مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: شيعة وسنة وصهيوني معتدل!!

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: شيعة وسنة وصهيوني معتدل!!

الآن يتداول البسطاء تقريرا يزعم أن ثمة حرب ضارية توشك أن تندلع بين (السنة والشيعة) وأن هذه الحرب ستؤدي إلى كذا وكذا!!.

قبل عقدين من الزمان قلت علنا أنه لا وجود لعنوان اسمه أهل السنة منوها لأن الانقسام الحقيقي هو بين الشيعة والوهابية!!.

القصة شُرحت مرارا وتكرارا على لساني ولسان غيري فالصراع الأساس مع الجماعات التكفيرية الوهابية وكذا الإخوانية الذين جرى استنفارهم لذبح الشيعة وقتلهم كما في سوريا والعراق واليمن.

الحرب (السنية الشيعية) المزعومة أو (الحرب الوهابية الشيعية) اندلعت بالفعل وتكاد نتائجها تحسم الآن في اليمن ولم يعد هنالك فرصة لإعادتها اللهم إلا مناوشات هنا أو هناك وبعض العمليات الإرهابية المتناثرة سيارة مفخخة أو عبوة ناسفة ولم يعد ممكنا إعادة تحشيد مئات الآلاف كما كان الأمر قبل عشرة أعوام.

وبسبب تلك الهزائم الكارثية التي لحقت بجحافل الوهابية المجحفلة لم يعد الرهان على دورهم رهانا مستقبليا خاصة بعد هزيمتهم الوشيكة في اليمن التي ستستحق لقب أم الهزائم.

لا يعني هذا أنه سيجري تسريح تلك الكتائب الإجرامية تسريحا تاما بل سيتم توسيع الخيارات والآليات وصولا لنفس النتيجة وهي إضعاف خيارات الطرف المستهدف وإرباكها خاصة مع بزوغ نجم (الإبراهيمية الجديدة) وأقانيمها الثلاثة (اليهودية والمسيحية والإسلام.. دين واحد آمين)!!.

المعنى أن المواجهة العسكرية قد توقفت (الجهاد الأصغر) وتفرغ هؤلاء لمعركة الوعي (الجهاد الأكبر) التي خسر فيها المنتصرون أغلب ما حققوه في ساحات القتال.

الرهان على سذاجة الشيعة رافعي شعار (لا مساس)!!.

من الأساس يعرف الطرف المقابل أن الشيعة ليسوا صفا واحدا وأن ثمة انقسامات وتباينات يصفها البعض بالتعددية ونراها نحن تباينا في المصالح بين من يعتقدون بأهمية التعاون مع الغرب ويمنحون هذا التعاون الأولوية وبين دعاة التعاون مع إيران والاصطفاف والوحدة الإسلامية.

كما يعرف هؤلاء أن خوض معارك الفكر ليس ضمن أولويات المرجعية التقليدية وربما كان العكس هو الصحيح!!.

يعرف الطرف الآخر أن كثيرا من الشيعة يندفعون خلف عواطفهم وأن كثيرا منهم يطرب لمن يدغدغ مشاعرهم، تارة يذم صلاح الدين الأيوبي ويصفه بالمجرم قبل أن ينهي خطابه المتهود بنفي وجود المسجد الأقصى ومن ثم نفي الإسراء إليه (من المسجد الحرام) ولا بأس أن يهدهد ضمائرهم بالإشادة بالفاطميين، كما بعبقرية الحاكم بأمر الله!!.

هكذا تتشكل القاعدة الفكرية للديانة الجديدة ضربة هناك وأخرى هنا تجتث وجودك من الأساس!!، أما الشعار فلا مساس!!.

الرجل وُضع له هدفان: الأول هو تمهيد الأرض للديانة الجديدة عبر إبراز (المشتركات المفترضة) ونفي التناقضات القائمة وحل الخلافات عبر ضرب الأساسات، والثاني سحب البساط من تحت أقدام من يعتقدون أن ما ارتكبه صلاح الدين ليس مجرد جريمة إبادة عادية بل إبادة حضارية وخيانة للأمة وأن الإدانة ليست موجهة فقط لمن قتل بل لكل من بارك هذا الإجرام من يومها وإلى الآن.

إنها معركة العقول، معركة استلاب الوعي التي تشنها نفس الجهات التي ساندت الدواعش ماليا وتسليحيا واستخباريا وهي الآن تستخدم أساليب الحرب الناعمة وقد حققت نتائج كبيرة بالفعل ليس بسبب فرط ذكائهم بل لفرط جمود الآخرين وخوفهم على مصالحهم.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏13‏/12‏/2021

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى