مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: المهدي المنتظر ومصباح علاء الدين!!

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: المهدي المنتظر ومصباح علاء الدين!!

(قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَّامُ الْغُيُوبِ * قُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ * قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ) سبأ 48-50.

أذكر منذ سنين أني اشتريت زجاجة مشروب وكانت الشركة المنتجة تضع ضمن الغطاء جائزة وما عليك إلآ أن تجرب حظك وترى، لكني ألقيت الغطاء فورا في سلة المهملات فرآني أحدهم وسألني لم لا تبحث عن الجائزة؟ وكان ردي لم أحصل على شيء صدفة طيلة حياتي كلها!!.

الأدبيات الدينية مليئة بالأساطير التي غيرت حياة البعض تغييرا جذريا مثل هذا الشاب التقي النقي البار بوالديه الذي تزوج بنت السلطان ثم أصبح ملكا لأن أمه كانت تدعو له بالخير وغير ذلك!!.

أنا وملايين غيري كنا بارين بأمهاتنا لكننا لم نتزوج بنت السلطان ولم نعثر على مصباح علاء الدين عند بائع الخردة ولم يخرج لنا الجني قائلا شبيك لبيك ولا عبدك ملك يديك.

كثيرة هي الأشياء التي تدخل ضمن الحقوق الطبيعية والمشروعة التي حصلت عليها بعد صبر ومعاناة قاسية وصلت مرحلة اليأس وكثيرة أيضا هي الحقوق التي حصلت عليها شأن بقية الناس وأنا لم أدع يوما أنني أعيش وسط قطيع من الذئاب فهناك كثير من البشر الأسوياء.

ذات مرة التقيت أحد الفخماء الأغبياء في النجف الأشرف وقال مشيدا بي أنا طالعت كتاباتك وتأكدت أنها لا يمكن أن تكون (copy & paste) والمعنى أنه قيل ويقال ما يحتاج إلى نفي!!!.

مهزلة والله!!

أما المشكلة فبقيت بلا حل بعد أن تأكد أن الشغل أصلي وليس مسروقا وليس مسموحا بمساندة الأصليين حيث لا يساند هؤلاء إلا المزيفين!!.

المجد للمزيفين!!.

الظهور المهدوي لا يمكن أن يكون على طريقة مصباح علاء الدين ولا على طريقة ذلك الشاب التقي الذي أصبح ملكا بمحض الصدفة، بل هو طريق تمهده المعاناة والصبر والجهاد والاستشهاد وتبقى الإرادة الإلهية المؤيدة والمسددة هي الحاكمة، وإلا فنحن من الأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا!!.

من أولئك الذين يؤكدون؟ وماذا يؤكدون؟.

لم أكن أتحدث عن الظهور المهدوي لكنني أتحدث عن اقتراب الفرج الذي سيشمل الجميع وقطعا لي قراءة للأحداث فالكثير من الخطط والمؤامرات سقطت وذهبت أدراج الريح!!.

لنا قراءة للأحداث ولنا مواقفنا دفاعا عن المظلومين وقد دفعنا ثمنها غاليا لكنني الآن لا أسطر مظلمة وعند الله تجتمع الخصوم!!.

بعض من عرفتهم تعرضوا للسحق والاختفاء ولم يكن لهم أي دور مهم لمجرد أن شكلهم كان غير مرغوب فيه من بعض الأقوياء.

كيف يقال إذا أن المنتظرين للإمام أناس من الكسالي والبلداء بانتظار أن يأتي من لا يملك ليعطي من لا يستحق؟!.

نحن فقط ننتظر أن يأتي هؤلاء الذين (يَأْخُذُ بِهِمْ مِنْ قَوْمٍ حُقُوقَ قَوْمٍ) ولو كانت لدينا القدرة لانتزعناها (فدعا ربه أني مغلوب فانتصر)!!.

أنا شخصيا لن ولم أتنازل عن حقوقي لكنني لا أملك القوة لانتزاعها كاملة رغم أني لست متقاعسا ولا خنوعا؟!.

هل ترى ذلك كسلا وبلادة؟؟.

الثابت والمؤكد أن مسار الأفراد والجماعات في هذه الحياة ليس مجرد قرار شخصي حيث تقوم الإدارة والتدبير الرباني بالدور الأهم لترجيح بعض الخيارات والمسارات دون غيرها.

(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ) فصلت 30-31.

هناك الكثير من سبل إيصال الرسائل ليس عبر الهواتف ولا غيرها تثبيتا وتطمينا أن الله ناصر المستضعفين المظلومين وأنه سبحانه لن يخذلك ولن يسلمك.

(قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ)؟؟ هود (28).

قل انتظروا إنا منتظرون!!

دكتور أحمد راسم النفيس

‏27‏/11‏/2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى