مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: العودة صحبة الكتاب!!

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: العودة صحبة الكتاب!!

ربما لا يعلم الكثيرون أن كتبي المطبوعة في بيروت خلال الأعوام الماضية ليست متاحة لدي وأنني محروم من رؤيتها مثل كتاب (الحاكم بأمر الله) فضلا عما سبقها من كتب طبعت لدى دار المحجة البيضاء خلال الفترة التي سبقت أحداث يناير 2011 وأن مكتبة مدبولي أحجمت عن الإتيان بها إيثارا للسلامة!! وسالمة يا سلامة لأن المستقبل للتكوين أخو التمكين من الرضاعة وكلاهما مجهول الأب وكلنا في الهم شرق!!.

خلال تلك الفترات كنت أقنع باحتضان نسخة أو نسختين أمكن العثور عليها باعتبار أن رؤية الحبيب أفضل من أكل الزبيب ويكفينا الاستماع للأخ إبراهيم عيسى وراكب الحمير فارس التنوير وكلمات الست ناعوت خير من ركب البعير وهم يشدون بنشيد التنوير!!.

في مثل هذا العمر وبعد أن نفذ أغلب مخزون الصبر وبعد أن رفعت قبائل التنوير راياتها الحمراء وأسمتها برايات التكوين تيمنا بسفر التكوين وأعلنت قبائل التحصين الوهابية عن تحالفها مؤكدة أن النهائي أصبح مقصورا على الأمويين والعباسيين وقريبا سيعلن العثمانيون عن فريقهم –إن لم يكن ضمن الفرق السابقة- ليخوض غمار المعركة للفوز بكأس السوبر كأس الأمير ابن زايد، وكان علي أن أٌقرر أن أعود إلى مصر صحبة النسخ المحدودة من كتابي (كيف أنشأ اليهود دولتهم) أو ألقي بها على قارغة الطريق تجنبا للغارات والهجمات فأنا لم أعد أحتمل التفتيش والتهبيش (وشيل الشنطة وافتح الشنطة) وقد تجاوزت السبعين وبعد أن توقف ذراعي الأيمن عن العمل بسبب إحدى غارات الأمير وهو يهدد بالاستقالة الفورية النهائية!!.

تغلب الخيار الأول لأسباب واقعية وعدت صحبة الكتابين (عقيدة التوحيد في مدرسة أهل البيت) و(كيف أنشأ اليهود دولتهم) واندلعت المعركة على الفور حيث شن (العدو) هجمة خاطفة استولى فيها على الكتب والكراريس لتبدأ بعد ذلك مفاوضات إنهاء (غزوة الكتب) وإعادة السبايا وهذا ما حدث وهذا هو الحدث!!!.

قبل ثمانية أشهر ضًبط العبد المارق أحمد راسم النفيس وبحوزته 4 نسخ من كتاب (رجال الله والزمن الآتي) وتم (سبي) الكتب وسحب جواز السفر باعتبار أنها بحاجة إلى محرم وبقي جواز السفر محتجزا من 26-8-2023 إلى 16 أبريل 2024 وطبعا كان علي أن أضع هذا التاريخ المشرق في الاعتبار عند اتخاذ قرار اصطجاب الكتب أو إهدائها لمن هب ودب أو حتى إلقائها على قارعة الطريق.

انتهت معركة منع إعادة تكوين الفكر العربي خلال أقل من ساعتين وجرى استعادة الكتب ومعها اللابتوب فضلا عن جواز السفر كنوع من التفضل والإكرام!!.

خلال الثمانية أشهر وتحديدا منتصف مارس حدثت جادثة لم نعلن عنها –وهي ليست سرا- إلا أنني أفضل أن تبقى غير معلنة من جهتي وهي تشير إلى أن تحولا جوهريا في سياسات الإقليم قد بدأ فعلا على أرض الواقع.

أما سبب عدم الإعلان: فهو أنني أفضل أن أتريث لأرى النتائج على الأرض  ولأنني لم أكن يوما ما حريصا على شيء على طريقة (أُفٍّ لَكُمْ لَقَدْ سَئِمْتُ عِتَابَكُمْ ) ولأني لا أرغب في غير السلامة للجميع وأنا واحد منهم!!.

(أَيُّهَا النَّاسُ كُلُّ امْرِئٍ لَاقٍ مَا يَفِرُّ مِنْهُ فِي فِرَارِهِ الْأَجَلُ مَسَاقُ النَّفْسِ وَالْهَرَبُ مِنْهُ مُوَافَاتُهُ كَمْ أَطْرَدْتُ الْأَيَّامَ أَبْحَثُهَا عَنْ مَكْنُونِ هَذَا الْأَمْرِ فَأَبَى اللَّهُ إِلَّا إِخْفَاءَهُ هَيْهَاتَ عِلْمٌ مَخْزُونٌ) علي بن أبي طالب.

مبروك لي حيازتي لأربع نسخ من كتاب (كيف أنشأ اليهود دولتهم).

دكتور أحمد راسم النفيس

المنصورة مصر

‏18‏/05‏/2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى