دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: طوفان الأقصى وصراع الحضارات!!
دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: طوفان الأقصى وصراع الحضارات!!
قبل نكبة 1967 كان قطاع غزة تحت الحكم المصري وأذكر وقتها أن اسم الحاكم المصري كان الفريق يوسف العجرودي.
كان قطاع غزة منطقة حرة وكان مصدرا للبضائع المستوردة من الكيان والتي لم تكن متوفرة في الأسواق آنذاك بسبب منع الاستيراد ومن ضمنها النعال البلاستيكية التي تستخدم في دورات المياه والتي حملت أسماء بالغة الغرابة والدلالة في نفس الوقت (زنوبة) و(خدوجة) و(عيوشة)…. والحمار يفهم!!!.
طبعا كانت هذه النعال بهذه الأسماء تأتي من الحمل اليهودي الوديع المسمى إسرائيل!!.
الآن هناك من يتحالف مع اليهود الذين باعوا لنا (نعلا) أسموه (عيوشة) ضد الشيعة لأنهم عثروا في بعض كتبهم على روايات لا تروق لهم!!!.
وبالمناسبة فلا يزال بعض هذه الأسماء مستخدم حتى الآن!!.
ومنذ نكبة 1948 ثم 1967 والقوم يعللون هزيمتهم بالفارق الحضاري الهائل بين العرب واليهود مؤكدين أن هذا الفارق لا يمكن سده أو تجاوزه.
لماذا لم يسع العرب لتقليص هذه الفجوة الحضارية وسد هذه الثغرة الهائلة التي سمحت بالاجتياح الأمريكي للعراق وتربع اليهود على عرش السيادة على المنطقة؟!.
الإجابة الوحيدة: لأنهم يريدون ذلك!!.
هم الذين أشعلوا حرب المذاهب على إيران وتجاهلوا أن البعض ما زال يسمي قبقاب الحمام (زنوبة) حتى الآن وهم الذين أطلقوا العنان لحسان وبرهامي ليتباكوا على عائشة ويتحاهلوا (الزنوبة) لأن أسيادهم اليهود قد وظفوا هذه الأسماء في حربهم القذرة على الإسلام كل الإسلام!!.
شكلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 فرصة تاريخية للإدارة الأمريكية المتصهينة لشن حرب حضارية تهدف لإلحاق العالم الإسلامي بمشروعها الديموقراطي الليبرالي لأن العرب قد ضجوا يالشكوى من نظمهم السياسية وأقصى ما يحلمون به حق التصويت وهو أمر متاح حال قبولهم ببقية الشروط والتي يبدو أنها أصبحت ضمن الممكن حسب تقدير السيد الأمريكي!!.
لم تكن هذه الديموقراطية الممنوحة للعرب دون شروط بل كان هناك عديد الشروط (الليبرالية) منها القبول بالعلو اليهودي المطلق كما القبول بالليبرالية الأخلاقية وحظر التحالف مع إيران يضاف إلى ذلك تحديد مجالات التطور العلمي ليبقى اليهودي وحده على قمة الدنيا!!.
كثيرون رحبوا بالتغيير القادم على صهوة الجواد الأمريكي، بعضهم على طريقة غرقى فما خوفهم من البلل والبعض الآخر لأنه لم يسأل عن الشروط أو المطالب التي ستدفع ثمنا للحرية على الطريقة الأمريكية والموقف كله يتلخص كالآتي:
- سنعطيكم حرية التصويت ولكن عليكم أن تختاروا من يتماهى مع الضوابط التي تمليها أمريكا وإسرائيل.
- سنمنحكم حق التطور الحضاري شريطة أن تبقى إسرائيل وحدها فوق الجميع.
الآن ومن خلال متابعة أداء منظومة المقاومة الإسلامية يمكننا القول أننا سلكنا طريق النهوض الحضاري بالفعل وأننا لسنا مضطرين لتصديق الدعاية الاستحمارية التي تزعم أننا لا نمتلك قدرة النهوض والتطور العلمي أو أننا لا نمتلك جينات العبقرية التي يمتلكها اليهودي بل أننا متخلفون لأن التخلف مفروض علينا!!.
نحن قوم فرض القهر والتخلف علينا وآن الأوان أن نموت كراما أو نحيا كراما دون منة من أحد.
دكتور أحمد راسم النفيس
09/10/2023