
دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: كلية طب النصابين وطاعون الست أنس!!
دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: كلية طب النصابين وطاعون الست أنس!!
ليس هناك أمة في الشرق ولا في الغرب تخلو من الدجالين والنصابين الذين لا هم لهم إلآ تحقيق الأرباح والمكاسب وليحترق العالم بعد ذلك وليذهب الكل إلى حيث ألقت!!.
يزعم هؤلاء الدجالون أنهم يمتلكون الدواء الشافي لكل العلل والأمراض السياسية والاجتماعية والأخلاقية وطبعا الاقتصادية رغم أنهم كانوا ولا زالوا ركنا ركينا من أركان شتى صنوف الفساد!!.
الآن ترى هؤلاء الدجاجلة وقد انقسموا إلى فريقين حيث يخوضون المنافسة على طريقة رابح رابح والمهم أن يقتنع دافعوا التذاكر أن ثمة مباراة حقيقية مليئة بالإثارة والتشويق بين دعاة التجديد والإصلاح الديني والتقليديين الذين يدعون الدفاع عن الدين وثوابت الأمة ووو!!.
أخطر هؤلاء النصابين أولئك الذين يزعمون الدفاع عن القرآن والسنة بينما يقول الواقع أنهم ليسوا إلا مطايا في الحظيرة الملكية الوهابية!!.
الجماعة بارعون للغاية في فنون النحنحة والشحتفة: اللهم عليك باليهود ومن عاونهم! الله أهلك الشيعة وجفف الدماء من عروقهم اللهم أحصهم عددا وأهلكهم بددا ولا تبق منهم أحدا!!.
يبدو الآن وكأننا نحتاج لصرخاتهم المدوية في مواجهة سد النهضة إلا أن هذا لا يمنع من البحث عن كبش فداء والتضحية به من أجل بقاء مياه النيل في مجاريها خاصة تلك التي تسقى حدائق قصورهم وإن لم يجدوا الست أنس شخصيا (عروس النيل) فهناك الكثير على شاكلتها!!.
يروي ابن إياس الحنفي في كتابه بدائع الزهور في وقائع الدهور في أحداث سنة 925 هـ (أثناء العصر العثماني الميمون): ثم إن النيل استمر في التوقف ولم يزد شيئا فأمر ملك الأمراء (خائن بك أو خاير بيك) بإبطال المحرمات من النبيذ والحشيش والبوزة ومنع بنات الخطا من عمل الفواحش ثم إن الوالي قبض على امرأة يقال لها (أنس) وكانت ساكنة في الأزبكية تجمع عندها بنات الخطا الذين يعملون الفاحشة وكان عليها مبلغ مقرر ترده في كل شهر للوالي وكان أمرها مشهورا فرسم ملك الأمراء بتغريقها هي وامرأة أخرى يقال لها بدرية كانت ماشية على طريقة أنس هذه فلما قبض الوالي على أنس توجه بها إلى عند قصر العيني الذي في المنشية وغرقها هناك بعد العصر فاجتمع الجمع الغفير من الناس بسبب الفرجة عليها وكان يوما مشهودا فغرقت على النداء والإجهار وأراح الله تعالى المسلمين منها وطهرت الأرض منها…. والله أكبر ولله الحمد!!.
وفي يوم الجمعة رابع الشهر صلى ملك الأمراء صلاة الجمعة بالقلعة ثم نزل إلى المقياس وقرأ هناك ختمة ومد للفقراء حفلة ولكن النيل لم يزد شيئا.
ولما زاد النيل رجع كل شيء على حاله وسبب ذلك أن العثمانية تعصبوا في ذلك لأن أكثرهم كان يبيع البوزة في الدكاكين ورسم ملك الأمراء أن أولاد المرأة أنس التي غرقوها لا يعارضون فيما يفعلونه من أمر بنات الخطا كما كانت تفعل أمهم أنس!!. ص 304 – 305.
أعتقد أن الآن هناك فرصة تاريخية ليظهروا كرامتهم!!.
دكتور أحمد راسم النفيس
05/06/2021