
دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: الإخوان والشيعة وإيران!!
عن أي تحالف واتفاق بين الشيعة والإخوان يتحدثون؟!.
دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: الإخوان والشيعة وإيران!!
عن أي تحالف واتفاق بين الشيعة والإخوان يتحدثون؟!.
أن تكون هناك علاقة عمل أو صداقة بين شخصين فهذا ليس كافيا لإثبات توحد جذورهما الفكرية والعقائدية أو وجود أهداف وغايات كلية متفق عليها بين هذا وذاك.
التفتيش في دفاتر التاريخ والعثور على لقاء هنا أو هناك أو إشادة من هذا بذاك لا يثبت وحدة المشروع خاصة لو كان الكلام عن الأهداف والغايات.
أما عن دليل التشابه فلا يعد دليلا لإثبات أن فلان شقيق لعلان والثابت أن الجماعات الدينية حتى غير الإسلامية تقوم على نظام هرمي يسميه المسلمون إماما ويسميه غير المسلمين اسما آخر.
الذين يعتبرون أن التواصل بين الشيعة والإخوان نذير شر وشؤم يمكن أن يعتبروا رفض التواصل دليلا على كراهية الشيعة ورفضهم لأي علاقة مع المختلفين معهم مذهبيا وهي مادة كافية لإشعال حملة تشهير إعلامي بالشيعة ودليلا قاطعا على صحة دعاواهم واتهاماتهم!!.
ولأنني لا أملك ملفا لهذه العلاقة وأعتقد في نفس الوقت أن ثمة توهمات شابت هذا الارتباط، كما أن البعد السياسي والتوازنات الإقليمية لعبت دورا مهما في التقارب أو التباعد الحالي بين الفريقين ولذا فمن الضروري الانتباه لهذه الظروف قبل التوغل في تقديم استنتاجات لا تمت للحقيقة والواقع بصلة.
ما نعرفه جيدا أن (الإخوان المسلمين) منتج مصري بالأساس ذو جذور سعودية وهابية وتمويل وعناية ورعاية حظي بها الأب المؤسس للجماعة كما أنها حظيت بدعم وتوظيف النظام السياسي المصري ويكفي أنهم حصلوا ذات يوم على 88 مقعدا في مجلس النواب، أي أن الجماعة كانت لها حصة ضمن النظام وليس معقولا أن يدعي أحدهم أن هذا كان بسبب الدعم الإيراني وربما كان إعطاؤهم هذه الحصة ضمن صفقة ما لتحجيم أي نفوذ إيراني محتمل!!.
الجسم الإخواني لبيس أي يتحمل الازدواجية الفكرية والأخلاقية ويمكنه أن يتواءم مع فكرة الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب ويمكنه أيضا أن يكشر عن أنيابه ويتصرف بعدوانية لا تقل عن عدوانية بن لادن والظواهري.!!
عنتر شايل سيفه …. مرسي الدين الأيوبي
معلوم للقاصي والداني أن العلاقة بين الإخوان وإيران وصلت إلى نقطة الصدام عندما أعلن محمد مرسي يوم 14-6-2013 تهديده الشهير لحزب الله وسط جمع من الوهابيين الأقحاح مطالبا إياه بالخروج من سوريا وإلا فالويل والثبور وعظائم الأمور.
معلوم أيضا أن الحرب المتواصلة على سوريا منذ عشرة أعوام هي حرب الإخوان المسلمين وبالتالي فالحديث عن (تحالف) يعد أمرا غير قابل للتصديق من الأساس ولو افترضنا أن تحالفا ما قد أبرم فقد نسفه مرسي الدين الأيوبي عندما أطلق خاتمة العنتريات!!.
ربما كان مرسي الدين الأيوبي يعتقد أن بوسعه مواصلة ما بدأه الغازي صلاح الدين قبل ثمنمائة عام واستكمال حملات التطهير المذهبي التي لم يكملها يوسف بن أيوب!!
عن أي تحالف واتفاق بين الشيعة والإخوان يتحدثون؟!.
يوسف ندا ومحمود غزلان وخيرت الشاطر!!
لعله عام 2007 حينما كتب يوسف ندا مسئول العلاقات الدولية في التنظيم عن التقارب والوحدة بين الفرقاء المذهبيين فانبرى للرد عليه وتسفيه كلامه المدعو محمود غزلان صهر خيرت الشاطر والنقاش موجود إلى الآن على الشبكة العنكبوتية.
المعنى أن الجيل الجديد من الإخوان الملتف حول خيرت الشاطر هو جيل وهابي أكثر جودة وعدوانية ممن سبقه من الأجيال!!.
عوامل عدة أسهمت في تنشئة هذا الجيل منها قربه إلى مراكز التأثير الوهابي والرغبة الأمريكية في تطويق النفوذ الإيراني سياسيا ودينيا وهي مهام رحب الإخوان بالقيام بها منذ ثورة يوليو 1952 مرورا بحرب أفغانستان وصولا إلى الفاجعة الإخوانية العظمى 2013.
أن تحدث خلال هذه الفترة اتصالات ولقاءات بين إيران والإخوان فهذا أمر وارد فليس في عالم السياسة قطيعة مطلقة كما أن اللقاءات الودية بين هؤلاء وهؤلاء أمر محتمل وربما كان أمرا مطلوبا!!.
دعك من تلك المحاولة الممجوجة التي تدعي العلم والاستنارة والتي أطلقها صبيان مبز والتي تزعم أن الشيعة والإخوان يمثلون شيئا واحدا أسماه أحد أصحاب العاهات (أئمة الشر) والتي أثبتت شيئا واحدا هو أن بعض البشر أدعياء الاستنارة من سلالة القردة!!.
دكتور أحمد راسم النفيس
20/04/2021