دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: بلوغ الأرب في تأديب العرب… من نتنياهو إلى فريدمان!!
دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: بلوغ الأرب في تأديب العرب… من نتنياهو إلى فريدمان!!
العبد يقرع بالعصا والحر تكفيه المقالة!!
صحيح أن العرب جلهم من الصنف الأول –حسب أسيادنا الأمريكان- إلا أن كثرة استخدام العصا والإفراط في قصفهم بالقنابل الفوسفورية والفراغية لم يعد يحدث نفس النتائج التي كانت قبل خمسين سنة من الآن!!.
كتب (توماس فريدمان- أعلى الله مقامه!!) بتاريخ 16-10-23 في جريدة النيويورك تايمز (أن الحركات الإسلامية حماس وداعش والقاعدة والجهاد الإسلامي الفلسطيني وحزب الله والحوثيين لها جذور ثقافية واجتماعية ودينية وسياسية عميقة في مجتمعاتها ولديهم وصول إلى مخزون لا نهائي من الشباب المذلولين، الكثير منهم لم يسبق له العمل أو السلطة أو علاقة عاطفية: انه مزيج قاتل يجعل تجنيدهم للفوضى أمرًا سهلاً. ولهذا السبب، لم يتم القضاء على أي من هذه الحركات “مرة واحدة وإلى الأبد” حتى يومنا هذا لكن يمكن عزل هذه الحركات وتقليصها وتشويه سمعتها وقطع رأسها كما فعلت أمريكا مع داعش والقاعدة وهذا يتطلب الصبر والدقة والكثير من الحلفاء، وبدائل لها مصداقية في المجتمعات التي ينبثق منها هؤلاء الشباب).
ما يقوله (السيد المبجل!!)، مخاطبا أهل الحكمة الأمريكيين من سادات الدنيا أن هؤلاء الشباب مساكين (مذلولين) ,وأنهم يبحثون عن شيء من الكرامة ولو في (صناديق القمامة الدولية) وأن العقل والمنطق يحتمان عدم الاعتماد على العصا وحدها في تأديبهم ولا بأس من منحهم بعض الحوافز وإيجاد بعض البدائل (ذات المصداقية) التي تحفزهم على الانخراط ضمن تيار الإذعان المطلق والكف عن استخدام السلاح –لئلا تكون فتنة- ويكون الدين كله خالصا للأمريكان وشركائهم اليهود!!.
من أين تأتي هذه المصداقية وأنتم وما تعبدون من دون الله ومن يعبدونكم من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون؟!.
إنها الفوقية الأخلاقية والسياسية والمعنوية التي يدعيها هؤلاء القوم لأنفسهم والتي تتيح لهم فرض مقترحاتهم على هؤلاء (المذلولين وقادتهم المخذولين) وحال تسليمهم بهذه الإملاءات سيكون لهم ثمة فرصة لإشباع رغباتهم ومن ضمنها تلك العاطفية!!.
الغريب في الأمر أن الأمريكي ومن قبله البريطاني أمسكوا بالفعل بزمام الأمور في عالمنا الإسلامي منذ قرنين من الزمان ولم يتمكنوا من العثور على هذا البديل الموهوم ذو المصداقية ورغم ذلك فهناك من بيننا من ما زال يصدقهم ويجاريهم في أوهامهم أملا في العثور على هذا البديل!!.
لم تكن أيد الإنجليز بعيدة عن اختراع تلك الحركات ذات الفكر الإسلامي المزيف بل ومنحهم دولا ومنظمات ذات حيثية وإمكانات حيث انقلب بعضها عليهم وما زال البعض الآخر مستخدَما في محاولة للإمساك بزمام الأمور في سوريا والعراق!!.
الشفقة المصطنعة أو القلق الذي يبديه توماس فريدمان من إقدام الكيان الغاصب على اقتحام غزة المدمرة لا ينبع من إيمانه بالإنسانية، إذ لو كان هذا الإيمان حقيقيا لتحدث عن المسلمين بلغة تحوي قدرا من الاحترام ولقام بتوجيه خطابه لقادة المسلمين ولكن ذلك لم يحدث لأنه لا يرى أثرا ولا عينا لهؤلاء وهم مجرد قطعان تحت الوصاية الأبوية الأمريكية واليهودية.
تبا لكم وسحقا!!.
من أنتم لتقرروا نيابة عنا ما يجوز وما لا يجوز!!.
ما قاله فريدمان نموذج للسردية المتداولة في مراكز الفكر والقرار الدولي وتلك إذا كرة خاسرة!!.
دكتور أحمد راسم النفيس
17/10/2023