مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: الحرب وتوابعها التي ستغير وجه العالم!!

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: الحرب وتوابعها التي ستغير وجه العالم!!

يتحدث الناس الآن عن الزلزال الذي تعرضت له تركيا وسوريا وعن أسبابه وتوابعه، ويتحدثون أيضا عن حرب تلوح دويلات الخليج بشنها على الجارة إيران مستعينة بالشيطان الأمريكي الأكبر وهم يحشدون لها كل ما لديهم من إمكانات!!.

يعرف هؤلاء أن الحرب ليست مجرد نزهة يكلل في نهايتها البطل أو الزعيم صاحب النصر ولابس العقال بأكاليل الغار والفخار بل سيكون لها توابع وآثار وستكلف أثمانا باهظة يتعين حسابها جيدا قبل الإقدام على مثل هذا العمل.

يعرف ملوك هذه المنطقة ورؤسائها أن هكذا حرب لن تكون زوبعة في فنجان ولن يتمكنوا من حصر آثارها ببساطة ودونكم حرب اليمن التي لم تنته بصورة تامة حتى الآن وما حرب صدام حسين منكم ببعيد.

حكمة بالغة فما تغني النذر!!.

انظروا إلى الآثار والنتائج التي نجمت عن حرب صدام حسين العدوانية التي شنها على إيران ودامت ثمانية أعوام فالمنطقة قد تغيرت ملامحها بالفعل ولكن ليس لصالح من بدأها ولم يعد ممكنا استعادة الهيمنة الكاملة عليها من قبل أتباع الولايات المتحدة ويكفي أن نشير إلى أن العراق الذي استخدم كأداة لتدمير إيران الشيعية أصبح أحد أهم حلفائها والأقرب إليها في المنطقة كما أن الدول الراعية للهمجي صدام حسين تستعين بوساطة هذا البلد أي أنه أصبح دولة ذات علاقة وثيقة مع الجمهورية الإسلامية مسموعة الصوت لديها وهم في حاجة ماسة إليها!.

الحرب وفجائعها وجرائمها ليست قابلة للكتمان والإخفاء وحتما ستؤدي مثل هذه الأفعال لنتائج عكسية حيث تتآكل سمعة المعتدين وشرعيتهم تدريجيا كما أن الخسائر التي ستلحق بهم ستقود حتما إلى تخلي الداعمين عن دعمهم وفي النهاية سيخسرون كل شيء.

الحروب ليست اختراعا من نتاج العصر الحديث فالنظام العالمي القديم الذي أنتج تلك المنطومة السياسية والجغرافية التي تمخض عنها سلسلة من الغزوات والهجمات وعمليات الإبادة التي أطاحت بدول وكيانات حضارية واستبدلتها بكيانات أغلبها ليست طبيعية وخير مثال على ذلك تلك الدول التي تتقاسم الجزيرة العربية الآن وتشاطئ الخليج الفارسي حيث يقاتل  هؤلاء الآن لتغيير اسمه إلا أن شيئا من هذا لا يغير شيئا من حقيقة هذه الدول ولا يمنحها شرعية تاريخية ولا حتى مستقبلية.

(الشرعيات) التي تتمتع بها هذه الدويلات الصغيرة وحتى كبيرة الحجم موضع تساؤل وهي معرضة للزوال حال إقدامها على دخول حرب كبرى مع إيران ستكون حربا حضارية من العيار الثقيل ولن تتمحور حول بعض الجزر أو حول اسم الخليج وهل هو فارسي أو عربي بل يمكن أن تمثل ثأرا تاريخيا عمره مئات السنين منذ قيام الدولة الأموية وحتى الآن.

نحن لا نهوى القيام بدور الناصح الحكيم فما نقوله ليس مجهولا لدى أحد وهم يعرفون هذا جيدا وربما كان هذا هو سبب التأجيل المتواصل لهذه المغامرة وتهرب الحلفاء الرئيسيين من خوضها عملا بحكمة الإمام علي بن أبي طالب (لَا تُخَاطِرْ بِشَيْ‏ءٍ رَجَاءَ أَكْثَرَ مِنْهُ)!!.

الآن لديهم الكثير ولكنهم قد يفقدون كل شيء إن خاضوا تلك المغامرة الانتحارية.

ولى زمن الغزوات السلجوقية والمغولية والغارات الوهابية الداعشية!!.

ولى زمن هولاكو وجنكيز خان والسفاح سليم وولده اللعين سليمان!!.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏10‏/02‏/2023

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى