
دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: الإمام السجاد والمهدي المنتظر
دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: الإمام السجاد والمهدي المنتظر
عاش الإمام السجاد علي بن الحسين عليه السلام في الفترة من عام 35 إلى عام 95 هجرية وهو الرابع من أئمة أهل بيت النبوة عليهم السلام حيث كان غلاما صغير السن أثناء ملحمة كربلاء وهو الوحيد الذي نجا من المجزرة الجماعية التي تعرضت لها العترة النبوية الطاهرة.
الصحيفة السجادية أو مجموع أدعية الإمام السجاد هي أحد أهم آثاره وقد توارثها أهل البيت وشيعتهم مكتوبة كابرا عن كابر وليس عن طريق الرواية والنقل الشفوي.
الصحيفة السجادية مروية بإسنادها في صدر النسخة المطبوعة:
حدثنا الشريف أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن ابن الحسن بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال: حدثنا عبد الله بن عمر بن خطاب الزيات سنة خمس وستين ومائتين، قال: حدثني خالي علي بن النعمان الاعلم قال: حدثني عمير بن متوكل الثقفي البلخي، عن أبيه متوكل بن هارون قال: لقيت يحيى بن زيد بن علي عليه السلام وهو متوجه إلى خراسان، فسلمت عليه فقال لي: من أين أقبلت؟ قلت: من الحج.
فسألني عن أهله وبني عمه بالمدينة، وأحفى السؤال عن جعفر بن محمد عليه السلام، فأخبرته بخبره وخبرهم، وحزنهم على أبيه زيد بن علي عليه السلام. فقال لي: قد كان عمي محمد بن علي أشار على أبي بترك الخروج، وعرفه إن هو خرج وفارق المدينة ما يكون إليه مصير أمره، فهل لقيت ابن عمي جعفر بن محمد عليه السلام؟ قلت: نعم. قال: فهل سمعته يذكر شيئا من أمري؟ قلت: نعم. قال: بم ذكرني؟ خبرني. قلت: جعلت فداك ما أحب أن أستقبلك بما سمعته منه. فقال: أبالموت تخوفني؟ هات ما سمعته. فقلت: سمعته يقول: إنك تقتل وتصلب كما قتل أبوك وصلب. “فتغير وجهه” وقال: “يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب” يا متوكل إن الله عزوجل، أيد هذا الامر بنا، وجعل لنا العلم والسيف، فجمعا لنا، وخص بنو عمنا بالعلم وحده. فقلت: جعلت فداك إني رأيت الناس إلى ابن عمك جعفر عليه السلام أميل منهم إليك وإلى أبيك. فقال: إن عمي محمد بن علي، وابنه جعفرا عليهما السلام دعوا الناس إلى الحياة، ونحن دعوناهم إلى الموت. فقلت: يابن رسول الله أهم أعلم أم أنتم؟ فأطرق إلى الارض مليا ثم رفع رأسه. وقال: كلنا له علم غير أنهم يعلمون كلما نعلم، ولا نعلم كلما يعلمون. ثم قال لي: أكتبت من ابن عمي شيئا؟ قلت: نعم. قال: أرينه. فأخرجت إليه وجوها من العلم، وأخرجت له دعاء أملاه علي أبو عبد الله عليه السلام، وحدثني أن أباه محمد بن علي عليهما السلام أملاه عليه، وأخبره أنه من دعاء أبيه علي بن الحسين عليهما السلام من دعاء “الصحيفة الكاملة”. فنظر فيه يحيى حتى أتى على آخره، وقال لي: أتاذن في نسخه؟ فقلت: يابن رسول الله أتستأذن فيما هو عنكم.؟ فقال: أما لأخرجن إليك صحيفة من الدعاء الكامل، مما حفظه أبي عن أبيه، و إن أبي أوصاني بصونها، ومنعها غير أهلها. قال عمير: قال أبي: فقمت إليه، فقبلت رأسه، وقلت له: والله يابن رسول الله إني لادين الله بحبكم وطاعتكم، وإني لارجو أن يسعدني في حياتي ومماتي بولايتكم. فرمى صحيفتي التي دفعتها إليه إلى غلام كان معه، وقال: اكتب هذا الدعاء بخط بين حسن، وأعرضه علي لعلي أحفظه، فإني كنت أطلبه من جعفر حفظه الله فيمنعنيه. قال المتوكل: فندمت على ما فعلت، ولم أدر ما أصنع، ولم يكن أبو عبد الله عليه السلام تقدم إلي ألا أدفعه إلى أحد. ثم دعا بعيبة فاستخرج منها صحيفة مقفلة مختومة، فنظر إلى الخاتم وقبله وبكى، ثم فضه وفتح القفل، ثم نشر الصحيفة ووضعها على عينه، وأمرها على وجهه. وقال: والله يا متوكل لولا ما ذكرت من قول ابن عمي إنني أقتل وأصلب لما دفعتها إليك، ولكنت بها ضنينا ولكني أعلم أن قوله حق، أخذه عن آبائه، وأنه سيصح، فخفت أن يقع مثل هذا العلم إلى بني امية فيكتموه ويدخروه في خزائنهم لانفسهم، فاقبضها واكفنيها وتربص بها، فإذا قضى الله من أمري وأمر هؤلاء القوم ما هو قاض، فهي أمانة لي عندك حتى توصلها إلى ابني عمي محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي عليهما السلام فإنهما القائمان في هذا الامر بعدي. قال المتوكل: فقبضت الصحيفة، فلما قتل يحيى بن زيد صرت إلى المدينة، فلقيت أبا عبد الله عليه السلام فحدثته الحديث عن يحيى، فبكى واشتد وجده به، وقال: رحم الله ابن عمي وألحقه بآبائه وأجداده، والله يا متوكل ما منعني من دفع الدعاء إليه إلا الذي خافه على صحيفة أبيه، وأين الصحيفة؟ فقلت: ها هي. ففتحها، قال: هذا والله خط عمي زيد، ودعاء جدي علي بن الحسين عليهما السلام، ثم قال لابنه: قم يا إسماعيل فأتني بالدعاء الذي أمرتك بحفظه وصونه.
المهم أن الصحيفة قد دونت أسماء أئمة أهل البيت عليهم السلام الذين سبقوا الإمام السجاد ومن سيأتي بعده منهم وصولا للإمام الثاني عشر أي أن معرفة الأئمة سابق على ولادتهم وظهورهم مما يقطع الطريق على من يزعم أن هناك من لفق هذه الأخبار في عصر لاحق لظهورهم.
ولا يفوتنك أولئك الذين يدعون أن الإمام الحسن العسكري كان عقيما لا ينجب!!.
النص: دعاؤه عليه السلام في الاحتراز:
بسم الله الرحمن الرحيم يا أسمع السامعين، يا أبصر الناظرين، يا أسرع الحاسبين، يا أحكم الحاكمين، يا خالق المخلوقين، يا رازق المرزوقين، يا ناصر المنصورين، يا أرحم الراحمين، يا دليل المتحيرين، يا غياث المستغيثين يا مالك يوم الدين أياك نعبد وإياك نستعين، يا صريخ المكروبين، يا مجيب دعوة المضطرين. أنت الله رب العالمين، أنت الله لا إله إلا أنت، الملك الحق المبين، الكبرياء رداؤك. اللهم صل على محمد المصطفى، وعلى علي المرتضى، و فاطمة الزهراء، وخديجة الكبرى، والحسن المجتبى، والحسين الشهيد بكربلاء، وعلي بن الحسين زين العابدين، ومحمد بن علي الباقر، وجعفر بن محمد الصادق، وموسى بن جعفر الكاظم، وعلي ابن موسى الرضا، ومحمد بن علي التقي، وعلي بن محمد النقي، والحسن بن علي العسكري، والحجة القائم المهدي الامام المنتظر صلوات الله عليهم أجمعين. اللهم وال من والاهم، وعاد من عاداهم، وانصر من نصرهم، واخذل من خذلهم، والعن من ظلمهم، وعجل فرج آل محمد، وانصر شيعة آل محمد، وأهلك أعداء آل محمد، وارزقني رؤية قائم آل محمد، واجعلني من أتباعه، وأشياعه، والراضين بفعله، برحمتك يا أرحم الراحمين.
دكتور أحمد راسم النفيس
04/03/2023