مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: السفياني والماسونية واليهودية!!

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: السفياني والماسونية واليهودية!!

هناك حالة خلط بين التعريفات والمفاهيم وتلك الأحداث التي تجري على أرض الواقع حيث يستسهل البعض الحديث عن عنصر واحد كالماسونية ويتجاهلون عمدا أو جهلا بقية العناصر الفاعلة والصانعة للأحداث!!.

مثقفونا يتأففون من الحديث عن الصراع المصيري الدائر بين السفياني والمهدي لأن معدتهم لا تستسيغ الحديث عن عمق الأحداث التي مرت بها أمتنا كما أن الكثير منهم يعتقد أن (اللي فات مات) وتلك فتنة طهر الله منها سيوفنا فلنطهر ألسنتنا منها!!.

كثيرون منهم يهربون من هذا الجدل لأنه أثقل على قلوبهم من الحديث عن الماسونية فهم يعتبرونها تهديدا جديا لا لشيء إلآ لأنها جاءت من الغرب اليهودي وقد رأيت اليوم أحدهم يقدم دليلا على أسطورته بالدور الذي قام به اليهودي عبد الله بن سبأ!!.

ورغم ما كررناه مرارا من أن عبد الله بن سبأ مجرد شخصية وهمية لا وجود لها وأن دوره لا يعدو كونه الراوي المجهول الذي نقل على لسانه وجهة نظر الفريق المضطهد، إلا أن الإصرار والتصميم الذي مارسه أعداء الإمامة من أجل إكمال مخططهم حتى الآن يطرح سؤالا حول ما إذا كان هذا الطرف المتآمر كان مدعوما من اليهود أو من الروم وهو كان عاملا مساعدا في تنفيذ خطتهم التي أنتجت بعد ذلك دولة أموية وعباسية وعثمانية وأخيرا وهابية؟!.

ثابت لدينا أن الفريق الأموي والعباسي كما السلجوقي كان متحالفا مع الاستكبار العالمي بدءا من الإمبراطورية البيزنطية مرورا بمقر البابوية في الفاتيكان الذي وجه وقاد الحملات الصليبية على العالم الإسلامي.

الهمجية الوحشية التي عاشها العالم الإسلامي في قبضة الأمويين ومن جاء بعدهم هي التي أنتجت لنا نفس الحقبة التي يعيشها العالم الإسلامي الآن وأفقدته أي فرصة للاستقرار ضمن سياسي يحترم جق البشر في الحياة ويحترم آراءهم ومعتقداتهم ويتيح لهم الحق الطبيغي في ممارسة حرية المعتقد وهي ذاتها التي تقول جماعة المثقفين أنها أهداف وغايات ماسونية يهودية استكبارية.

ورغم أن الأمويين ومن بعدهم العباسيين ثم السلاجقة كانوا يحظون بصفة إسلامية وتبدو هجماتهم مستقلة من الناحية الشكلية إلا أن التعاون والتنسيق بينهم وبين مركز الحركة الصليبية في الفاتيكان كان واضحا للعيان خاصة مع الاجتياح السلجوقي لأعداء الإمبراطورية الرومانية ومن ثم يمكننا الزعم أن ركائز المخطط المعادي للمهدوية له مقر قيادة في قلب الغرب الاستكباري وله مقرا قيادة في العالم الإسلامي لا تختلف شيئا عن غرف العمليات التي أنشأها حلف شمال الأطلنطي في تركيا والأردن والتي تسمى بالموك والموم.

السؤال هو: هل غرف العمليات هذه التي تأسست في بلدان يقولون أنها إسلامية كانت فقط تحارب النظام السوري والعراقي أم أنها كانت تحارب الإمام المهدي المنتظر عسكريا وفكريا؟!.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏12‏/02‏/2023

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى