مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس: هل ابن رشد (شهيد الزرافة) هو الحل؟! يوسف شاهين وصناعة الوعي المضلل!!

دكتور أحمد راسم النفيس: هل ابن رشد (شهيد الزرافة) هو الحل؟! يوسف شاهين وصناعة الوعي المضلل!!

البعض لم يلتقط رسالة الرد على مهرجان (ابن رشد هو الحل) الذي  أقامه الداعية السلفي يحيى أبو زكريا متقمص قميص العقلانية!!

لست من المشتغلين بالفلسفة ولم يبق لدي كثير من العمر للقيام بهذه المهمة، لكنني من المتصدين لمرتزقة الفكر المتنقلين في أسواقه (يَنْقُلُ الرَّدَى عَلَى ظَهْرِهِ مِنْ مَوْضِعٍ إِلَى مَوْضِعٍ لِرَأْيٍ يُحْدِثُهُ بَعْدَ رَأْيٍ يُرِيدُ أَنْ يُلْصِقَ مَا لَا يَلْتَصِقُ وَيُقَرِّبَ مَا لَا يَتَقَارَبُ) ومن ضمنهم الحاج محمود صاحب شربة الدود الذي يوهم الناس أن لديه دواء لكل داء اعتمادا على أن أحدا لن يراجع كلامه ولن يرد على دعاياته المبهرجة الزائفة.

مع بداية رحلة العمر كنا نطرب عندما نسمع تلك الشعارات تارة عن حسن البنا وتارة عن سيد قطب وتارة أخرى عن ابن تيميه أو ابن خلدون وأفكارهم المحجوبة وكتبهم الممنوعة قبل أن يثبت لنا باليقين أن الأمر كله دجل في دجل وأن هؤلاء قوم عاديون تكلموا وكتبوا فأساءوا وأحسنوا وألا مخرج لهذه الأمة إلآ بالعودة إلى النبع الصافي (محمد وآل محمد) ص.

ابن رشد: فقيه ومتكلم أم المخلص المفقود؟!

ليست لدينا مشكلة أن يوصف ابن رشد بالفقيه أو المتكلم أما اعتباره المخلص المفقود الذي تنتظره الأمة ليعيد إليها عقلها فهذه هي الكارثة الكبرى!!.

لا يفوتنك أن أحد أهم من أسهموا في صناعة هذه الصورة هو المخرج يوسف شاهين صاحب فيلم (المصير) الذي قدم لنا ابن رشد بطلا شهيدا حاربته السلطة وأحرقت كتبه التنويرية وهو يغني (علي صوتك بالغنا لسة الأغاني ممكنة طم تراللم)!!.

لا يفوتنك أيضا أن يوسف شاهين نفسه هو صانع أسطورة أو أكذوبة صلاح الدين الأيوبي بناء على أوامر الزعيم ناصر (محرر القدس المفترض!!).

التاريخ لا يقول أن ابن رشد كان شهيدا لأي قضية لا قضية التنوير ولا قضية الأغاني والرجل كان مقربا من الملك المنصور بقرطبة الذي استدعاه فلما حضر عنده احترمه احتراما كثيرا وقربه إليه حتى تعدى به الموضع الذي كان يجلس فيه أبو محمد عبد الواحد صهر المنصور وزوج ابنته قبل أن ينقم عليه ويرسله إلى (أليسانة) وهي بلد قريب من قرطبة وأظهر أنه فعل ذلك بسبب ما يدعى فيهم أنهم مشتغلون بالحكمة وعلوم الأوائل قبل أن يشهد جماعة من الأعيان لابن رشد أنه غير ذلك ولا كذلك!!.

قال القاضي أبو مروان: ومما كان في قلب المنصور لابن رشد أنه متى حضر مجلسه أو تحدث فيه خاطب المنصور قائلا: تسمع يا أخي! وأنه صنف كتابا في الحيوان ذكر فيه أنواعها ونعت كل واحد منها فلما ذكر الزرافة قال: وقد رأيت الزرافة عند ملك البربر –يعني المنصور- فلما بلغ ذلك المنصور صعب عليه وكان هذا سبب نقمة المنصور عليه وإبعاده.

(المصدر: فلسفة ابن رشد، تأليف القاضي ابن رشد. طبعة المكتبة المحمودية التجارية. القاهرة).

الرجل إذا كان شهيد الزرافة وليس شهيد العقل!!، كما أنه ليس شهيدا من الأساس حيث تخلص من هذا المأزق بزعمه أن كلامه نقل بصورة محرفة وأنه قال (ملك البرين) وليس ملك البربر!!.

من الواضح أن الداعية السلفي يحيى أبو زكريا قد استند في كلامه لفيلم (الناصر صلاح الدين) عفوا أقصد فيلم (المصير) للمخرج العالمي يوسف شاهين!!.

أما (عقلانية) ابن رشد الكفيلة بالقضاء على سلفية ابن تيميه فلها مقال آخر إن شاء الله تعالى.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏03‏/02‏/2021

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى