مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: عقيدة الكراهية أنا أكره إذا أنا موجود!!

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: عقيدة الكراهية أنا أكره إذا أنا موجود!!

كميل بن زياد.. نموذجا

يروي ابن كثير (تلميذ ابن تيميه) في تاريخه البداية والنهاية في أخبار عام 82هـ خبر استشهاد كميل بن زياد ابن نهيك بن خيثم النخعي الكوفي أحد أصحاب علي بن أبي طالب ع على يد سفاح بني أمية الحجاج الثقفي‏.‏

قال: روى كميل بن زياد عن عمر وعثمان وعلي وابن مسعود وأبي هريرة وشهد مع علي صفين، وكان شجاعاً فاتكاً، وزاهداً عابداً، قتله الحجاج في هذه السنة، وقد عاش مائة سنة صبراً بين يديه‏:‏ وإنما نقم الحجاج عليه أنه طلب من عثمان بن عفان القصاص من لطمة لطمها إياه‏.‏ فلما أمكنه عثمان من نفسه عفا عنه، فقال له الحجاج‏:‏ أو مثلك يسأل من أمير المؤمنين القصاص‏؟‏ ثم أمر فضربت عنقه، قالوا‏:‏ وذكر الحجاج علياً (سبه) في غضون ذلك فنال منه وصلى عليه كُميل، فقال له الحجاج‏:‏ والله لأبعثن إليك من يبغض علياً أكثر مما تحبه أنت (لاحظ!) فأرسل إليه ابن أدهم وكان من أهل حمص، ويقال أبا الجهم بن كنانة فضرب عنقه.

قال ابن كثير: وقد روى عن كميل جماعة كثيرة من التابعين وله الأثر المشهور عن علي بن أبي طالب الذي أوله (القلوب أوعية فخيرها أوعاها) وهو طويل قد رواه جماعة من الحفاظ الثقات وفيه مواعظ وكلام حسن رضي الله عن قائله‏.‏ ‏البداية والنهاية ج/ص‏:‏ 9/58‏.

بغض وكراهية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وكراهيته عند هؤلاء أمر مستحب وربما مندوب ولا حرج ولا بأس عليهم!!.

هكذا اعتادت الإنسانية البائسة أن تحب وتعشق أهل الشر وتتفانى في طاعتهم وأن تبغض أهل الخير وأن ترتكب أسوأ الجرائم بحقهم ولو انتهى الأمر بقتلهم واغتيالهم.

ليس صحيحا ما يدعيه البعض أن السياسة في هذا العالم تبنى على المصالح والمنافع بل تبنى على أهواء النفس والاستكبار والعلو في الأرض وهو زرع إبليس عليه اللعنة (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين).

الذين أبغضوا أمير المؤمنين علي عليه السلام وتفانوا في بغضه واصلوا البغض والقتل والكراهية ضد شيعته وحزبه ومن هؤلاء كان عبد الله بن الزبير الذي كان يشتمه على رءوس الاشهاد ، وخطب يوم البصرة فقال : قد أتاكم الوغد اللئيم علي بن أبى طالب.

يروي ابن أبي الحديد في شرح النهج: قال: سمعت عليا عليه السلام ، يقول: يا أهل الكوفة لقد ضربتكم بالدرة التي أعظ بها السفهاء فما أراكم تنتهون! ولقد ضربتكم بالسياط التي أقيم بها الحدود ، فما أراكم ترعوون! يفلم يبق إلا أن أضربكم بسيفي ، وإني لاعلم ما يقومكم ، ولكني لا أحب أن إلي ذلك منكم. وا عجبا لكم ولاهل الشام ! أميرهم يعصى الله وهم يطيعونه ، وأميركم يطيع الله وأنتم تعصونه! والله لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني، ولو سقت الدنيا بحذافيرها إلى الكافر لما أحبني ، وذلك أنه قضي ما قضي على لسان النبي الامي أنه لا يبغضني إلا كافر ولا يحبني إلا مؤمن. وا عجبا لكم ولاهل الشام ! أميرهم يعصى الله وهم يطيعونه ، وأميركم يطيع الله وأنتم تعصونه ! والله لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني ، ولو سقت الدنيا بحذافيرها إلى الكافر لما أحبني!!!.

الآن وبعد كل هذه القرون لا زال أعداء الله يصبون جام غضبهم وحقدهم على شيعة الإمام ويرمونهم بكل التهم الباطلة رغم ما قدموه للأمة من تضحيات وما قاموا به من بطولات.

(والله لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني ولو سقت الدنيا بحذافيرها إلى الكافر لما أحبني).!

وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏10‏/10‏/2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى