
دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: الفنان التائب والماركسي المتحول ورجعة أبي بكر!!
دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: الفنان التائب والماركسي المتحول ورجعة أبي بكر!!
(فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ). (195) آل عمران
إنه قانون العدالة الإلهي الذي لا يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى لا فارق بين ذكر وأنثى ولا بين مشهور ومغمور.
وصف أحد أساتذتنا، (الماركسي المتحول) محمد عمارة بأنه كان عبئا على الشيوعيين ثم أصبح عالة على (الإسلاميين)!!.
(الإسلاميون) ونعني بهم المنتمين للإخوان المسلمين لم يكونوا يوما ما منتجين للفكر لا إبداعا ولا نقدا وهم لا يختلفون كثيرا عن تاجر المواشي الذي أثرى من تجارته فقرر التحول للإنتاج السينمائي وصناعة النجوم!!.
اللغز الذي لم أجد له تفسيرا كيف يمكن لشخص لا ديني أن يصبح منظرا إسلاميا وفيلسوفا يرشد ويقود ويهدي الناس إلى صراط مستقيم بمجرد تطويبه قديسا من قبل الجماعة الوحيدة التي والتي والتي لم تعد!!.
مسلم يشهد ألا لا إله إلا الله يصلي ويصوم ويترك الحرام فهذا أمر طبيعي ولا نملك حق الاعتراض أو حتى الإجابة عما إذا كان سيذهب للجنة أو إلى النار وليس هذا شأننا من الأساس.
لا أومن بإمكانية الطفرة الفكرية ومن باب أولى الطفرة الزمنية التي تقبل بحدوث هذا التحول خلال بضع سنوات يصبح خلالها اللاديني فيلسوفا ومنظرا إسلاميا والترويج لهذه الطفرة وتمثلها في بعض الأشخاص وكأنها معجزة الإسلام القادر على تحويل الملح الأجاج إلى ماء عذب فرات!!.
خلال الفترة السابقة وتزامنا مع بعض الحوادث العادية للغاية مثل حادثة القطة التي اعتلت كتف قارئ التراويح أو ذلك الفنان الذي توفاه الله –نسأل الله لأمواتنا الرحمة والمغفرة- فتدفقت عليه الإشادات والمبالغات ولم يبق إلا اعتباره شهيدا شهيدا!!.
ولا يفوتنك (شبيه أبي بكر القادم من عصر الصحابة) ولم يبق إلا الزعم بأنه من الممهدين للإمام المهدي رغم أن أبا بكر بن أبي قحافة لم يكن يؤمن أو يقر بولاية أهل البيت في الأولى فكيف يقر بولايتهم في الآخرة؟!.
الأمر من وجهة نظري هو محاولة اختلاق كرامات وشد عصب ديني لا يختلف عن ادعاء ظهور العذراء لأسباب لا يعلمها إلا الله والراسخون في علوم التنصت وإدارة الرأي العام!!!.
يبدو واضحا أن التيار الوهابي يعاني مما عانى منه الماركسيون بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وانهيار الاشتغالة التي كانت سبب إيجادهم ولم يعد لهم من خيار سوى ادعاء الكرامات وربما التحول نحو التصوف السلفي!!.
هم في انتظار التعليمات التي لن تأتي أبدا!!!.
دكتور أحمد راسم النفيس
03/05/2023