مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: رجال المهدي أبناء النور والزمن الآتي!!

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: رجال المهدي أبناء النور والزمن الآتي!!

حالة من التخبط يعيشها (الناطقون باسم الإسلام) فيما يتعلق بالقضية المهدوية.

المهدي المنتظر عند هؤلاء مجرد شخص يمتد نسبه لأهل البيت ع ويمتلك قدرات خارقة سيأتي ليملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا.

لا بأس بعد ذلك ببعض الحشو الكلامي عن الجوع والفتن والاضطرابات التي تسبق ظهوره رغم أن العالم كله شهد العديد من الفتن والمجاعات والحروب العالمية والموت الجماعي ولم يظهر المهدي المنتظر إثر ذلك!!.

الأمر ذاته ينطبق على ما يسمى (صاحب مصر) الذي جرى تسليط الضوء عليه في الآونة الأخيرة وأيضا خارج أي سياق متخيل!!.

ما نعرفه أن الممهدين رجال المهدي هم أبناء النور ومنهم الحاج قاسم سليمان حسبما وصفهم ألكسندر دوجين: “إنه كان ابن النور وإن سفك دماء هذا البطل الحقيقي العظيم يعكس عداء الدجال لقوى أبناء النور.[1]

يقينا هناك آخرون لا نعرف الكثير عنهم ولا عن أسمائهم أو أماكنهم لكننا نرى آثارهم وربما نسمع خطو أقدامهم ووجيف قلوب الخائفين منهم إلا أننا لا نعرف الكثير عنهم فهم الأخفياء الأتقياء الذين حضروا لم يعرفوا وإذا غابوا لم يفتقدوا!!.

لا نعني بالسياق تلك التطورات التي تمر بها هذه الدولة أو تلك بل بالتطور  الحادث في العالم الإسلامي بأسره المعني الأول بالظهور المهدوي.

يصف القرآن الكريم مشهد توجه نبي الله موسى ع إلى فرعون جيث لم يكن هناك ما يشير إلى امتلاكه سلام الله عليه قوة خارقة (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ * أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ * فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ * فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ * فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ * فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآَخِرِينَ) الزخرف 51-56.

المشهد ذاته مصحوبا بتفسيره يرويه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام (وَلَقَدْ دَخَلَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَمَعَهُ أَخُوهُ هَارُونُ (عليه السلام) عَلَى فِرْعَوْنَ وَعَلَيْهِمَا مَدَارِعُ الصُّوفِ وَبِأَيْدِيهِمَا الْعِصِيُّ فَشَرَطَا لَهُ إِنْ أَسْلَمَ بَقَاءَ مُلْكِهِ وَدَوَامَ عِزِّهِ فَقَالَ أَ لَا تَعْجَبُونَ مِنْ هَذَيْنِ يَشْرِطَانِ لِي دَوَامَ الْعِزِّ وَبَقَاءَ الْمُلْكِ وَهُمَا بِمَا تَرَوْنَ مِنْ حَالِ الْفَقْرِ وَالذُّلِّ فَهَلَّا أُلْقِيَ عَلَيْهِمَا أَسَاوِرَةٌ  مِنْ ذَهَبٍ إِعْظَاماً لِلذَّهَبِ وَجَمْعِهِ وَاحْتِقَاراً لِلصُّوفِ وَلُبْسِهِ وَلَوْ أَرَادَ اللَّهُ على سُبْحَانَهُ لِأَنْبِيَائِهِ حَيْثُ بَعَثَهُمْ أَنْ يَفْتَحَ لَهُمْ كُنُوزَ الذِّهْبَانِ وَمَعَادِنَ الْعِقْيَانِ وَمَغَارِسَ الْجِنَانِ وَأَنْ يَحْشُرَ مَعَهُمْ طُيُورَ السَّمَاءِ وَوُحُوشَ الْأَرَضِينَ لَفَعَلَ وَلَوْ فَعَلَ لَسَقَطَ الْبَلَاءُ وَ بَطَلَ الْجَزَاءُ).

من وجهة نظرنا فالحديث عن مهدي منتظر يملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت  ظلما وجورا يحتاج منا أن نعرف من ملأها ظلما وجورا وفسادا وانحرافا، إذ لا يمكن توجيه الاتهام إلى مجهول أو نلقي المسئولية على عاتق الصدف والظروف ومن باب أولى على عاتق العدو الخارجي كما يروج أتباع الدجال الأموي المتربعون على عرش الفكر السياسي في عالمنا المسمى بالإسلامي.

هذا ما نسميه بالسياق!!.

من يتحمل مسئولية إلقائنا في مزبلة التاريخ ومن الذي بدل نعمة الله كفرا وأحلنا دار البوار؟!.

الحديث إذا عن مهدي منتظر يملأ الأرض عدلا وقسطا وعن قدرات خارقة أو عن عصا تضرب البحر لينفلق ويصبح كل فرق كالطود العظيم يحتاج منا أن نعرف من الصديق ومن العدو ومن الظالم ومن المظلوم الذي ينتظر يوم العدل الموعود.

عندما ذهب موسى إلى فرعون لم يكن باديا عليه ملامح القوة الخارقة للدرجة التي جعلت فرعون ينظر إليه نظرة ازدراء واحتقار كما هو واضح ومبين في الآيات والأمر ذاته ينطبق على الإمام المهدي عليه السلام وكذا على أتباعه والممهدين لأمره فلا يعرفهم إلا المنتظرون لأمرهم السائرون على نهجهم ولو استضعغهم المستكبرون واستطالوا عليهم.

الوصول إلى مرحلة الظهور المهدوي يتطلب من المنتظرين لأمره معرفة ماذا ينتظرون كما إعادة تصوير المسار ومعرفة من الذي ملأ الأرض جورا وظلما؟!.

ليس فقط من ينتظرون ولكن ماذا ينتظرون وماذا يرفضون!!!.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏21‏/01‏/2023

[1] https://iranwire.com/ar/news/82560/

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى