مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: هزيمة الغرب!!

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: هزيمة الغرب!!

يخوض الاستكبار العالمي آخر حروبه على العالم الإسلامي، تلك الحروب التي بدأت جولتها الأخيرة بعد هجوم السابع من أكتوبر الذي شنته المقاومة الفلسطينية على العدو الصهيوني ثم الحرب على لبنان والتي بلغت ذروتها باغتيال النفس الزكية السيد حسن نصر الله يوم ال27 من سبتمبر 2024.

الحروب التي شنها الاستكبار الغربي بدأت بالحروب الصليبية وبدأ حصد نتائجها بالاحتلالات الغربية للعالم الإسلامي تزامنا مع حملة نابليون بونابرت على مصر عام 1798 كما هو معلوم للجميع.

لم تقتصر حروب الاستكبار العالمي على الغزوات الحربية بل كانت هناك حروب أهم هي الغزو الفكري والتي هدفت لترسيخ الاعتقاد بتفوق الغرب الثقافي والحضاري وحتمية القبول بالتبعية الكاملة له باعتبار ذلك الطريق الوحيد للبقاء والتقدم!!.

الغزو الثقافي الغربي لم يكن ليعني مشروعا ثقافيا متكاملا أو نظرة شاملة للكون كما قد يتصور البعض بل كان مجرد حالة انبهار ساذج بتفوق الغرب وسبقه لإنتاج السيارة والطائرة ناهيك عن احتكار مصادر الثروة والطاقة في العالم وحرمان أصحابها الأصليين من الاستفادة منها وفقا لمعادلة البقاء والثراء للأقوى وهي معادلة يراد لها أن تبقى هكذا حتى قيام الساعة.

الغزوات التي شنها الإسرائيلي على العرب والهزائم التي لحقت بهم خاصة هزيمة 1967 رسخت اعتقادا مفاده أن مقاومة الغرب وممثله في المنطقة يعد نوعا من الانتحار كما أنه يحرمنا من الاستفادة من الحضارة المبذولة للجميع بشروط سهلة وميسرة أهمها الرضا بالأمر الواقع وإطلاق يد الصهاينة لتنفيذ خططهم وتمرير جرائمهم دون أي رد فعل.

الغرب وبفضل انتصاراته وغزواته التي تمكن فيها من السيطرة على مناطق شاسعة من العالم ومن ضمنه العالم الإسلامي تصرف على أساس أنه الحاكم الفعلي للدنيا بأسرها وأن من حقه بل من واجبه أن يفرض قيمه ومعاييره ومدونة السلوك التي يتعين التزامها ثم زاد على ذلك قيامه بفرض الكيان اليهودي حاكما متألها للعالم العربي وبقيت حالة الرفض لهيمنة الغرب مترنحة وغير قادرة على تعديل موازين القوى حتى انتصار الثورة الإسلامية في إيران.

الآن وفي أعقاب طوفان الأقصى أكتوبر 2023 بدا واضحا خوف الغرب من زوال هيمنته المطلقة على عالمنا الإسلامي خاصة مع إطلاق حزب الله معركة إسناد المقاومة الفلسطينية مما تسبب في حالة هلع من تلاحم الجبهات وإمساكها برقعة واسعة من الجغرافيا تنهي هيمنة الغرب على المنطقة.

تلاقى المشروع الغربي مع المشروع اليهودي الساعي لإقامة مملكة المسيا فكان أن اشتعلت الحرب وتوسعت لتبلغ مديات غير مسبوقة كاشفة عن تخوف الغرب من فقدان سيطرته التامة على عالمنا الإسلامي.

ما نعتقده أن صعود المقاومة الإسلامية وصمودها في المواجهة ليس فقط يجعلها رقما صعبا لا يمكن التخلص منه بل يجعل إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل طوفان الأقصى ضربا من المحال.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏04‏/11‏/2024

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى