مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: معركة مسلسل معاوية والصراع الفكري والثقافي

معركة مسلسل معاوية والصراع الفكري والثقافي

قبل 18 عاما وتحديدا عام 2005 عثرت على كتاب تاريخنا المفترى عليه لمؤلفه الشيخ يوسف القرضاوي الذي استمات فيه لتبييض صورة ابن آكلة الأكباد مستعينا بكل أسلحة التبرير من أجل تنفيذ هذه المهمة العسيرة.

كانت ردة فعلي (المنفردة) هي كتاب (القرضاوي: وكيل الله أم وكيل بني أمية) الذي أثار ردة فعل غاضبة من الشيخ وحوارييه من ناحية ومن ناحية أخرى كان هناك امتعاض من قبل أصدقائنا وكانت وجهة نظرهم (ليس هذا وقته يا أخي!!).

كانت إحدى بركات التحفظ الشيعي على الكتاب أن الناشر اللبناني توقف عن طباعته!!.

الذي أعرفه جيدا أن الكتابة عن مثالب بني أمية عامة وابن آكلة الأكباد خاصة سهلة للغاية فالمخازي وفيرة وقد امتلأت كتب التراث بالروائح والفضائح التي تزكم الأنوف ولا يحتاج الكاتب لبذل جهد غير عادي في العثور عليها وجمعها في كتاب!!.

الغريب أن غضب الشيخ القرضاوي انصب على العنوان مستنكرا وصفه (بوكيل بني أمية) وشريطه المذاع يحوي هذا الاستنكار الغاضب!!.

لم يكن ابن آكلة الأكباد شيطانا عاديا فهو لا يقل سوءا عن إبليس الأكبر وهو يشين كل من يدافع عنه ويلصق به كل الجرائم التي ارتكبها ولا أفهم لماذا اعتبر الشيخ القرضاوي أن لقب (وكيل بني أمية) يعد إهانة بالغة لشخصه بينما هو يدافع عنه؟؟!!.

يقول تعالى (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا * وَاسْتغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا * وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا* يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا * هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا) النساء 105-109.

ومعنى لا تكن للخائنين خصيما: أي لا تكون مخاصما ومدافعا عنهم!!.

لا يمكن لمسلم نزيه وصادق أن يكون وكيلا لبني أمية!!.

الآن وفي ظل هذه الأجواء الساخنة بعد تراجع المشروع الوهابي بشقه الإخواني والقاعدي يعتقد مدير إدارة عموم الوهابية بضرورة إعادة تحسين  الصورة الأموية وإبقائها وهاجة (؟!) في قلوب التكفيريين الانتحاريين ضمن خطة مواجهة المهدوية ودعاتها فكان ذلك المسلسل البائس الذي نعتقد أنه لن يجدي نفعا بل وربما تأتي النتيجة بخلاف بؤس رجائهم  وهو الأرجح عندي.

(مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ) إبراهيم 18.

يبقى السؤال: لماذا لم يعد الناشر طباعة كتاب (القرضاوي وكيل الله أم وكيل بني أمية) رغم الحاجة الماسة إليه الآن.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏24‏/02‏/2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى