مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: ابن سلمان وأحاديث الآحاد والعرباض بن سارية والخلفاء الراشدين!!

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: ابن سلمان وأحاديث الآحاد والعرباض بن سارية والخلفاء الراشدين!!

أزعم أنني من أوائل المعاصرين ممن تصدوا لهمروجة تقديس المقدَسَين البخاري ومسلم وقد نالني بسبب ذلك ما نالني إلا أنني أؤكد ألا علاقة لي من قريب أو بعيد بما أعلنه مؤخرا ابن سلمان من إسقاط حجية روايات الآحاد.

منطلقاتنا تختلف كليا عن منطلقات مبس كما عن منطلقات (التنويريين التهيسيين) الذين هللوا فرحا لتصريحات ذلك الصبي.

الله تبارك وتعالى أنزل قرآنا يتلى إلى قيام الساعة (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) الأنعام 153.

والثابت أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد بين للناس سبيل الرشاد وأوضح لهم الصراط المستقيم (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ * بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) النحل 43-44.

لم يكن المسلمون إذا بحاجة إلى طبقة وسيطة أو أولياء أمر مخترعين يشكلون ملامح هذا الدين أولئك الذين يسمون أنفسهم أهل الحديث.

رواية وصية الغدير ليست رواية آحاد فهي رواية متواترة ذكرت في يوم مبارك معلوم حيث أوصى فيها رسول الله ص باتباع الثقلين الكتاب والعترة الطاهرة ومن ثم فإن ما زعمه البعض من اعتماد الدين على هذه الفئة وما نقلته من روايات هو خرافة يتعين علينا أن نتحرر منها.

ابن سلمان وروايات الآحاد

عندما كتبنا كتابنا بيت العنكبوت كنا نهدف لتفكيك أحدى أخطر وأهم تلك الأساطير وهي أسطورة علم الحديث الذي (سبقت به أمتنا العالم) كما يزعم أولئك الذين حملوا أسفارا ثم لم يحملوها، بل إثبات زيف ادعائهم.

لم نقل يوما أن كل ما رواه البخاري وغيره كذب محض وكانت غايتنا إثبات أن من أراد الحق والهداية فليس له إلا أن يلجأ إلى حصن أهل البيت فهم الحصن الحصين للإسلام والمسلمين.

أما أن يهلل البعض لما قاله ابن سلمان ويرى كلامه فتحا مبينا فلا يعدو كونه أحد الطبالين الباحثين عن منفعة الدنيا.

على أي أساس بني معتقد (الخلافة الراشدة) الذي يتبناه كثير من المسلمين؟!.

إنها رواية آحاد رواها شخص اسمه العرباض بن سارية الأموي انتماء بحكم إقامته في حمص في كنف ابن آكلة الأكباد!!.

الرواية لأحمد بن حنبل في مسنده: أحمد في مسنده : حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا ثور، حدثنا خالد بن معدان، حدثني عبد الرحمن بن عمرو السلمي، وحجر بن حجر، قالا: أتينا العرباض بن سارية وقلنا: أتيناك زائرين وعائدين ومقتبسين. فقال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ذات يوم، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقيل: يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودع، فماذا تعهد إلينا؟ قال: أوصيكم بتقوى الله ، والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا. فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ. وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة.
ورغم قوله (علينا) فإن أحدا غيره لم يشاركه في نقل هذا الوصية الهامة التي تتناقض مع وصيته صلى الله عليه وآله وسلم باتباع الكتاب والعترة.

حديث الثقلين ذكر في اجتماع جماهيري حاشد يوم غدير خم ونقله عن رسول الله عشرات الصحابة لكنه ترك وأهمل لصالح رواية العرباض التي لم يذكرها ولم يؤيدها أحد سواه.

ترى هل ما ذكره ابن سلمان يعني اعترافا بحق أهل البيت وإقرارا بمكانتهم؟!.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏02‏/05‏/2021

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى