
الدكتور أحمد راسم النفيس يكتب: الأمة الإسلامية هل من قيادة مركزية؟؟
أكثر من ألف عام من الضياع!!
الدكتور أحمد راسم النفيس يكتب: الأمة الإسلامية هل من قيادة مركزية؟؟
أكثر من ألف عام من الضياع!!
بالأمس وبتاريخ 12-11-2023 صرح الفيلسوف الروسي الكسندر دوغين: ”بأن تحرير أرض غزة وكل فلسطين يعتمد في المقام الأول على الإسلام العالمي. إذا كان للمسلمين أي قيمة، فستتحرر فلسطين. وسوف ندعم نحن ذلك، لن يشن أحد هذه الحرب نيابة عن المسلمين لتحقيق العدالة التي يريدونها ويسعون لها، أيها المسلمون هذه هي حربكم“.
وقبل أيام قليلة عقدت في الرياض (قمة) جمعت قادة خمسة وسبعين دولة عربية أو إسلامية حيث جاءت النتائج مخيبة للآمال كما هو متوقع من هذا الجمع الغثائي كغثاء السيل!!.
وبدلا من أن يتداعى المحللون لتفسير بقاء هذه الحالة اجتمع جنرالات الفضاء وأجمعوا على إلقاء اللوم على قيادة حزب الله التي لم تعلن الحرب على الكيان اليهودي رغم أن عدد شيعة لبنان لا يتجاوز مليونين قبالة عدد المسلمين الكلي الذي يقارب المليارين.
المعنى أن ملياري مسلم تكاد تكون قيمتهم هي والعدم سواء بينما يتحمل العبء كله نسبة محدودة منهم لا تبلغ المائتي مليون في إيران والعراق واليمن وسوريا وفريق من الإخوان المسلمين في فلسطين.
وعي الأمة ووعي الطائفة
أنا واحد ممن يعتقدون بحتمية الدفاع عن مبدأ الولاء لأئمة أهل بيت النبوة الذي يعرف بالتشيع.
وأؤمن أيضا أن الذين أرادوا استهداف الوجود للأمة الإسلامية ونجحوا في تحقيق أغلب أهدافهم لم يتمكنوا من تحقيق ذلك الهدف إلا من خلال تحالفهم مع الشيطان الأكبر (القديم والمعاصر) وشن حرب إبادة على شيعة أهل البيت وخير شاهد على ذلك اتحادهم حول هدف إزالة الحضارة الفاطمية ومن يومها يعيش المسلمون حالة الانحطاط والتحلل والتفكك من دون قيادة ولا دولة مركز.
ما كان للدولة اليهودية أن تتأسس في قلب العالم الإسلامي لولا هذه المؤامرة الكبرى التي دك مداميكها صلاح الدين الأيوبي ومن خلفه.
الآن يبدو واضحا أن المعركة الكبرى أو طوفان الأقصى يشارك فيها الشيعة وكتائب عز الدين القسام وهي من الإخوان المسلمين.
المسئولية تقع على عاتق (الإسلام العالمي) كما قال ألكسندر دوجين ولا يمكن لفريق بمفرده أن ينجز كل المهمة.
ومن البديهي أن موقع قيادة الإسلام العالمي قد حسم ليس لصالح جماعة الإخوان مهما كان حجم الإشادة بدور حماس أو كتائب عز الدين القسام وعليهم أن يدققوا في خطابهم وهم الذين طالما حاضرونا في التزام الصف ووحدة الكلمة.
لا زال مشوار المواجهة طويلا ولم تأت بعد لحظة جني القطاف ولا جمع النقاط والمكاسب.
الأهم من كل هذا هو التوجه نحو خطاب توحيدي يمكن أن يساهم في جمع كلمة (الإسلام العالمي) بدلا من ترسيخ الفرقة والانقسام والإصرار على لهجة (إسلامنا وإسلامهم)!!.
لعلكم تذكرون آخر كلمات محمد مرسي وتهديداته لحزب الله يوم 14-6-13 إذ لو تحققت رغباته وأمنياته لما كان هنالك الآن طوفان ولا أقصى ولا قسام ولا فلسطين ولا من يحزنون!!.
الآن يظهر على وسائل التواصل الاجتماعي مستشار محمد مرسي مرتديا الكوفية الفلسطينية وكأنه جيفارا العرب وقائد النخبة المقاتلة مقدما الاقتراحات ورافعا للرايات ومن واجبنا أن نطرح عليه سؤالا: هل شاركت في كتابة الخطاب الذي أعلن فيه الرئيس السابق تهديده بالحرب على حزب الله؟!.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ * إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) الصف 2-4.
في رأينا أن الرغبة في الانفراد بالقمة واعتلاء ظهر الأمة لا تزال تتملك الكثير من التيارات وأن هذا الشبق التسلطي المقرون بأوهام العظمة قد يعود بنا إلى نقطة الصفر!!.
اللهم الطف بنا وارحمنا من شر أعدائنا وأصدقائنا الحمقى.
دكتور أحمد راسم النفيس
13/11/2023