مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: التطبيع والمطبعون (الحمير)…. أجلكم الله!!

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: التطبيع والمطبعون (الحمير)…. أجلكم الله!!

بعض الكلمات تبدو نابية ويحتاج المرء من قبيل التأدب والتحفظ أن يلحقها بكلمة (أجلكم الله) لتخفيف وطأة سماعها على السامعين.

الآن جرى تخفيف وطأة كلمة الخيانة والعمالة والدياثة (أجلكم الله) بكلمة التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين والعازم قطعا على إذلال واستعباد مئات الملايين من المسلمين!!.

البعض من رافضي التطبيع ولأسباب تتعلق بالجمع بين إثبات الولاء للنظم العربية المتحالفة مع العدو اليهودي وادعاء العداء للكيان الغاصب، يطرح سؤالا: لماذا تطبع نظم بعيدة جغرافيا عن الكيان كما أنها لم تحارب ضده يوما ما؟ وكأنه لغز يحتاج لعبقرية فائقة لفهمه!!.

التساؤل رغم امتلاكه لمنطق صحيح شكلا، إلا أنه يعكس بلاهة الفكر القومي الأجوف الذي ما زال يتصدر الساحة الإعلامية والذي كان وما زال يرى أن اليهود يشكلون مجرد تهديد حدودي للتقسيمات السياسية التي دشنها اتفاق سايكس بيكو وأن الحل يبدأ بإسقاط تلك التقسيمات وإعلان (الوحدة العربية)!!.

لا يتوقف إدراك حقيقة الورطة أو الكارثة التي نعاني منها على إثبات أن الاتفاق المشار إليه لم يكن سبب الكارثة بل نتيجة طبيعية ومحتومة لحال التفكك الذي عاشته البلدان الناطقة بالعربية بعد سقوط الدولة العثمانية والتي فقدت إرادتها واستقلالها يوم اجتاح السلاجقة كل هذه المساحة وفرضوا إرادتهم ثم انتقلوا إلى التحالف مع الفرنج الصليبيين بقيادة فرنسا العشيقة المفضلة للسلطان العثماني!!!.

صحيح أن المسلمين وتحديدا في المنطقة العربية تحملوا العبء الأكبر لتنفيذ المشروع اليهودي الرامي لتأسيس كيان ضخم وهائل يحكم العالم ولا يستثني أحدا من النيل إلى الفرات شرقا وغربا ومن البحر الأبيض شمالا حتى منابع النيل جنوبا ولذا فالزعم بأنه يستهدف العالم العربي وحده هو كذبة كبرى ابتلعها قادة الأمة إما جهلا أو لتسهيل تنفيذ الخطة.

المطبعون العرب: متحولون أم خلايا نائمة؟!

رغم أنه كان من المتعين علينا تشخيص القضية قبل محاولة حلها إلا أن توصيف الورطة الوجودية التي تعيشها الأمة بأنه صراع عربي صهيوني يعد خللا خطيرا وكبيرا لأنه يصرف النظر ويشتت الانتباه عن عالمية المخطط اليهودي ويحاول حصره في بعد جغرافي يرتبط بالقدس وجبل صهيون.

العرب وكل من عدا اليهود حسب الحاخام عوفاديا يوسف حمير للركوب أو صراصير فقد وصفهم عام 2000 بأنهم صراصير يجب إبادتهم، وقال: إنهم أسوأ من الأفاعي السامة، كما وصفهم عام 2009 بأنهم حمقى وأغبياء. وفي عام 2010 تمنى في درس السبت اليهودي الموت للشعب الفلسطيني وللرئيس محمود عباس عبر إصابتهم بالطاعون.

لا شك أن المطبعين الحمير هم جنس أرقى من بقية العرب الذين هم دود يأكل بعضه بعضا ولا شك أن الحمير ليسوا بحاجة لمن يقنعهم بمزايا الانصياع للسيد اليهودي الذي يملك رقابهم وقام بترقية بعضهم إلى رتبة شيخ وآخر إلى رتبة ملك وثالث إلى رتبة مهيب ركن قبل أن يجري التخلص منه لأنه قام برفس حمار الكويت دون أن يحصل على تصريح واضح من ملك الزريبة الكونية!!.

نحتاج لمن يتدارك مصائبنا الفكرية والسياسية فربما كانت المواجهة الكبرى على الأبواب وليس هناك مفر من إعادة تعريف الصراع.

البداية الصحيحة لأي علاج ورغم أننا تجاوزناها بمراحل تبدأ من التشخيص الصحيح للداء.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏29‏/03‏/2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى