مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: خالتي كلينتون سر الأسرار ومطلع الأنوار!!

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: خالتي كلينتون سر الأسرار ومطلع الأنوار!!

لم أفهم حتى الآن سبب هذه الضجة والفزعة التي انتابت الميديا عقب نشر رسائل الخالة كلينتون المسربة على موقع تابع لوزارة الخارجية الأمريكية وكأن الشمس قد ظهرت بعد طول غياب.

لا أعتقد أن ثمة جهد فردي يمكن أن يحصي هذه الرسائل سواء تلك التي نشرت من قبل أو التي نشرت مؤخرا، كما أنها ليست كلها مرتبطة بمصر فهناك الكثير منها يخص دولا أخرى.

ما فهمته من تلك (الفزعة الإعلامية) أنهم اكتشفوا كنزا من الأسرار التي تفضح التآمر الأمريكي على مصر!!.

يطرح هذا الكشف (الاستراتيجي) عدة أسئلة مترابطة.

متى بدأ هذا التآمر وهل انتهى فعلا أم أن الأمريكي يواصل تنفيذ خططه مستفيدا من النجاحات التي حققها على الأرض في سوريا وغيرها؟!.

هل كان هذا التآمر موجها بصورة حصرية ضد مصر أم أن هناك ضحايا غيرنا وطبعا (هل رأى الحب سكارى مثلنا)؟!.

صحيح أن إعلامنا يرى أننا (التفاحة الوحيدة السليمة في القفص) وأننا أم الدنيا ولذا فنحن محسودون ربما لأننا الضامن الوحيد لسلام العالم!!، إلا أن المتواضعين منا! – سامحهم الله- يقصرون هذا الدور على ضمان سلام العالم الإسلامي!!.

سؤال آخر: هل هناك ارتباط بين هزيمة المشروع الأمريكي في مصر منتصف 2013 والهزيمة الثقيلة التي تلقاها تنظيم الإخوان في سوريا في القصير قبلها بأيام قليلة؟!.

هل تاب الأمريكيون وأنابوا وكفوا عن التآمر بحيث تتحمل الخالة كلينتون وحدها كامل المسئولية (صفحة جديدة؟!) أم أن الأمور ما تزال تمضي كما خطط لها؟!.

في حملته الانتخابية ألقى ترامب باللائمة على أوباما وكلينتون في تأسيس تنظيم القاعدة ثم لزم الصمت بعد ذلك بل رأيناه وهو يستخدم هذا التنظيم لفرض إرادته على سوريا والعراق ولا يرى بأسا بذلك.

طبعا هذا (الاكتشاف) واضح وضوح الشمس من وسائل الإعلام ولا يحتاج لتسريبات الخالة كلينتون لتعلن عنه!!.

الثابت لدينا أن التوظيف الغربي لما يسمى بالجماعات الإسلامية خطة قديمة بدأت بالوهابية في الجزيرة العربية ثم تحولت إلى مشروع كوني تم توظيفه في حرب أفغانستان.

والثابت أيضا أن الركائز الفكرية لهذا المشروع صناعة محلية 100% يجري انتاجها في مساجدنا ومعاهدنا والفارق واضح بين التأسيس والتوظيف!!.

الثابت أيضا أن الوهم الذي سيطر على بعض العقول، أن لأمريكا موقفا عدائيا من هؤلاء وترفض وصولهم للسلطة لا يستند إلى أساس ودليل ذلك أن الأمريكي متحالف مع الحركة الوهابية الأم في جزيرة العرب وهو المدافع الأول عنها.

وبالتالي فمن يتوهم أن الأمريكي خان (أصدقاءه) بدعمه أو عدم ممانعته لصعود الإخوان يخدع نفسه!!.

ولأن مرسي كتب: صديقي بيريز فليس ثمة فارق بينه وبين غيره سوى اللحية وهذه مسألة بسيطة يمكن (تسويتها)!!.

الخلاصة المؤكدة أن مشروع تفكيك قلب العالم الإسلامي نهائيا لصالح الكيان الصهيوني والاستيلاء على ثرواته جرى تنفيذه بأسلوب (من ذقنه وافتل له) عبر استخدام أدوات محلية الصنع هي الجماعات الوهابية التي كانت النظم الحاكمة تتوهم أنها تحت السيطرة وتفسح المجال لها للتمدد والانتشار ربما لمواجهة إيران والشيعة ليكتشف هؤلاء الجهابذة أنهم في قلب دائرة الاستهداف فكان ما كان!!.

ماذا تغير وهل جرى استيعاب الدروس والعبر؟!.

لا أعتقد.

منها لله خالتي كلينتون وابن سبأ والوزير ابن العلقمي هم السبب!!!.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏17‏/10‏/2020

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى