مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: المنطقة العربية وحتمية ملء فراغ القوة!!

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: المنطقة العربية وحتمية ملء فراغ القوة!!

الحرب توقفت حيثما كانت في اليمن وسوريا والعراق لكنها لم تضع بعد أوزارها حيث اندلعت مجددا في السودان.

من الواضح أن الأمريكي والإسرائيلي يقفان وراء إشعال هذه الحروب رغم أن أغلب القادة العرب كانوا في موقع الاستجابة والتماهي مع رغبات النظام الدولي تجنبا للضغوطات الاقتصادية والسياسية التي يتعرضون لها حال اعتراضهم على مثل هذه المشاريع المتهورة، إلا أن هذا لم يجد نفعا.

حتى شيطان العرب الذي اعتبره البعض صاحب الخطط والمكائد لا يعدو أن يكون منفذا للتعليمات والأوامر دون أن يكون لديه إلمام أو إحاطة بالنتائج والتبعات فهذه الأمور هي في بطن الشاعر الأمريكي الساحر!!.

الحروب ستستمر وإن بأشكال أخرى ليبقى فراغ القوة قائما في المنطقة ولتبقى إسرائيل هي القوة الوحيدة المسيطرة.

ماذا عن الحرب الأهلية في السودان؟!.

وماذا عن استهداف مصر وجيشها ونيلها من وراء هذه الحرب؟!.

وماذا عن بعض الأصوات التي بدأت تسمع مطالبة برفع السلاح داخل مصر وهل يجري التجهيز لقاعدة مقاتلة انطلاقا من سودان الحرب الأهلية الذي ستتمركز فيه مزيد من القواعد الأمريكية والمدربين وأجهزة الرصد وصولا (ربما) لإقامة قواعد جوية لا تختلف عن تلك المتواجدة في سوريا والعراق تحت عنوان محاربة الإرهاب ما إن يبدأ الإرهاب في القيام بوظائفه المرسومة والمخططة.

الهزيمة الثقيلة التي تلقاها المحور الأمريكي في شبه الجزيرة العربية لا تعني إطلاقا أنه قرر إنهاء المواجهة والقبول بتسوية الأمر الواقع ولو كان ذلك ممكنا لسعى لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية لكن ذلك لم يحدث ولن يحدث في القريب العاجل.

الأمريكي يشارك فقط بالتخطيط والإدارة لكن تدبير المقاتلين وتمويلهم ملقى على عاتق شيطان العرب وأقرانه وهم وحدهم من يتحمل التبعات النهائية لفشل هذه الخطط والمشاريع.

الحرب الدائرة الآن في السودان والنتائج الكارثية الناجمة عنها ستصيب أولا وأخيرا مصر ونيلها واستقرارها ومن ثم قلب الإقليم وستنقل السيطرة على البجر الأحمر بصورة نهائية للكيان اليهودي.

في مواجهة هذه الحرب المعلنة أصبح من الحتمي توسيع قاعدة التحالفات والتشابكات التي تدعم موقف مصر وجيشها فقد أثبتت الأيام أننا نواجه تنوعا في التحالفات والمؤامرات المضادة ولم يعد مجديا التعويل على رهان الاستقرار والسكون وحسب.

أثبتت الأيام والتجارب أن الرهان على تحييد الخطط الصهيونية والأمريكية بلا طائل وألا خيار سوى توسيع قاعدة التصدي للمؤامرة التي قطعت أشواطا لا يستهان بها.

رُدُّوا الْحَجَرَ مِنْ حَيْثُ جَاءَ فَإِنَّ الشَّرَّ لَا يَدْفَعُهُ إِلَّا الشَّرُّ. الإمام علي بن أبي طالب ع.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏09‏/06‏/2023

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى