مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب عن: تنوير أبو هريرة والاختراق الثقافي للشيعة!!

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب عن: تنوير أبو هريرة والاختراق الثقافي للشيعة!!

نحن أمة لا تدقق فيما يطرح عليها من شعارات خاصة وهي تمنح أشباه المتعلمين حق قيادة الطائرات والبوارج الحربية وتطلق لهم العنان لترويج ثقافتهم المشكوك في مصدرها رغم أن من حقنا كما من واجبنا أن نوجه لهم سؤال من أين لك هذا، ليس فقط عن الأموال بل من أين جئت بهذه الأفكار والخزعبلات؟!.

ورغم أننا لم نفرغ بعد من همروجة العلمانية كما أن لدينا كما هائلا من القنابل الفكرية التي ربما تنفجر في وجوهنا في أي لحظة إلا أن الأخ أبو هريرة عفوا أقصد أبا زكريا يعمل جاهدا على جمع المزيد منها وطبعا كله على حساب صاحب المحل وليس على حسابه الخاص.

آخر هذه البلايا هو (مشروع التنوير) الذي قرر السيد أبو هريرة أن يتبناه رغم أنه ليس مهتما بطرح أي تعريفات للبالونات الملونة التي يطلقها فالرجل لا يعرف من أين ولا إلى أين وليس هناك من يحاسبه على خرافاته التي يسميها تنويرا!!.

حلقة كاملة في مدح ابن رشد (فيلسوف التنوير) حيث انقسم العالم حوله إلى مرحلتين ما قبل وما بعد!!.

صفقوا!! تصفيق حاد!!.

في كتاب التنوير (دوريندا أوترام) وهو مترجم بتمويل راعي التنوير المعاصر (محمد بن راشد حاكم دبي) يقول المؤلف في فصل (ظهور الوثنية الحديثة الدين والتنوير):

بعدما يتم التخلص من كل التعصبات والخرافات يبرز السؤال.. وماذا بعد؟!. ما هو اليقين الذي ينشره التنوير مكان هذه التعصبات والخرافات؟.

(ذات يوم تعرفت على عالم لاهوت. كان يعرف البراهمة والكلدانيين والسريان كما اليهود، وكان عالما بقراءات الإنجيل وكلما زادت معرفته كانت ثقته تهتز بكل شيء عرفه كان سلفيا طيلة حياته وعند موته اعترف أنه بعثر حياته بلا فائدة) فولتير.

كثير من المؤرخين في القرن التاسع عشر رأوا أن الدين كعصر لسقوط الدين تميز بالجهد المتعمد للتقليل من شأن المعتقد والمؤسسات الدينية وخصص بيتر جراي جزءا من دراسته عن التنوير تحت عنوان (ظواهر الوثنية الحديث) كما رأى كيث توماس أن القرن الثامن عشر بمثابة عصر تحرير العالم من الخرافة وانهيار الطريقة التي نرى بها العالم.

ويقول توماس أن (الله أصبح مقصورا على العمل من خلال الأسباب الطبيعية ومتجاوبا مع القوانين الطبيعية المطروحة للدراسات الإنسانية).

المعنى أن التنوير عند هؤلاء هو عصر سقوط الدين الذي وصف بالغامض والذي يخرق قوانين الطبيعة.

ماذا عن تنوير أبو هريرة؟؟!!

فقط نرجو من أبي هريرة أن يوضح لنا مفهومه التنويري الذي وضع ابن رشد على رأسه ثم قام بتقسيم العالم إلى مرحلتين ما قبل وما بعد؟!.

لم يكن ابن رشد سوى أحد فقهاء وفلاسفة المسلمين المؤمنين بدور العقل حيث كان هناك غيره مثل المعتزلة الذين كانوا مجرد تلاميذ للإمام علي ع استقلوا بأنفسهم  فأصابوا وأخطاوا فنزل بهم البلاء المحتوم.

يروي الكليني في الكافي ج1: عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: ذكر عنده أصحابنا وذكر العقل قال:  فقال عليه السلام: لا يعبأ بأهل الدين ممن لا عقل له، قلت: جعلت فداك إن ممن يصف هذا الامر قوما لا بأس بهم عندنا وليست لهم تلك العقول فقال: ليس هؤلاء ممن خاطب الله إن الله خلق العقل فقال له: اقبل فاقبل وقال له: أدبر فأدبر، فقال:  وعزتي وجلالي ما خلقت شيئا أحسن منك أو احب إلي منك، بك آخذ وبك اعطي.

السؤال الأهم: هل هناك علاقة بين تنوير أبي هريرة وتنوير ابن مكتوم أم أن الأمر لا يعدو كونه مجرد مصادفة ليست سعيدة على الإطلاق؟!.

في رأيي أن الأمر ليس صدفة على الإطلاق!!!.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏25‏/01‏/2021

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى