مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: صلاح الدين الأيوبي الأب المؤسس للاستيطان اليهودي في فلسطين!!!

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: صلاح الدين الأيوبي الأب المؤسس للاستيطان اليهودي في فلسطين!!!

 

يوم الخميس 23-12-2010 عقدت ندوة في المجلس الأعلى للثقافة تناولت تاريخ الدولة الفاطمية وكان أحد المتحدثين هو الأستاذ الدكتور محمود إسماعيل أستاذ التاريخ الإسلامي في جامعة عين شمس الذي أدان الجرائم التي ارتكبها يوسف بن أيوب في حق مصر والدولة الفاطمية.

في اليوم التالي اتصلت بي صحيفة اليوم السابع الالكترونية طالبة مني التعليق على ما ورد في هذه الندوة فقلت لهم أن هذا الرجل لم يسيئ للشيعة فقط بل قام بتدمير مصر وحضارتها.

ما إن نشر التصريح حتى انطلقت حملة من السب والشتم ضد كاتب هذه السطور من دون أن تحاول إدارة الموقع إيقاف هذا السب والقذف العلني ورغم اتصالي بهم هاتفيا إلا أن شيئا لم يتغير وبقيت حملة السب والقذف قائمة على قدم وساق.

ولأننا نواصل البحث والتفتيش في هذه الملفات المطموسة رغم صعوبة هذه المهمة فقد قمنا بنشر بحث على صفحة كاملة في جريدة القاهرة عن العلاقة التأسيسية بين اليهودي ابن ميمون والناصبي ابن تيميه وأن هذه العلاقة التخريبية لم تكن لتتأسس لولا رعاية يوسف بن أيوب لهذا الحاخام اليهودي واحتضانه له رغم أنه مارس أبشع أنواع القمع والتنكيل والذبح والتهجير الجماعي في حق الشيعة المصريين.

تذكر المصادر التاريخية والنقل عن كتاب (القدس في العصر المملوكي) ومؤلفه الدكتور علي السيد علي: وبفتح صلاح الدين للقدس عام 583هـ 11187 بدأت فترة جديدة لليهود في المدينة فقد رفع حظر سكنى اليهود في فلسطين والقدس حيث أخذ اليهود في العودة من مخابئهم إلى فلسطين ابتداء من سنة 590هـ 1190م حيث أعلن السلطان السماح لليهود بالعودة إلى بيت المقدس.

وتشير بعض المراجع إلى تدفق أعداد من اليهود على بيت المقدس سواء من المدن التي خضعت للحكم الإسلامي أو من أوربا حيث وفد إليها اليهود المغاربة سنة 1198مـ كما أتت إليها أعداد من اليهود من فرنسا وألمانيا وفي سنة 1215 وصل اليهودي صموئيل بن سيمون وذكر أن أكثر من 300 من الربابنة من جنوب انجلترا وفرنسا.

لاحظ أنها هجرات أجنبية أوربية وأن هؤلاء ليسوا فلسطينيين.

ويؤكد الشاعر اليهودي الإسباني يهوذا الحرزي الذي زار بيت المقدس سنة 1216 أن فتح صلاح الدين الأيوبي للقدس أعقبه هجرة عدد كبير من اليهود إليها وأن صلاح الدين نفسه لم يمنعهم من الإقامة فيها.

وخلال سنوات قليلة من حكم صلاح الدين أعيد المجتمع اليهودي في القدس وتجمع اليهود من كل صوب وحدب عائدين إلى المدينة كما أتى عدد كبير من علماء اليهود وربانيهم وذكر المؤرخون اليهود أن الملك العادل أخا صلاح الدين استقبل الوافدين اليهود وسمح لهم ببناء المدارس ودور العبادة وكان على رأس المجتمع اليهودي في تلك الفترة الرابيان الفرنسيان شمشون بن إبراهيم الشنازي ويوناثان اللونلي كما استمرت هجرة اليهود طوال عصر صلاح الدين وأسرته من بعده. ص101.

استلم يوسف ابن أيوب الحكم في مصر في النصف الثاني من القرن الهجري أي أن أكثر من 550 عاما مرت على هذا البلد لم يحدث أن اجترأ أحد على ما قام به من هدم للأهرامات من أجل استخدام أحجارها في بناء قلعة الجبل المعروفة الآن بقلعة محمد علي!!.

هدم الأهرامات وإغلاق الأزهر

لا نرى فارقا كبيرا بين الأيوبي يوسف وجماعات الطالبان التي قامت بهدم تماثيل بوذا بالديناميت والحمد لله أن صاحبنا ولد ومات قبل اكتشاف المتفجرات والأسلحة الكيماوية وبقية أسلحة الدمار الشامل حيث يروي المقريزي في خططه ما فعله هؤلاء الحمقى بآثار مصر فيقول:

(اعلم أن الأهرام كانت بأرض مصر كثيرة جدا منها بناحية بوصير شيء كثير بعضها كبار وبعضها صغار وبعضها طين ولبن وأكثرها حجر وبعضها مدرج وأكثرها مخروط أملس وقد كان منها بالجيزة تجاه مدينة مصر عدة كثيرة كلها صغار هدمت في أيام السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب على يد قراقوش وبنى بها قلعة الجبل والسور المحيطة بالقاهرة والقناطر التي بالجيزة) ج1 ص 180.

أما عن سبب شروعه في بناء قلعة الجبل (القلعة الآن) فهو ما ذكره المقريزي (وكان سبب بنائها أن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب لما أزال الدولة الفاطمية من مصر واستبد بالأمر لم يزل يخاف على نفسه من شيعة الخلفاء الفاطميين بمصر ومن الملك العادل نور الدين زنكي سلطان الشام فأحب أن يجعل لنفسه معقلا في مصر فأمر بإنشاء القلعة  وأقام على عمارتها بهاء الدين قراقوش الأسدي فشرع في بنائها وبنى سور القاهرة وهدم ما هنالك من المساجد وأزال القبور وهدم الأهرام الصغار التي كانت بالجيزة تجاه مصر وكانت كثيرة العدد ثم مات قبل أن يتم البناء) المقريزي ج3 ص 330.

الجاهل ابن الجاهل يكمل ما بدأه أبوه.

قال المقريزي (وجاء رجل جاهل أعجمي فخيل إلى الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين يوسف أن الهرم الصغير تحته مطلب أي كنز فأخرج إليه الحجارين وأكثر العسكر وأخذوا في هدمه وأقاموا على ذلك شهورا ثم تركوه عن عجز وخسران مبين في المال والعقل ومن يرى حجارة الهرم يقول أنه قد استوصل الهرم ومن يرى الهرم لا يجد به إلا تشعيثا يسيرا وقد أشرفت على الحجارين فقلت لمقدمهم هل تقدرون على إعادته فقالوا لو بذل السلطان لنا عن كل حجر ألف دينار لم يمكنا ذلك) ص 185.

وقد ذكر المقريزي (أن عدد أهرامات مصر كانت ثمانية عشر هرما منها تجاه الفسطاط ثلاثة) ص192.

حامي حمى السنة يمنع صلاة الجمعة في الجامع الأزهر!!.

شرع الخليفة الفاطمي المعز لدين الله في بناء هذا المسجد في جمادى الأولى عام تسع وخمسين وثلاثمائة للهجرة وفرغ من بنائه عام واحد وستين وثلاثمائة للهجرة وصليت فيه أول صلاة جمعة في شهر رمضان لسبع خلون منه سنة 561 وفي سنة 378 سأل الوزير يعقوب بن يوسف بن كلس الخليفة العزيز بالله في صلة رزق جماعة من الفقهاء فأطلق لهم ما يكفي كل واحد منهم من الرزق الناض وأمر لهم بشراء دار وبنائها فبنيت بجانب الجامع الأزهر فإذا كان يوم الجمعة حضروا إلى الجامع وتحلقوا فيه بعد الصلاة إلى أن تصلى العصر وكان لهم أيضا من مال الوزير صلة في كل سنة ثم قام الحاكم بأمر الله بتجديد المسجد ووقف عليه وعلى جامع المقس والجامع الحاكمي ودار العلم رباعا بمصر وكتب بذلك كتابا أشهد عليه الفقهاء. المقريزي ج4 ص50.

ثم يذكر المقريزي أن السلطان صلاح الدين استولى على ما بالجامع الأزهر من فضة قدر ثمنها بخمسة آلاف درهم ثم استولى على كل ما وقعت عليه يداه من فضة في بقية المساجد وبقي المسجد الأزهر معطلا لا تقام فيه صلاة الجمعة مائة عام (ولا تلقى فيه دروس العلم من باب أولى) حتى أعادها الملك الظاهر بيبرس.

وانقطعت الخطبة من الأزهر لما استبد السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب بالسلطنة فإنه قلد وظيفة القضاء لقاضي القضاة صدر الدين عبد الملك بن درباس فعمل بمقتضى مذهبه وهو امتناع إقامة الخطبتين للجمعة في بلد واحد كما هو مذهب الإمام الشافعي فأبطل الخطبة من الجامع الأزهر وأقر الخطبة بالجامع الحاكمي.‏

فلم يزل الجامع الأزهر معطلًا من إقامة الجمعة فيه مائة عام منذ استولى صلاح الدين يوسف بن أيوب إلى أن أعيدت الخطبة في أيام الملك الظاهر بيبرس كما تقدم ذكره‏.‏

دكتور أحمد راسم النفيس

‏27‏/12‏/2010

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى