مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: عن كتاب صلاح الدين وصفقة القرن!!

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: عن كتاب صلاح الدين وصفقة القرن!!

إحدى أخطر مصائب هذه الأمة هي كثرة (عقلائها) أي أدعياء التعقل ممن يرفعون شعار (نعم ولكن!) وترجمته حرفيا (نعم ولا) وبعض هؤلاء يمكنه الثناء على ما تقوله أو تكتبه في مواجهتك أما إذا خلا بعضهم إلى بعض سنوا سكاكينهم وطعنوك من الخلف!!.

ورغم التباين الكبير والواضح بين المؤمنين بولاية أهل البيت وخصومهم إلا أن الفريق الأول يلتزم بقراءة الفريق الثاني للتاريخ الوسيط والمعاصر كما أن بعضهم ممن فاز بلقب (مجدد) أو (مستنير) قدم تنازلات مفزعة لدى قراءته لواقعة السقيفة وربما لحكومة السفاح معاوية!!.

الأمة بجناحيها ما تزال تحت (القيادة الثقافية) الأموية وامتدادها جماعة الإخوان التي قدمت بدورها عدة تحليلات لأسباب انتكاسة الأمة بعضها يحمل شيئا من البريق مثل حديثهم عن النفوذ الغربي – رغم أنهم أهم أدواته- كما قدمت رؤية مضللة لأسباب قيام الدولة اليهودية في فلسطين زاعمة أن الأمر بدأ عشية ظهور الحركة الصهيونية على يد تيودور هرتزل وهي رؤية صادفت هوى واستحسان (العلمانيين والقوميين) الذين زعموا أن الأمر كان مؤامرة على (الأمة العربية) التي لم تكن يوما ما على الأرض، اللهم إلا إذا قلنا أن الأمويين والعباسيين كانوا من أتباع ميشيل عفلق وزكي الأرسوزي وشبلي العيسمي!!.

عندما أبدأ بالبحث في قضية ما يكون الدافع الأول هو تقديم جواب لتساؤلاتي أنا قبل مخاطبة الرأي العام ومن ثم كان السؤال الملح هو: هل تخلفنا بسبب وقوعنا تحت الهيمنة الغربية أم أن بعض بني جلدتنا هو من استدعى هذا النفوذ الذي جاء إلينا بدعوة من هؤلاء الأشاوس الذين زادونا رهقا.

أما أسطورة تأسيس المؤتمر الصهيوني العالمي في سويسرا عام 1897 وأن هؤلاء هم مخترعو الكيان اليهودي فهي كذبة ساذجة انطلت على رموز وجهابذة الثقافة والفكر حيث لم يكن الأمر سوى خطوة في مسار تأسيسي طويل وقديم كان أحد أهم إنجازاته هو إسقاط مصر وحضارتها الفاطمية وإعادتها إلى عصور الجهل والتخلف.

نحن أمة لا تمتلك رؤية ولا غاية ولا هدف تسعى لتحقيقه ومن ثم فنحن لا نعرف ما يسمى بالخطط الطويلة بعيدة الغاية والهدف ولو اضطررنا لهذا النوع من السلوك فخططنا يوم بيوم ولو امتلكنا رؤية أوسع تكون خطة خمسية أو عشرية في أفضل الحالات.

لدينا مزحة سمجة تقول أن الغزو الصليبي لمصر والمنطقة كان هدفه الاستيلاء على القدس وليس ضرب الحضارة الإسلامية في مقتل وقد أضحت مسلمة بديهية لا تقبل النقاش في حين أن الهدف الثاني كان هو الأساس وقد تحقق عبر التعاون الوثيق بين صلاح الدين والفرنج وهو أمر ثابت تحدث عنه المؤرخون.

قريبا آمل أن أرى النسخة المطبوعة بعيني والله المستعان.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏26‏/03‏/2021

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى