
دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: عاصم فريد ورأس الذئب الطائر!!
دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: عاصم فريد ورأس الذئب الطائر!!
سألوه: من أين تعلمت الحكمة؟ قال من رأس الذئب الطائر!!.
أما أنا فتعلمتها من رأس (عاصم فريد) رحمة الله عليه!!!.
التقيته مرتين بصورة عابرة.
الأولى نهاية 1982 على بوابة سجن استقبال طرة أثناء إطلاق سراحي بعد عام كامل إثر اغتيال السادات وكان آنئذ شابا يكبرني بأعوام.
تعارفنا سريعا ولما علم أني من المنصورة سألني هل تعرف فلان؟ فأجبت نعم هو قريبي وتبين أنهما كان ياما كان أعضاء في (الاتحاد الاشتراكي)!.
مرت سبعة أعوام والتقينا مرة ثانية في سجن أبو زعبل وكان معصوب الرأس!، سألته عن سبب إصابته فتبين أنه معتقل مع الجنائيين وأن أحدهم غضب عليه فضربه على رأسه بزجاجة (برطمان)!!.
لماذا جنائيين؟!.
حكى لي أن فتنة اندلعت بين المسلمين والأقباط في إحدى مدن البحيرة وأنه لعب دورا رئيسا في إخمادها مما يمنحه (وجاهة إجتماعية) غير مسموح بها وفقا لقانون إيكا الذي ينظم العلاقة بين الكائنات ولهذا وإمعانا في الإذلال تم اعتقاله جنائيا لأن مش كل هي هي ولا كل زي زي!!!.
سمعت بعد ذلك بسنوات أنه مات (رحمه الله) وهذا مصير كل حي (إنك ميت وإنهم ميتون)!!.
لا مكانة ولا وجاهة لا سياسية ولا اجتماعية إلا لمن نرضى عنهم!!.
قبل خمسة أعوام 2015 ومع بداية العدوان على اليمن قرر جهابذة الإعلام تحويل الحرب إلى حرب بين السنة والشيعة وتفتقت عبقرية إعلام الطبل والزمر عن اتخاذي غرضا وبدأت الاتصالات تهطل علي!!.
خير يا شباب؟!: السنة والشيعة وإيران قامت بتحويل الزيدية إلى إمامية وو!.
وما شأني أنا؟!، لا يهم!! المهم تسخين الجو والقيام بواجب نصرة مبس ومبز، واجب صغير –لا يكلف سوى بعض الصراخ المفتعل- وكده كسبنا (بنطة) كما قال لي أحدهم يوما ما طالبا مني إدانة المقاومة الإسلامية (آهي تتحسب لك بنطة)!!.
هل كنتم راضين عنهم عندما (كانوا) زيدية والآن غضبتم عليهم بسبب هذا التحول المزعوم؟!.
رفضت المشاركة وشيئا فشيئا راحت السكرة ولم تأت الفكرة وكل ما هنالك أن قصة العشرة مليون زيدي الذين تحولوا بين عشية وضحاها إلى شيعة إمامية قد توقف استخدامها فجعبة الأكاذيب عامرة ولا زال الإعلام يكذب ويكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا.
الآن وخلال الأشهر الماضية بدا واضحا أن مسار الحروب الدائرة لا يسير وفقا لأمنياتهم وطبعا نحن لا نتحدث عن حرب واحدة فهناك حرب المياه وحرب الغاز وحروب المضائق والممرات وأن فراغات هائلة في الحسابات قد تركت للصدف حيث لم يكن هناك من يهتم لهذه (التفاصيل الصغيرة) وحيث كان الكل يسعى لمنح المبس أقصى إحساس بالنشوة والانتعاش وكأنه الفاتح العظيم الاسكندر المقدوني!!.
المهم: أصبح الآن مؤكدا أن الرياح سارت بما لاتشتهي السفن وأن زمن مبس ومبز قد ولى وأدبر وجاء الآن زمن (م حث) وحث هنا تشير للحوثي.
ورغم ذلك ووفقا للحكمة التي تعلمتها من (رأس عاصم) المعصوب نكتفي بهذا القدر وكل عاصفة حزم وأنتم بخير!!.
دكتور أحمد راسم النفيس
10/07/2020