مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: نتنياهو وحربه اليهودية على المسلمين!!

ما هو موقع الأمة الإسلامية من صراع العقائد في مواجهة اليهود الذين يجزمون بنفي رسالة السماء لمن جاء بعدهم سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين؟!.

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: نتنياهو وحربه اليهودية على المسلمين

وجّه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الجمعة، 3 نوفمبر 2023 رسالة إلى جنوده في غزة اقتبس فيها من التوراة، قال فيها: “أذكر ما فعله بك عماليق”.

وهذه فقرة من سفر التثنية نصها “اُذْكُرْ مَا فَعَلَهُ بِكَ عَمَالِيقُ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِكَ مِنْ مِصْرَ”.

وفي كتاب صموئيل، الفصل 15، تقول الآية 3: “والآن اذهب واضرب العماليق وحرموا كل ما لهم ولا تعفوا عنهم. بل اقتلوا على السواء الرجل والمرأة، الطفل والرضيع، بقراً وغنماً، جملاً وحماراً”.

كما اعتبر نتنياهو في رسالته أن “هذه حرب بين أبناء النور وأبناء الظلام، لن نتوقف عن مهمتنا حتى يتغلب النور على الظلام”.

وأضاف: “سيهزم الخير الشر الشديد الذي يهددنا ويهدد العالم بأسره”، وفق تعبيره.

وفي موقع آخر من الرسالة، قال نتنياهو: “كلكم من نسل سلسلة الأبطال الذين لم يترددوا ولم يتراجعوا – يهوشوع بن نون، دبورة النبية، الملك داود، يهودا المكابي، بار كوخبا، جوزيف ترومبلدور، المقاتلون السريون، الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن. لقد أمسكوا بسيف درع إسرائيل إلى الأبد، وأنتم تسيرون على خطاهم”.

واقتبس في رسالته من (مزمور 3: 18): “تُمَنْطِقُنِي بِقُوَّةٍ لِلْقِتَالِ. تَصْرَعُ تَحْتِي الْقَائِمِينَ عَلَيَّ”.

ثم قال في رسالته: “ليسمح الرب أن يوبخ أعداؤنا الذين قاموا علينا في وجوههم! فليحفظ القدوس المبارك جنودنا ويحفظهم من كل ضيق وضيق، ومن كل مرض وسقم، وليباركهم ويوفقهم في كل أعمالهم. ويزينهم بتاج الخلاص وتاج النصر”.

وختم نتنياهو رسالته “بعون الرب، معًا سننتصر”.

أثار هذا الإعلان الكشف حالة من الدهشة بين السفهاء والبلهاء العرب الذين عاشوا على وهم التمييز بين اليهودية والصهيونية  وهو الوهم الذي روج له الماركسيون العرب ومن أبرز هؤلاء عبد الوهاب المسيري الذي تمكن من اعتلاء عرش الإسلاميين العرب وحظي بمكانة بارزة لدى جماعة الإخوان رغم أنه عاش ماركسيا ومات ماركسيا وجرى تطويبه قديسا ووليا من أولياء الله الصالحين شأنه شأن محمد عمارة رئيس تحرير مجلة الأزهر سابقا.

الصهيونية حسب المسيري هي فكرة ذات جذور غربية بالأساس، ظهرت من بعض المفكرين الغربيين كحل لما يُسمى بـ «المسألة اليهودية»، والتي كانت تشغل المجتمع الأوروبي بعد الثورة الصناعية، ثم أُضيفت لهذه الفكرة بعض الديباجات اليهودية ليصبح البعد اليهودي لهذه الفكرة هو زخرفي تبريري وُضِعَ من أجل قدرته التعبوية.

(ورغم ادعائه العلمية التوثيقية فقد تجاهل ذكر هؤلاء البعض… ولا يهم!! فالمهم أن قداسته لا يسؤل عن برهان ولا دليل!!)

يُعلِّق المسيري على ذلك قائلاً:

الثورة الرأسمالية كما تركت أثراً عميقاً على طبقة النبلاء المسيحيين، فقاوموها أو هادنوها، وعلى الفلاحين المسيحيين الذين هاجروا إلى المدن ليكوِّنوا البروليتاريا، وعلى الدين المسيحي نفسه في ظهور البروتستانتية والإصلاح الديني، عبَّرت الثورة الرأسمالية عن نفسها بالنسبة لأعضاء الجماعات اليهودية على شكل المسألة اليهودية.

المسألة اليهودية باختصار –كما يراها الماركسيون الإسلاميون- هي أزمة الوضع الاجتماعي لليهود في المجتمعات الغربية بعد تحولها إلى مجتمعات رأسمالية، ففي زمن الإقطاع كانت الجاليات اليهودية في أوروبا عبارة عن جماعات وظيفية مالية تعيش على حواف المجتمع، وليس لها اتصال إلا بالطبقة الحاكمة التي تتبعها مباشرة وتضطلع لها بوظائف تتطلب الموضوعية والحياد، كالتجارة والمراباة[1].

أما الجذور اليهودية للمسألة الصهيونية حسب المسيري الماركسي فهي (بعض الديباجات اليهودية ليصبح البعد اليهودي لهذه الفكرة هو زخرفي تبريري وُضِعَ من أجل قدرته التعبوية).

بالنسبة لنا فما قاله نتنياهو لا يثير أي دهشة أو استغراب فهو كلام قديم لا يشكل أي مفاجأة لمن يرفض خرافة التمييز بين اليهودية والصهيونية التي أطلقها في الأساس النظام الناصري تجنبا للحرج الناجم عن تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية.

لم يكن المسيري هو أول من أطلق هذه الأكذوبة فقبله كان عباس العقاد وغيرهم من المطبلين والمزمرين العرب.

الجديد في الأمر أن نتنياهو بهذا الكلام كشف النقاب عن أهداف حملة الإبادة الموجهة نحو غزة (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً، طِفْلاً وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَمًا، جَمَلاً وَحِمَارًا) سفر صموئيل1.

دعك إذا ممن يتحدثون عن قوانين الحرب والاعتبارات الإنسانية فالقانون الحاكم لإدارة الحرب هو ما ذكرناه وهي حرب إبادة لا علاقة لها بما يعتقده بلهاء الأمة فما بالك بالخونة والعملاء!!.

يبقى السؤال الأهم: ما هو موقع الأمة الإسلامية من صراع العقائد في مواجهة اليهود الذين يجزمون بنفي رسالة السماء لمن جاء بعدهم سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين؟!.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏05‏/11‏/2023

 

 

[1] https://cutt.us/fHVDJ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى