مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: احترس!!… في الفخفخينا سم قاتل!!

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: احترس!!… في الفخفخينا سم قاتل!!

(وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا).

رحم الله الشهيد السعيد الدكتور محسن فخري زادة الذي سقط من أجل رفعة شأن الأمة الإسلامية التي شارك البعض ممن ينتمي إليها زورا في اغتياله بينما شمت آخرون لأنهم ما زالوا أحياء يتنفسون ويشربون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم.

لا شك أن قدرا من الاسترخاء في التقدير أدى لوقوع هذه الجريمة كما صرح الجنرال  علي شمخاني للتلفزيون الإيراني، أن “الأجهزة الأمنية الإيرانية كانت على علم باحتمال تعرض العالم فخري زادة لمحاولة الاغتيال، في ذات الموقع الذي اغتيل فيه”، مشيرا إلى أنها “لم تأخذ الأمر على محمل الجد، بسبب تواتر الأنباء لديها طيلة السنوات العشرين الماضية عن مخططات لاغتياله”.

ننتقل إلى الحديث عن شراب الفخفخينا المطرب –وليس المسكر- الذي كثر تعاطيه في الأيام الأخيرة!!.

أما لماذا نحذر من الإفراط في تعاطي الفخفخينا فسبب ذلك أنها تحدث لدى المفرطين في التعاطي نوعا من الوهم والإحساس الزائد بالفخامة والجزم بقرب حدوث تحولات كبرى اعتمادا على استيعاب وذكاء أغبى الأغبياء واقتناعه بضرورة تحكيم العقل والمنطق والكف عن الرفس والنطح بينما يقول الواقع أن هؤلاء لا يفهمون إلا لغة القوة والبطش.

ليس معلوما على وجه الدقة مقادير العناصر الداخلة في صناعة هذا الشراب الذي ابتكره شاعر مصري معاصر من مدينتي لم يشتهر لأن ثمة من هو أشعر منه (أطول منه شَعرا) وليس أجزل منه شِعرا.

الفخفخينا التي يتعاطاها بعض معلقي هذا الزمان رديئة ومغشوشة تمنح البعض إحساسا زائفا بالزهو والفخامة والضخامة – هذا سر التسمية!!- وعلى سبيل المثال فالرئيس فلاديمير بوتين صار (أبو علي بوتين) أما وزير خارجيته سيرجي لافروف فأصبح (أبو حسين لافروف) بل وأصبح صديقنا الأنتيم لأنه صديق صديقنا وليد المعلم وصديق جواد ظريف وجواد ظريف صديق (أبو حسن) وأبو حسن صديقنا!!.

من هو أبو حسن؟ فأصحاب هذا اللقب كثيرون ولكن أيهم؟!.

في الإطار الأوسع وبعيدا عن استشهاد الدكتور فخري زادة فإن البعض يعاني حالة من السعادة والرضا عن الذات وينعكس هذا في تعليقاتهم وكأن الثمار جاهزة للقطاف فهذا وزير قدير وهذا مليك ملك ينتظر لحظة التتويج بينما يقول الواقع أننا ما زلنا في قلب الصراع وأن الحرب لم تضع بعد أوزارها حتى وإن كنا قرب نهاية المعركة.

الأمر ذاته ينطبق على أدائنا الفكري والإعلامي فالتصريحات التي تطلقها جماعة فخفخينا ودلعينا ومن دون خمر أسكرينا وبلا موسيقى أطربينا، تزعم أننا ننطلق إلى الأمام بسرعة البرق في حين أن عدادات السرعة متوقفة كما أن أجهزة تحديد المواقع تؤكد أننا ربما كنا نرجع إلى الخلف!!.

الثابت الوحيد أننا في مكاننا الصحيح (محلك سر)!!.

من المفيد أن ننبه إلى أن رفع المعنويات لا يستلزم الإفراط في التوقعات أو التقاعس عن أداء الواجبات ومواصلة الثناء على الذات (لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلَا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).

احترسوا: كفوا عن تعاطي الفخفخينا!!.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏30‏/11‏/2020

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى