دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: الدكتور طه حسين وتكويش الفكر العربي!!
دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: الدكتور طه حسين وتكويش الفكر العربي!!
هكذا تم التكويش على اسم الدكتور طه حسين ضمن الأصول التي جرى الاستحواذ عليها والعاقبة عندكم في الموالد وحفلات الطهور!!.
إلا الحماقة أعيت من يداويها!! هكذا أظهرت تلك الكلمات التي تفوه بها عريف الحفل عندما زعم أنه أهم من طه حسين، جانبا من الطريقة التي يفكر بها متخمو البطون فارغو العقول وبعضا من مفرداتهم التي يتقيأونها علينا كلما سنخت لهم الفرصة!!.
كان من الممكن لهذا التافه الذي يطرح بعض الأفكار عبر بعض التصريحات التي لا تستند إلى أي تأصيل علمي أو فكري استنادا لقربه من السلطة والتي رحب بها وروج لها إعلام البالونات، إعلام يوم الزينة وأن يحشر الناس ضحى والمهم ملء الفراغ والتشويش على أصحاب الإنجاز الفكري الحقيقي!!.
ماذا ستضيف مؤسسة التكويش على الفكر العربي من جديد؟!.
الجواب: لا جديد!!، فالكتاب والمفكرون هم الأساس وهم المادة الخام الذي يستند إليها (التكوين) الفكري الحقيقي للأمم وليس مثقفو الفنادق ولا فصائلهم التنويرية التي هي الوجه الآخر للفصائل التكفيرية التي يرعاها ويمولها (رب السيف والفكر)!!.
أحد أهم هذه النماذج التي تجاهل إبرازها إعلام (حلق حوش) هو طه حسين شخصيا الذي نشأ في ظل الفقر المدقع ورعاه المجتمع ومنحه تلك المكانة المستحقة ولم يكن هناك خليج النفط والقحط الأخلاقي يوم أن كان هناك كيان اسمه مصر!!.
السؤال هو: لماذا جفت ينابيع الكتابة والفكر في مصر التي كانت معطاءة في النصف الأول من القرن العشرين وبقيت تتفاخر بعطاء هؤلاء اتفقنا أم لم نتفق معهم في أطروحاتهم منذ بدأنا نسمع عن (الالتزام الثوري) و(حتمية الحل الاشتراكي) وأين كان منسوبو (مؤسسة التكويش) طيلة هذه العقود السابقة؟!.
طبعا لا أقصد (عقود الطباعة والبرامج) ومنح رب السيف والفكر؟!.
لماذا لم نعد نسمع عن منتج فكري من نفس النوع الذي عمل عليه طه حسين ومحمد حسين هيكل وغيرهم ولم يعد متاحا لدينا إلا منتجات مثل (عمارة يعقوبيان) و(حاحا وتفاحة)؟!.
ما هو مصير مئات الكتاب والمفكرين الموهوبين المهمشين وهل ستشملهم مؤسسة التكويش بأكياس الدنانير أم أن (اللي سبق كل النبق).
رحم الله صلاح عيسى الذي فعل المستحيل بإسناد من فاروق حسني من أجل منح الفرصة للمهمشين والمغيبين لينتهي بنا الأمر إلا لا شيء.
(مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ وَمَا ظَلَمَهُمُ اللَّهُ وَلَكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) آل عمران 117.
(زَرَعُوا الْفُجُورَ وَ سَقَوْهُ الْغُرُورَ وَ حَصَدُوا الثُّبُورَ) الإمام علي بن أبي طالب.
دكتور أحمد راسم النفيس
06/05/2024