مقالات النفيس

أحمد راسم النفيس يكتب: رياض الدين الحريري الأيوبي سلامة!!

أحمد راسم النفيس يكتب: رياض الدين الحريري الأيوبي سلامة!!

نحن أمة لم تقرأ تاريخها وإن قرأت فليس بوسعها أن تفهم، فهي من الأساس لا ترغب أن تفهم لأن الهوى يعمي ويصم والهوى شريك العمى وكم من عقل أسير عند هوى أمير.

في تصريحات صدرت عن الرئيس السوري بشار الأسد بداية هذا الشهر قال إن ودائع بمليارات الدولارات لسوريين محتجزة في القطاع المالي اللبناني هي سبب رئيسي وراء الأزمة الاقتصادية السورية المتفاقمة.

وقال الأسد إن ما بين 20 مليار و42 مليار من الودائع ربما فقدت في القطاع المصرفي الذي كان نشطا والذي كان لديه ودائع بالعملة الصعبة تزيد عن 170 مليار دولار. وقال “هذا الرقم بالنسبة لاقتصاد سوريا رقم مخيف”.

لم تثر هذه التصريحات ما يكفي من الضجيج ولم تهتم بها الفضائيات لأنها تزامنت مع الانتخابات الأمريكية وخسارة ترامب ومجيئ بايدن بل وانشغل الناس بما ذكره أحد نواشيط السياسة الذي أكد ومن خلال خبرته الفذة أن بايدن سيلعب في مناخيرنا المقدسة فقط وأن كل ما عدا ذلك خاصة سر الأسرار سيبقى آمنا في الحفظ والصون!!.

أين ذهبت أموال السوريين (أموالنا)؟!.

الجواب عند رياض الدين الحريري الأيوبي سلامة محافظ البنك المركزي اللبناني الذي قام بتحويل هذه الأموال إلى بنوك أسيادنا الصليبيين في أوروبا حيث يعجز أصحاب هذه الحسابات عن استعادة أموالهم!!.

أما لماذا أسميناه بهذا الاسم؟!.

لأنه ارتكب نفس الفعلة التي ارتكبها يوسف بن أيوب المسمى صلاح الدين الذي صادر ذهب المسلمين وقام بتسليمه للصليبيين بعد اقتطاع حصته هو وأهله من المجرمين.

يذكر مؤلف كتاب النقود العربية أسباب اختفاء الذهب في العصر الأيوبي حيث أبطل السيد صلاح الدينار المعزي واستولى على ما بيد الناس من دنانير كما نشط الصليبيون في تهريب الذهب إلى البندقية ومرسيليا وبرشلونة نشاطا زائدا وبذلك قلت كميات الذهب في الأسواق العربية بشكل ملحوظ.

والخلاصة أن ندرة الذهب في عصر الأيوبيين ترجع لعاملين رئيسيين: أولهما الاكتناز الذي لجأ إليه سلاطين الدولة الأيوبية للاحتفاظ بالنقود الذهبية حيث تشير بعض المراجع إلى أن ما خلفه الملك الكامل الأيوبي من الذهب ستة ملايين من الدنانير المصرية.

وثانيهما تسرب الذهب من البلاد خلال العمليات الحربية في مصر والشام منذ أواخر العصر الفاطمي وأوائل العصر الأيوبي حتى أن مرتبات الجند كانت تصرف بالدراهم الفضية رغم أنها مقدرة اسميا بالذهب على أساس سعر الدينار ستة عشر درهما.

نهبت العملة الصعبة التي راكمتها الدولة الفاطمية واقتسمها الأيوبيون مع أصدقائهم الصليبيين الذين تمكنوا من خلال توظيفها واستثمارها في صنع نهضتهم الحضارية فيما بعد ولم يبق لنا إلا الخراب وسميت عملتنا من يومها (الفلوس) كعنوان للفقر والإفلاس.

من الواضح الآن أن نهب أموال السوريين واللبنانيين لم يكن مجرد تصرف قام به رياض سلامة الحريري لمصلحته بالتعاون مع سعد الدين الأيوبي ووليد جنبلاط  بل هي خطوة مدروسة نفذت بأمر الصهيونية العالمية لأن أوروبا وأمريكا (مزنوقين في قرشين) ولا يمكن الحصول عليها إلا بنهب أموالنا!!.

يمكن مراجعة هذه المسألة بشكل أكثر تفصيلا في كتابنا (صلاح الدين الأيوبي وصفقة القرن) تحت الطبع.

إنا لله وإنا إليه راجعون!!.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏15‏/11‏/2020

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى