دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: علمانية سادة وبالبشاميل…. محاولة قطع حبل معاوية!!
دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: علمانية سادة وبالبشاميل…. محاولة قطع حبل معاوية!!
في قصيدته (بروتوكولات حكماء ريش) يقول الشاعر الراحل نجيب سرور:
نحن الحكماء المجتمعين بمقهى ريش .. من شعراء وقصاصين ورسامين .. ومن النقاد سحالى «الجبانات» .. حملة مفتاح الجنة .. وهواة البحث عن الشهرة .. وبأى ثمن .. والخبراء بكل صنوف «الإزمات» .. مع تسكين الزاى .. كالميكانيزم! نحن الحكماء المجتمعين بمقهى ريش .. قررنا ماهو آت : * ألبرتوكول الأول : لا تقرأ شيئاً .. كن حمال حطب . وأحمل طن كتب .. ضعه بجانب قنينة بيره .. أو فوق المقعد .. وأشرب .. وأنتظر الفرسان .. سوف يجيئ الواحد منهم تلو الآخر .. يحمل طن كتب ! ..
ابتلينا خلال العقود الماضية برافعي الشعارات خريجي مقهى حكماء ريش يرفعونها أولا ثم يبحثون عن وسيلة لتنفيذها ثانيا ثم يدققون في مضمونها ثالثا فلا ترى لها عوجا ولا أمتا!!.
في تلك الفترة التي امتدت لما يقارب قرن من الزمان سمعنا عن الحداثة والليبرالية والتغريب والاشتراكية بنوعيها الأفرنجي والعربي والديموقراطية الاشتراكية والعادية والقومية العربية والتنوير والإسلام هو الحل وأخيرا ونرجو أن يكون آخرا العلمانية بنوعيها الجزئية والشاملة عفوا أعني علمانية بالبشامل ونسأل الله أن يعفو عنا وأن تكون هذه هي آخر الأحزان والأشجان!!.
ولأنني لا أحب البشامل فنحن نأمل من طابخي تلك الشعارات أن يضيفوا إلى قائمة أو (menu) الشعارات علمانية سادة توزع في الجنازات على روح الفقيد ومرضى الضغط والسكر جراء سماعهم المستمر لتلك الهرتلات والهلوسات والرنات التي تنافس رنات الموبايلات!!.
لا تنظير ولا تأصيل بل تهليل وتطبيل!!
يبدو شعار العلمانية هو الأسوأ حظا ضمن تلك الترهات لأنه يمس الوتر الحساس وهو الدين ويقطع حبل معاوية ويطعن ضمنا في المؤسستين الدينية والسياسية رغم أن بينهما ظاهرا ما صنع الحداد إلا أنهما متفقان ومتضامنان ضد كل من يحاول فك التحالف القديم العريق بينهما فكلاهما يحمي الآخر من شر المتطفلين المتطوعين وكلاهما يمني الآخر بجنة عرضها السماوات والأرض والأمر كما يقول المثل الشعبي (يا داخل بين البصلة وقشرتها!!).
المؤسسة السياسية منحت بركتها وقداستها للمؤسسة الدينية التي ردت الجميل بمنح السلطة السياسية صك البراءة من النار وهم من اخترع (أن من اجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد) ولذا فنحن ننصحكم ونلح عليكم بعدم التدخل في تلك العلاقة المقدسة!!.
عندما رفع الزعيم الخالد شعار القومية العربية انهال عليه الوهابيون سبا وشتما وتكفيرا وهم الآن يرفعون نفس الشعار ولكن في وجه إيران!!.
وعندما قرر جمال عبد الناصر استيراد النموذج اليوجسلافي أطلق عليه الاشتراكية العربية جمعا بين العروبة الكافرة حسب الوهابيين والنظرية الاشتراكية ذات النشأة المادية الإلحادية حقنا للدماء وتسكينا للدهماء قبل أن يأتي السادات ويسير على خطى سلفه بأستيكة كما يقولون.
عندما ذهب ناصر نحو الاشتراكية هلل البعض لاشتراكية الإسلام وعندما جاء السادات هلل نفس البعض للانفتاح والسلام فلماذا إذا يحرض هؤلاء المتطفلين السلطة على الطلاق من توأم روحها المؤسسة الدينية.
سئمت شعوبنا من تلك التنظيرات البهلوانيات وأقصى ما تحلم به مقعد محترم ومقدر بين الأمم وهو ما لا يحتاج إلا لإدارة مخلصة شجاعة وأمينة، وصفها الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام بقوله (قَدْ أَلْزَمَ نَفْسَهُ الْعَدْلَ فَكَانَ أَوَّلَ عَدْلِهِ نَفْيُ الْهَوَى عَنْ نَفْسِهِ يَصِفُ الْحَقَّ وَيَعْمَلُ بِهِ لَا يَدَعُ لِلْخَيْرِ غَايَةً إِلَّا أَمَّهَا وَلَا مَظِنَّةً إِلَّا قَصَدَهَا).
كافي نظريات وشعارات!!.
دكتور أحمد راسم النفيس
17/11/2020