دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: أمريكا وخيبة أملها في وكلائها: عن خيبة الأمل التي ركبت الجمل!!
دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: أمريكا وخيبة أملها في وكلائها: عن خيبة الأمل التي ركبت الجمل!!
في حياتنا الاجتماعية وعندما يصبح الإبن الذي كان الأب يعول عليه ليكون سندا له في كبره فاشلا وسببا لكثير من المشاكل والمصائب، يلاحقه الأب بالتوبيخ قائلا: يا ميلة بختي فيك أو يقول له أنت عملي الأسود!!.
لو تذكرون توبيخ أوباما للخلايجة عندما نصحهم بالكف عن المطالبة بركوب الباص مجانا (free riders) وقال لهم اذهبوا وحاربوا إيران وكفوا عن مطالبة أمريكا بالحرب نيابة عنكم!!.
ولو تذكرون سلسلة المقالات التي كتبها السعوديون مع بدء العدوان على اليمن معتبرين ذلك تحولا تاريخيا وأن المملكة من الآن فصاعدا ستمسك بزمام المبادرة، إلى آخر هذا الهراء ليتأكد في النهاية وبعد ست أعوام من الحرب التي شاركت فيها أمريكا مشاركة كاملة باستثناء إرسال مشاة البحرية الأمريكية بقضهم وقضيضهم، أنهم (عمل أمريكا الأسود) وألا خير يرجى منهم لا في الحاضر ولا في المستقبل.
وصل بهم الخبل والغرور حد التلويح بإرسال قوات إلى سوريا!!.
الآن أصبح واضحا جليا أن النظام السعودي بتركيبته كلها وليس حتى بشخص قائده المغوار مونتجومري بن سلمان عاجز عن تحقيق أي إنجاز وربما عاجز عن الدفاع عن المملكة!!.
هذه هي ورطة بايدن والإدارة الأمريكية التي تريد إبقاء توازنات القوة في المنطقة لصالحها فكيف لها أن تجبر اليمنيين على تسوية تحفظ النفوذ السعودي كما هو وتجنب المملكة الإذلال والهوان المترتب على قبول تسوية متكافئة مع قادة اليمن الجدد الذين أمعن أزلامها في تحقيرهم وتوجيه شتى صنوف الإهانة إليهم!!.
هل سيقبل آل سعود بالتخلي عن قيادة المنطقة والتعامل الندي مع أحرار اليمن وهي النتيجة الحتمية التي تمليها سياقات الهزيمة التي أصبحت الآن حقيقة واقعة؟!.
هل سيقبل آل سعود بيمن جديد يدير سياسته الخارجية والاقتصادية والثقافية بمعزل عن الإملاءات السعودية وهم الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها عندما انطلقت رحلات جوية مباشرة بين صنعاء وطهران؟!.
يعرف القاصي والداني أن حرب عبد الناصر الفاشلة في اليمن التي تلت انقلابه على نظام الإمامة قد أفضت إلى تأسيس نظام سياسي تهيمن عليه السعودية وتتحكم في تفاصيل حياته اليومية، حتى تمرد أنصار الله على هذه المنظومة وإبعادها من السلطة وهذا الهدف (استعادة اليمن للنفوذ السعودي) هو السبب الحقيقي للحرب.
ليست كارثة واحدة هبطت واستقرت على رأس أزلام أمريكا في المنطقة بل عدة كوارث لم يعد من الاعتراف بها مفر ولا مناص ولذا نرى بايدن ابن العاص يرفع المصاحف ويتحدث عن الكارثة الإنسانية ويلجأ إلى أسلوب الخداع الذي نجح قبل 1400 عام من الآن في تحويل النصر إلى هزيمة ورغم هذا فلا يزال تنابلة السلطان يدفعونه نحو مواصلة الحرب والصدام مع إيران حتى آخر نفس.
الآن جاءك الموت يا تارك الصلاة وما حققه السعودي من إنجازات منذ ستين عاما ومنذ الهزيمة المزدوجة للزعيم ناصر في اليمن ثم في حربه مع إسرائيل يتلاشى الآن ويذهب أدراج الرياح ومعه الهيمنة الأمريكية المطلقة على المنطقة.
الأمريكي الذي يدير المنطقة يحرص على إبقاء منظومة الأسر الحاكمة الخاضعة للاستكبار العالمي في مواضعها وليس في وارد القبول بحكومات تمثل إرادة الشعوب وتلبي بعضا من تطلعاتها في العدالة والسلام مع دول الجوار إذ ليس من الممكن أن تواصل هذه المشيخات الزجاجية التصرف كقوى كبرى اعتمادا على الناطور الأمريكي!!.
لهذا السبب رفع ابن العاص الأمريكي المصاحف وأعلن أسفه على (الكارثة الإنسانية) التي صنعها بحماقته وسوء تصرفه!!.
الآن يبدو واضحا أن الهزيمة التي تلقاها آل سعود – أمريكا سترسم مستقبل المنطقة بأسرها.
دكتور أحمد راسم النفيس
12/02/2021