر خرافات يستحيل إثباتها ولا يوجد عليها أي دليل من الأساس.
قطعا كلامنا مركز على الحركات الوهابية والخوارجية بصنوفها.
كل ما هو مطلوب من صانع تلك الآلة الشيطانية طرح تلك المقولات وترويجها وتشكيل قاعدة تلتف حولها (الجماعة الجهنمية) وتنفذ ما تؤمر به قبل اكتشافها للخدعة بعد فترة تطول أو تقصر وقد لا تَكتشف على الإطلاق أنهم كانوا في ضلال مبين إلا بعد أن تستقر نهائيا في قعر جهنم!!.
(قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآَتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ).
خلطة أردوجان!!
قطعا (نجح) أردوجان في جعل نفسه محور اهتمام كثيرين داخل وخارج المنطقة رغم أن أغلب نجاحاته ما تزال حتى الآن مؤقتة.
(نجح) أردوجان في فرض صداقته على إيران ربما على طريقة (إن من نكد الدنيا على الحر أن يرى عدوا ما من صداقته بد) والسبب الأساس هو الجوار الجغرافي وكذا الأمر بالنسبة إلى روسيا.
وبينما ما تزال تركيبة النظام التركي (علمانية؟!) نراه زعيما للإخوان ومرشدا لهم و(أمير المؤمنين الدواعش) وقاعدة إمداد رئيسية لهم!!.
كيف نجح أردوجان في جمع كل هذه (النقائض) والسير بها أغلب الوقت (على طريقة تأبط شرا) بل وتحقيق أكبر كسب واستفادة منها؟!.
هنا يأتي دور (نظام التبريد والتهدئة) المركب في الآلة الجهنمية ليمنع انفجارها، إذ ليس من الحكمة ولا من البراعة الاستخدام المتواصل للمنجنيق الإعلامي الذي يحطم كل من وما تصيبه الشظايا بصورة متواصلة ولا يبقى حتى أرضا صالحة للسير على الأقدام.
وبينما يفترض أن (إسلامية) أردوجان تعني أن (المؤمنين إخوة) نراه يشن حربا لا هوادة فيها على (الأكراد) رغم أنهم مسلمون ونراه أيضا يعلي من شأن السلاجقة (أعراب آسيا الوسطى) ويراهم وحدهم مؤهلين لقيادة البشرية ربما نحو (جاهليتها الأخيرة)!!.
أردوجان والإخوان والإمبراطورية البريطانية
معلوم أن السلاجقة القدامى تحالفوا مع الفرنسيين ضد أغلب أوروبا وأن هزيمتهم أفضت إلى نقل مركز القرار إلى لندن عاصمة الظلام والضباب!!.
ليس دقيقا إذا القول بأن أردوجان يسير وفقا للخطط الإخوانية بل العكس هو الصحيح فهم جزء من عدة الشغل ويبدو هذا واضحا من أسلوب عمل الفضائيات (الإخوانية) التي يديرها الأتراك من اسطنبول.
ولأن الشيء بالشيء يذكر فلا بأس بتذكير القارئ بالأسلوب الإنجليزي في التعاطي مع الحلفاء أو (…..) حيث أداروا المعسكر المعادي للعثماني المكون من فريقين متنازعين معسكر آل سعود ومعسكر الشريف حسين.
آل سعود كانوا تحت إدارة شركة الهند البريطانية (فيلبي) أما الشريف حسين فكان تحت إدارة مكتب القاهرة (لورانس).
عندما حانت لحظة الحسم تلقى المعسكر الوهابي (العقائدي) كل الدعم المطلوب وألقي بأبناء الشريف إلى سوريا والعراق والأردن حيث لم يبق لهم الآن إلآ الأردن.
شيء يشبه هذا يجري الآن في المنطقة!!.
دكتور أحمد راسم النفيس
05/07/2020