
دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: مشيخات النفط والانكفاء المحتوم…. نهاية البطة المفترسة!!
دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: مشيخات النفط والانكفاء المحتوم…. نهاية البطة المفترسة!!
قضي الأمر الذي فيه تستفتيان وانتهى العصر الترامبي الذي راهن عليه مشايخ الخليج بقيادة (زعيم الأمة) محمد بن زايد.
كان مسار الانكفاء واضحا منذ اللحظة التي أحجم فيها ترامب عن شن حربه الموعودة على إيران عقب ضرب المنشآت النفطية السعودية في أبقيق (سبتمبر 2019) وقبل ذلك عقب إسقاط الطائرة جلوبال هوك في يونيو من نفس العام.
ظل الخلايجة حتى أيام قليلة مضت ينتظرون الاجتياح الأمريكي المنتظر والبعض منهم تمناه نوويا لا يبقي ولا يذر!!.
الرهان الوحيد المتاح منذ هزيمة ترامب في الانتخابات كان ضربة أمريكية تخريبية عبر بعض الغارات التي قد تشنها القاذفات البي 52 لينتهي الأمر إلى لا شيء.
خلال الفترة القليلة الماضية نفذ الجيش الإيراني عدة مناورات هجومية تضمنت معارك في مناطق صحراوية وعمليات إنزال مما يوجه رسائل بالغة الأهمية والخطورة لتلك المشيخات التي سعت بكل ما لديها من وسائل لإقناع الأمريكي باجتياح إيران وأبدت استعدادا وحماسا منقطع النظير لتمويل هذا الهجوم قبل أن يتيقن هؤلاء الحمقى اليوم واليوم فقط أن كل هذا كان مجرد أوهام وتمنيات لا يمكن تنفيذها في أرض الواقع.
لم تعد تجربة غزو العراق مرتين بتمويل خليجي قابلة للتكرار وكان على هؤلاء أن يتيقنوا من هذا الواقع الجديد بدلا من الاستمرار في تمويل حروب لم تعد عليهم إلا بالخسارة والنقصان.
وإذا كان الثور الهائج ترامب لم يف لهم بوعوده فما بالك بخليفته بايدن الذي يتعين عليه القيام بترميم مكانة أمريكا المتآكلة وهيهات هيهات.
تحقق في هؤلاء الحمقى قول الإمام علي عليه السلام (وَإِيَّاكَ وَ الِاتِّكَالَ عَلَى الْمُنَى فَإِنَّهَا بَضَائِعُ النَّوْكَى).
سيناريو البطة المفترسة!!
لا يمكن للبطة إلا أن تكون كائنا أليفا يعلف للذبح باستثناء بطة ابن زايد التي أقنعت حلفاءها وندمانها بأنها كائن مفترس يعض ويلتهم وهاهي الآن تواجه قدرها المحتوم وحيدة فريدة دون الحماية الأمريكية الزائلة.
واضح تماما أن أمريكا أصبحت الآن في طريق التراجع الحتمي ولم يعد في مقدورها أن تقول للشيء كن فيكون وأن امتناعها عن مهاجمة إيران لم يكن بسبب الحكمة والتعقل بل حفاظا على ما بقي من هيبتها.
كما يبدو واضحا حجم الخطأ الكارثي الذي ارتكبته بطة ابن زايد المفترسة باستدعاء الصهاينة إلى عقر دارها ووضعهم موضع التماس مع إيران إذ لم تعد إيران بحاجة للذهاب إليهم فقد جاءوا هم إليها بأقدامهم (أتتك بحائن رجلاه)!!.
يمكننا القول بأن البطة المفترسة قد قدمت الذريعة القانونية الملائمة وأن أي خطأ يرتكبه الصهيوني أو تابعه المبز سيقود هؤلاء وهؤلاء حتما إلى كارثة هذه المرة ليس منها رجوع ولا مناص!!.
ليس أمام البطة الأليفة من خيار إلا العودة إلى القفص وانتظار الذبح والأكل آجلا أو الإقدام على مغامرة حمقاء والذبح عاجلا.
دكتور أحمد راسم النفيس
19/01/2021