
مقالات النفيس
الدكتور أحمد راسم النفيس يكتب: سيرة واتفتحت!!! القطان: سفير الحالة السعودية الوهابية!!
مقال قديم يونيو 2015
الدكتور أحمد راسم النفيس يكتب: سيرة واتفتحت!!! القطان: سفير الحالة السعودية الوهابية!!
مقال قديم منذ عام 2015
وَمَهما تَكُن عِندَ اِمرِئٍ مِن خَليقَةٍ/ وَإِن خالَها تَخفى عَلى الناسِ تُعلَمِ.
السفير السعودي في القاهرة ليس سفيرا عاديا كبقية السفراء فهو يرى نفسه حالة فوق العادة ويسعى للتصرف بذات الطريقة التي كان يتصرف بها المندوب السامي البريطاني.
أخيرا أطلق سمو فخامة معالي المندوب السامي تصريحات أكد فيها (أن صدره يتسع لكل انتقاد موضوعي، ولكن لا أقبل من يهاجم بلدي دون مبرر أو منطق ولا من يتجاوز الحدود اللائقة في الحديث أو الكتابة).
الربع الأول من التصريح عن سعة صدره وسعة جيبه لما أسماه بالانتقاد الموضوعي يمكن ابتلاعه أما الثلاثة أرباع بدءا من قوله (لا أقبل) فهو الذي لا يمكن ابتلاعه ولا تمريره لأن هذا الكلام لو صدر من مسئول مصري لوجب رفضه فما بالك لو صدر من ضيف على البلد يملك أولا حق الرد والاعتراض على ما لا يراه صحيحا من وجهة نظر بلاده ويملك حق اللجوء إلى القضاء، لو كان ثمة تجاوز للقانون لكنه لا يملك فرض وصايته على وسائل الإعلام المصرية وهو ليس مؤهلا للتمييز بين ما هو نقد موضوعي أو غير موضوعي فما بالك بقول فخامة سمو معاليه (لا أقبل)!!.
إنه إذا ليس سفيرا لدولة بل هو ممثل لحالة ترى نفسها فوق الجميع وترى نفسها الممثل الشرعي الوحيد للإسلام وقد تفاقمت هذه الحالة المرضية وتحولت إلى عصاب قهري تسلطي منذ سقوط المملكة في منزلق عاصفة الخذلان المبين حيث بلغ بها الشطط والتوتر حدا جعلها تعمل على إغلاق الفضائيات التي تفضح ممارساتهم الإجرامية وتعمل على إسكات كل الأصوات المنتقدة لحملة الجنون المتواصل، على ندرة هذه الأصوات وليس حتى على قلتها!!.
القطان سفير الحالة السعودية يتكلم بطريقة لا تختلف كثيرا عن المنطق الأمريكي (لماذا يكرهوننا) معللا الانتقادات الموجهة للمملكة (بالحقد والحسد)، “فالدولة التي طالما انتقدها (هيكل) تثبت أركان حكمها يوما بعد يوم حتى أصبحت بفضل الله في مكانة ورفعة تُحسد عليها، بل إنها أصبحت من دول العشرين ذات المكانة الاقتصادية الهائلة”.
ليست هناك أسباب أخرى لانتقاد المملكة حسب سفير الحالة السعودية غير (مكانتها ورفعتها)، لا الإرهاب الذي تموله، ولا الوهابية التي تعمل على تعميمها في الدنيا بأسرها ولا انتهاكها لحقوق البشر ولا القصف العشوائي الإجرامي لفقراء اليمن ولا أي سبب آخر!!.
المجازر التي تمولها السعودية في سوريا والعراق لا يمكن أن تكون سببا لكراهية المملكة كونها تعبر عن (رفعة وسمو)، كما قال صاحب السمو!!.
لم يبق إذا إلا أن يضيف فخامة المندوب السامي سببا إضافيا وهو النجاح المبهر للتجربة الديموقراطية السعودية الذي أصاب هيكل وكل من على شاكلته بحالة هري وحقد وحسد ولذا فهو يقول له ولكل الحاقدين على (التجربة السعودية وليس الدانماركية) (يا عوازل فلفلوا)!!
تفتق ذهن عباقرة المملكة عن جواب وحيد لسؤال (لماذا يكرهنا) أغلب العالم باستثناء جماعات الارتزاق النائمة على مائدة سموه القائمين على بابه المتلقين لمنحه وتأشيراته هو (المعجزة النفطية) التي (جعلتنا) واحدا من الدول العشرين المبشرين بالجنة!!.
إنها المعجزة السعودية التي ظهرت منتصف القرن العشرين وها هي تدخل مرحلة الأفول بداية القرن الحادي والعشرين!!.
إنه سفير معجزة يتصرف كأمبراطور صغير ولا تنس الطفل المعجزة الذي يقود الدولة المعجزة نحو كارثة ستكون معجزة القرن الحادي والعشرين!!.
د أحمد راسم النفيس
06/06/2015