مقالات النفيس

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: جيفارا واستشهاد السيد، لنا جيفارا ولا جيفارا لكم!!

دكتور أحمد راسم النفيس يكتب: جيفارا واستشهاد السيد، لنا جيفارا ولا جيفارا لكم!!

حسب الشيخ إمام (جيفارا مات) ولم يستشهد!!، لكنه صار رمزا وأيقونة لرفض الاستكبار العالمي لدى الشباب كما أن ارتداء القمصان التي تحمل صورته يعد تعبيرا عن نزعة يسارية وانحيازا للمستضعفين رغم أنه مات في حرب لا نعرف تفاصيلها ولا نعرف دوافعها.

الحماقة التي أقدم عليها الكيان الصهيوني باغتيال السيد نصر الله أدت وستؤدي إلى نتيجة مغايرة تماما للغاية التي تصورها هؤلاء الأغبياء وهي القضاء عليه وعلى نهجه المقاوم.

يحكى أن عدد المشيعين للجسد الطاهر تجاوز المليون ونصف، كثير منهم جاءوا من خارج لبنان وأضعاف هؤلاء كان يتمنون الحضور ولم يتمكنوا لأسباب عملية بحتة.

لم يقتصر التشييع على العاصمة بيروت بل كانت هناك جنازات رمزية في العراق وطبعا ليس هذا متاحا في بلدان أخرى والأسباب معروفة ويكفي أن اليوتيوب أزال قناتي برمتها لمجرد شريط يتحدث عن التشييع والمعنى أن مجرد إظهار التعاطف أمر ممنوع من قبل الاستكبار العالمي.

نحن قطعا لا نقارن بين السيد نصر الله وجيفارا بل نقارن بين بيئة الأمة الإسلامية التي تفتقر إلى أنموذج القائد المجاهد الفقيه الشجاع المضحي بنفسه وقد فرض عليها تلك النماذج المتوحشة البائسة مثل أبو بكر البغدادي والجولاني أو تلك التي لا تكف عن الثرثرة والكلام الفارغ والتي لا تجيد الكلام إلا عن النقاب وطول السروال أو تعتدي على الآخرين وتصفهم بالكفر والمروق من الملة وقد رأينا آثارهم السيئة وتأثيرهم البائس ونشر فتنة التكفير وتقسيم المجتمعات.

أنفق الأعراب أموالهم طيلة العقود الماضية لإسقاط النموذج المقاوم الذي برز من خلال بيئة عقائدية وأخلاقية لطالما حاولوا طيلة القرون الخوالي محوها من الوجود فأثبتت أنها عصية على المحو والإزالة.ا

لطالما حاول الساقطون من منتسبي الفئة العربية التي هي امتداد للفئة الباغية في واقعة الجمل وصفين والنهروان تسقيط الرمز ووصفه بما لا يليق وبما لا يصح بل بلغ بهم الشطط حد اتهامه بالتآمر مع عدوه وقاتله لتشويه معتقداتهم البائسة فكان استشهاده ردا حاسما قاطعا على هذه الافتراءات وإسقاطا لها بالضربة القااضية.

يبقى السؤال موجها لأبناء البغايا: أين نماذجكم وأين شهدائكم الذين تحالفوا واطمئنوا لوعود الشيطان الأكبر الذي قام بذبحهم كما تذبح النعاج بعد أن استنفذوا دورهم وقاموا بتكليفهم وأدوا واجبهم الذي أسنده إليهم الصهاينة والشيطان الأكبر؟!.

الذي نخلص إليه أن استشهاد السيد كما قادة المقاومة سيؤدي لتحول هائل في الوعي ال جمعي للأمة الإسلامية بعد تحول الرأي العام بعيدا عن الدعاية المضللة لمحور الشيطان (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) الإسراء 81.

انتصر محور المقاومة انتصارا حاسما في معركة الوعي الجمعي ورسخ رمزا كبيرا في هذه المعركة وهو الأهم والأبقى.

دكتور أحمد راسم النفيس

‏24‏/02‏/2025

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى