دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: قوميتنا وطنيتنا ملوخيتنا… حماها الله الله.. الله!!!
دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: قوميتنا وطنيتنا ملوخيتنا… حماها الله الله.. الله!!!
نحن بخير والحمد لله وكل شيء ما يرام وجميع المسائل تمام التمام لأننا تمكنا والحمد لله عبر التاريخ من التمسك بحقين رئيسيين:
الأول: حق (أكل الملوخية بالأرانب).
والثاني: حق التكاثر وحفظ النوع.
كل ما جرى لنا بعد ذلك مجرد تفاصيل صغيرة ونقاط خلافية لا تفسد للود قضية!!.
أن يقوم السيد صلاح بتدمير أكبر مكتبة في العالم وبعثرتها في أرجاء الكون لا يعدو كونه مجرد تفصيل صغير طالما تمكنا من الحفاظ على حق أكل الملوخية!!.
نموت وتحيا الملوخية!!.
أو أن يقوم نفس السيد بنهب وسلب ذهب مصر وتقاسمه مع السادة الفرنج فهذا لا شيء، نموت نموت وتحيا الملوخية!!.
أن يتصدى الحاكم بأمر الله للغزو الصليبي ويردهم على أعقابهم فهذا لا يغفر له جريمة منع الملوخية!!.
الحاكم بأمر الله (مجنون رسمي) ودليلهم القاطع أنه منع الملوخية!!.
هذه هي الطريقة التي جرى بها تناول تاريخنا وتزييف الوعي العام ليس في كتب التاريخ قطعا فلا أحد يرجع إلى هذه المصادر كما أن الكتب التي تناولت هذه المرحلة بالدرس والتحليل ممنوعة من التداول.
في سنة 395هـ وكما يقول المقريزي في اتعاظ الحنفا ج2 (قرئ سجل في الأطعمة بالمنع من أكل الملوخية التي كانت محببة لمعاوية بن أبي سفيان وفيه المنع من عجن الخبز بالرجل والمنع من أكل الدلنيس والمنع من ذبح البقر التي لا عاقبة لها إلا في أيام الأضاحي ولا يذبح منها إلا ما لا يصلح للحرث. وقرئ سجل آخر بأن يؤذن لصلاة الظهر في أول الساعة السابعة ويؤذن لصلاة العصر في أول الساعة التاسعة. وإصلاح المكاييل والموازين والنهي عن البخس فيهما والمنع من بيع الفقاع وعمله ألبتة لما يؤثر عن علي رضي الله عنه من كراهة شرب الفقاع. وضرب في الطرقات بالأجراس ونودي ألا يدخل الحمام أحد إلا بمئزر وألا تكشف امرأة وجهها في طريق ولا خلف جنازة ولا تتبرج. ولا يباع شيء من السمك بغير قشر ولا يصطاده أحد من الصيادين. وتتبعت الحمامات وقبض على جماعة وجدوا بغير مئزر فضربوا وشهروا).
وفي سنة 401هـ (قرئ سجل في الجوامع فيه النهي عن معارضة الإمام فيما يفعله وترك الخوض فيما لا يعنى وأن يؤذن بحي على خير العمل ويترك من أذان الصبح قول: الصلاة خير من النوم والمنع من صلاة الضحى وصلاة التراويح وإعادة الدعوة والمجلس على الرسم. وضرب جماعة وشهروا لبيعهم الملوخية والسمك الذي لا قشر له. وقبض على جماعة بسبب بيع النبيذ واعتقلوا وكبست مواضع ذلك).
وفي سنة 402هـ (وتشدد الأمر في الإنكار على بيع الفقاع والملوخية والسمك الذي لا قشر له. وحرق زبيب كثير كان في مخازن التجار وجمع الشطرنج من أماكن متعددة وأحرق. وجمع الصيادون وحلفوا أنهم لا يصطادون سمكا بغير قشر ومن فعل ذلك ضربت رقبته وتوالى إحراق الزبيب عدة أيام بحضرة الشهود. ونزل إلى الجامع العتيق ومعه سائر العسكر بخلعه وقرئ سجله وفيه تشدده في المسكرات والمنع من بيع الفقاع والملوخية والسمك الذي لا قشر له والمنع من الملاهي ومن اجتماع الناس في المآتم واتباع الجنائز والمنع من بيع العسل إلا أن يكون ثلاثة أرطال فما دونها. ومنع من الاجتماع على شاطىء النيل ومن ركوب النساء المراكب مع الرجال وخروجهن إلى مواضع الحرج مع الرجال. ومنع من بيع العنب وألا يتجاوز في بيعة أربعة أرطال ومنع من اعتصاره فبيع كل ثمانية أرطال بدرهم وطرح كثير منه في الطرقات وأمر بدوسه ومنع من بيعه ألبتة وغرق ما حمل منه في النيل. وبعث شاهدين إلى الجيزة فأخذ جميع ما على الكروم من الأعناب وطرحت تحت أرجل البقر لدوسه وبعث بذلك إلى عدة جهات. وتتبع من يبيع العنب واشتد الأمر فيه بحيث لم يستطع أحد بيعه فاتفق أن شيخا حمل خمرا له على حمار وهرب فصدفه الحاكم عند قائلة النهار على جسر ضيق فقال له: من أين أقبلت قال من أرض الله الضيقة. فقال: يا شيخ أرض الله ضيقة فقال: لو لم تكن ضيقة ما جمعتني وإياك على هذا الجسر. فضحك منه وتركه).
من يستعرض لائحة الأوامر والتعليمات يراها تشمل أمورا حيوية هامة مثل المنع من صناعة النبيذ من العنب ومنع شرب الفقاع أو البيرة أو (السوبيا) التي تباع الآن في مصر جهارا نهارا وعلى الطرقات.
كما أن ثمة تعليمات تتعلق بذبح المواشي حفاظا على الثروة الحيوانية لا من أجل التضييق على الناس وهناك تعليمات أخرى مثل منع العجن بالأرجل حفاظا على الصحة العامة ومنعا لانتقال الأمراض.
أما عن السمك الذي لا قشر له (مثل القراميط وثعبان البحر) فهو محرم في فقه أهل البيت عليهم السلام لتوافر روايات النهي عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، كما أن الكثير من الشعوب التي لا تدين بفقه أهل البيت تشمئز من أكل هذه الحيوانات المائية التي هي ليست بأسماك.
عن محمد بن مسلم قال: أقرأني أبو جعفر عليه السلام شيئا من كتب علي عليه السلام فإذا فيه أنهاكم عن الجري والزمير والمارماهي والطافي والطحال قال: قلت: يا ابن رسول الله يرحمك الله إنا نؤتى بالسمك ليس له قشر؟ فقال كُل ما له قشر من السمك وماليس له قشر فلا تأكله.
والشيء المؤكد أنها ليست سمكا بل هي حيوانات بحرية تعيش في الماء وأن ذلك النوع المعروف بالجري هو حيوان سام يسمى بالإنجليزية Catfish أي قط السمك.
نعود إلى قضية الملوخية التي لا (يطيب) لكثير من المصريين طبخها إلا بالأرانب التي لا يختلف حالها عن حال ثعابين البحر او (سمك القط) وربما كان هذا حسب رأينا هو سبب المنع!.
أن يختصر تاريخ حضارتنا العظيمة في (منع الملوخية) وألا يفكر أحد من هؤلاء الببغاوات الذين يرددون كلامهم سماعيا في عرض تاريخ هذه الحضارة التي تفوقت على ما سبقها من الحضارات وما جاء بعدها فهذا يعني استمرار الكارثة وبقائها وإنا لله وإنا إيه راجعون.
دكتور أحمد راسم النفيس
08/07/2020