
دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: القضية الفلسطينية وفخ المصطلحات!!
دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: القضية الفلسطينية وفخ المصطلحات!!
في حواره مع قناة الحوار ذكر السيد عبد اللطيف عربيات رئيس البرلمان الأردني السابق أنه وعلى هامش مؤتمر عقد في القدس سنة 1958 جمع شخصيات إسلامية فوجئ الجمع بمن يطرح عليهم سؤالا عن كنه الصراع القائم مع الكيان الصهيوني كما يسميه العرب أو الكيان اليهودي كما أعتقد أنا وهل هو صراع عربي إسرائيلي أم صراع إسلامي إسرائيلي!!.
أصدر المجتمعون قرارا باعتبار الصراع صراعا عربيا إسرائيليا وليس إسلاميا إسرائيليا وحسب رأي السيد عربيات فإن هذا القرار الصادر عن اجتماع عقد في مدينة القدس بكل ما تحمله من رمزية إسلامية شكل طعنة نجلاء لقضية المسلمين الكبرى.
الآن وصل الانحدار إلى مداه واستبدل مصطلح الصراع العربي الإسرائيلي بمصطلح الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والآن أصبح الأمر برمته مسألة فلسطينية وطبعا نحن بارعون في الرياضيات وحل المعضلات!!.
يقول الرجل أنه في بداية الستينات اتصل الرئيس الأمريكي جون كينيدي بالرئيس المصري جمال عبد الناصر طالبا منه تأسيس كيان أو منظمة تكون مهمتها تمثيل الشعب الفلسطيني فكان تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية ثم تطور الأمر وصولا لقرار القمة العربية التي عقدت في الرباط عاصمة المغرب سنة 1974 باعتبار المنظمة الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني وكان هذا تمهيدا لكل ما جرى بعد ذلك انتهاء باتفاق أوسلو الذي اعترفت فيه المنظمة بالكيان اليهودي ليشكل هذا مقدمة لاعتراف دول العالم بهذا الكيان الغاصب.
الاعتراف العربي بالمنظمة العرفاتية لم يكن تكريما (للمناضل الكبير) ولا اعترافا بفضله بل تخلصا من أعباء القضية التي جرى اختزالها لدى من قدم له تلك الهدية المسمومة وحصر دورهم في تمويل الحركة وحتى هذا التمويل جرى اختزاله وإيقافه وفقا لتعليمات الكيان الغاصب!!.
كما جرى ترويج مصطلح (لن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين) وهذا يشير لأن المطلوب من ياسر عرفات هو فتح الباب أمام الاعتراف الدولي بالكيان.
من وجهة نظرنا فالعبء الملقى على الفلسطينيين لا يزيد كثيرا عن ذلك الملقى على سائر العرب والمسلمين عدا أنهم يقفون على خط التماس مع كهنة المشروع اليهودي الكوني ولو افترضنا أنهم باعوا القضية برمتها أو جرى إبادتهم والعياذ بالله فستبقى المواجهة مع الكيان سارية وممتدة إلى أن يحسم الأمر.
ولأننا ومنذ أمد بعيد لم نعد نؤمن بوجود ما يسمى (أمة عربية) يتحدث باسمها أبو الغيط وقبله بلبل العربي فلا أحد يعول عليهم أو على بياناتهم الباهتة التي تثير القرف والاشمئزاز.
الشاهد أن استبعاد الاستكبار العالمي للأمة الإسلامية من مسئولية مواجهة الصهيونية وتكليف الأمة العربية ذات القومية العدمية والشخصية الشبحية كان خدعة من العيار الثقيل أسوء بكثير من خدعة سايكس بيكو كما كان من أهم أسباب وصول الصهاينة إلى هذه الدرجة من العلو والتجبر في الأرض ومسارعة الكيانات الكرتونية العربية للتطبيع مع الكيان.
هكذا خدعنا وما زلنا نتعرض للخداع وما زالت تلك الزعامات الوهمية التي ترفع شعار القومية العربية تجثم على أنفاسنا وتسد مسامعنا وتمنعنا من رؤية الحقائق كما هي.
دكتور أحمد راسم النفيس
25/04/2021