مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: إعادة شخبطة خارطة المنطقة!! تطبيع أم ترقيع؟!

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: إعادة شخبطة خارطة المنطقة!! تطبيع أم ترقيع؟!

ما أنا إلا واحد من الناس يسمع ويشعر أحيانا بالقلق مما يقوله مطبلو التطبيع الذين يلوحون لأعدائهم بالموت والثبور ولأنصارهم بنعيم الدنيا وجنات الخلد في الآخرة!.

الأمر كما قال الشاعر ومَا أنَا إلا من غَزِيَّةَ إنْ غوَتْ ***** غوَيْتُ وإنْ تَرشُدْ غزَّيَةُ أَرْشُدِ!!.

لا أخفيكم أن تهويل مطبلي الإعلام يصيبني بالانزعاج خوفا من أن يكون كلامهم به شيء من الحقيقة وإلا فلم يعادي هؤلاء إخوانهم في الدين إلا إذا كان هناك ثمة مصلحة حقيقية يخاف هؤلاء من ضياعها وإذا بنا نفاجأ أن الحقيقة لا تطابق حفلة التهييص والتهييس.

أقام آل غزية (رضوان الله عليهم) احتفالا صاخبا بإبرام صفقة مع الصهاينة وأخرجوا لسانهم لأصدقائهم القدامى على طريقة: شبكنا الحكومة وبقينا قرايب وستقوم حكومة العالم إسرائيل –شخصيا- بحمايتنا وسنرسل لها ما تبقى لدينا من مال!!.

أين ذهبت صفقة القرن وأين ذهبت الأموال التي زعموا أنها ستوزع على كل من سيشارك في هذا الحدث التاريخي القلاووزي المفصلي؟!.

تبين ألا شيء من هذه التمنيات (الطيبة) التي قالوا أنها ستخصص لتوطين اللاجئين في الأردن ولبنان وسوريا ولو كانت هذه الأموال متاحة لقدموا دليلا عمليا على هذه الأماني بدلا من حصار لبنان وتخييره بين الموت جوعا أو نزع سلاح حزب الله طواعية!!.

المعضلة الحقيقية أن الأماني والأغاني قد استهلكتنا وضيعت كثيرا من الفرص التي كانت متاحة أمامنا حيث أكد التحرك التطبيعي الأخير أن (صفقة القرن) لا تختلف عن زمان الوصل في الأندلس (لـم يكـن وصلك إلا حلما في الكرى/ أو خلسة المختلس/ إذ يقـود الدهـر أشتات المنى/ ينقـل الخطـو علـى مايـرسـمُ)!!.

لو كان هناك ما يسمى بوصلة القرن عفوا أقصد صفقة القرن لما سارع الخلايجة للتصرف بمفردهم ولحساب ما يزعمون أنه مصالحهم الخاصة على حساب مصلحة (أصدقائهم)!!.

انهارت وتلاشت أوهام إعادة رسم خارطة المنطقة على صخرة المقاومة الإسلامية التي وضعت خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها وأصبح لزاما على كل صاحب مصلحة أن يفتش عن مصلحته!!.

من ناحية أخرى فالذي أحدث هذا التحول ومنع الرضوخ المطلق لأوامر سيد البيت الأبيض الأمريكي ما زال مستبعدا من خطط المستقبل وهذا يعني شيئا واحدا أن من المحتم انتظار من يملك الأوراق والقلم ليساهم في رسم المشهد قبل الأخير ودون ذلك فإن ما يجري الآن لا يعدو كونه إعادة شخبطة خارطة المنطقة!!.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏13‏/10‏/2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى